محمد يحيى شنيف - هي الجحملية التي احتضنت كل أبناء اليمن ، تتنوع فيها الأفكار والتوجهات ، لكنها جمعت الكل في واحد .. وهكذا هي محافظة تعز حاضنة لليمن شماله وجنوبه شرقه وغربه ، كما أن أبناء تعز العز منتشرون في كل محافظات الجمهورية اليمنية وبكل التخصصات العلمية والخبرات المتراكمة ..
منزل الوالد (كان مديراً عاماً للقصر الجمهوري بتعز) يقع في الجحملية أمام مدرسة الشعب وبجانبه بيت زيد شبرين وبيت السراجي من الناحية الثانية ، وحينما كنت أمارس عملي بصنعاء في الإعلام كلفت بالنزول إلى تعز لمهمة الإشراف على صحيفة الجمهورية وتطويرها ، حيث كانت تصف محتوياتها بأحرف الرصاص يدويا ، وغيرت محتوى الصفحة الأخيرة عبر تسميات جديدة منها يوميات بدلاً عن الصدى وهو عمود كتبت فيه بصورة يومية ، ومما سهل مهمتي لأشهر موقع منزل والدي رحمه الله حيث كان في الجحملية لا يبعد عن صحيفة الجمهورية التعزية سوى أمتار انزل منها للوصول إليها ..
هناك التقيت بمفكري الحالمة ومثقفيها وصحافييها ، لأنها بحق مدينة اعلام وفكر وثقافة .. ولا تشعر بمنغصات حياتية على الإطلاق ..
عادت ذاكرتي إلى تلك الأيام الجميلة، وانا اتابع وضع محافظة تعز اليوم ، بدلاً من أن تكون حالمة بمستقبل أفضل أصبحت بفعل فاعل تعيش كابوساً يومياً، ووجع دماغ مؤلم ، بعد أن طغى عليها بارود الغدر والخيانة ، ليقسمها إلى أجزاء ومربعات تحارب بعضها بعضاً، والضحية المواطن ..
الجحملية ، أجمل الأحياء بشوارعها الضيقة التي لا تحتمل طلقات مسدس ، صار القتال بصواريخ تدمر البشر والحجر وتقلق سكانها المسالمين وتهجرهم ..
اعقلوا ياجماعة الحرب داخل المدن ، واتركوا توزيع الوطنية لأنها ليس من اختصاصكم ، افتحوا الطرقات ، أوقفوا الحرب الأهلية ، لاتجعلوا من تعز وغيرها فيداً لكم ، أعيدوا النسيج الاجتماعي لان الوطن يتسع للجميع ..
|