استطلاع/ صفوان القرشي: -
مازالت اليمن قِبلة لمئات المهاجرين من القرن الافريقي الذين يتوجهون اليها جماعات على المدار العام ودون توقف في رحلات منتظمة هرباً من الجوع والخوف وطلباً للعيش والأمان.
ورغم ما تتعرض له اليمن من عدوان غاشم وحصار خانق منذ أكثر من ثمان سنوات وانعكاس ذلك على الاوضاع المعيشية والاقتصادية على اليمنيين أنفسهم إلا أنها مازالت تشكل الملاذ الأمن لهؤلاء الفارين من بلدانهم بحثاً عن الحياة وكل يوم يصل العديد منهم إلى السواحل اليمنية لينضموا إلى الآلاف ممن سبقوهم في هجرتهم إلى اليمن غير مكترثين لما قد يتعرضون له من مخاطر في رحلة الموت عبر بحر متلاطم الأمواج سبق وان التهم العشرات منهم طوال السنوات الماضية .
طيبة اليمنيين وتعاونهم وحسن معاملاتهم لهؤلاء كانت أهم الاسباب وراء اختيارهم لليمن لتكون موطنهم الثاني قبل غيرها من الدول المجاورة لها .
فلماذا يختار المهاجرون الأفارقة وبالذات القادمين من اثيوبيا والصومال اليمن دون غيرها ؟
وما سبب ارتفاع نسبة المهاجرين خلال الاشهر الأخيرة ؟
أنا أحب يمن
*عبدالسلام عثمان .. أثيوبي مقيم في اليمن من حوالي 15 سنة- تحدث قائلاً: اليمن كله مسلم ناس طيبين ما في مشاكل مع اثيوبيين ما في سفر ثمان سنة، أنا اعمل مع شركة في النظافة احصل على راتب وكمان عمل ثاني، زوجة هنا بقيت أهل كله اثيوبيا، كله في موجود مسلم مسيح ما في مشكلة يمني تمام انت في شغل ما في مشاكل كثير في اثيوبيين يشتغل في صنعاء في منظمات في شركات في مطاعم في محلات في تنظيف سيارات.
دول خليج سعودية تسوي مشاكل انت اثيوبي حبس ترحيل، سعودية مش تمام سوت حرب على يمن، تقتل اطفال تقتل نساء عالم يتفرج .
انا احب اليمن كثير.. يمنيين يعيشوا هناك في اثيوبيا ما في مشكلة , كثير اثيوبيا صومال يموتوا في بحر ما يقدروا يسبحوا عشان قراصنة يرموهم بعيد في غاطس ويهربوا .
دفعت 500دولار لقرصان عشان تهريب
لالا ساسي - من الصومال له سنة في اليمن -قال: دفعت 500 دولار لقرصان عشان تهريب كلموا في يمن أمم متحدة تدفع فلوس لاجئين صوماليين وبعدين سفر أوروبا كله كلام في شغل تنظيف سيارات أمم متحدة ما في .
ايوا غرق عشرة نفر في بحر بعدين هناك مخيم في عدن كله يهرب ما في أكل ما في دكتور ما في منظمات أمم متحدة هجرة دولية كله يأكل فلوس لاجئ صومالي يموت .
يمن تمام ناس تمام , سعودية ابن عم حقنا في حبس يمكن اثنين سنة بعدين كله صادر سعودي فلوس ملابس، أمم متحدة ما في كلام عشان سعودي يعطيها فلوس .
سعودية تقتل شعب يمني تقتل شعب صومالي، أمم متحدة امريكا كله تمام ما في مشكلة .
يتعرضون للنصب من قبل المتاجرين بالبشر
أما الدكتور سليم عبدالباري -تحدث قائلاً: من الطبيعي ان يزيد عدد اللاجئين إلى اليمن من دول القرن الأفريقي لأن الأوضاع في اليمن بالنسبة لهم أفضل بكثير من الأوضاع التي يعيشونها في بلدانهم , فهناك يتعرضون للتطهير العرقي والديني كما هو حاصل في إقليم تجراي , اضف إلى أنه لا قيود تُفرض عليهم في اليمن ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي دون أي مضايقات بعكس الدول الأخرى .
وبالنسبة لهؤلاء كانت اليمن جسر عبور إلى دول اوروبا والخليج قبل العدوان حيث كانت الأمم المتحدة ترعى اللاجئين من الصومال واثيوبيا وهم يتواجدون بالآلاف .
واشير هنا إلى نقطة في غاية الأهمية أن الكثير من هؤلاء يتعرضون لعمليات نصب وتغرير من قبل المتاجرين بالبشر والمهربين حيث يتم إيهامهم بأفضلية بقائهم في اليمن اشهر قليلة قبل أن يتم نقلهم بواسطة الأمم المتحدة إلى دول أوروبا باعتبارهم لاجئين ومن حقهم الحصول على رعاية كاملة من قبل منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة , ويأخذون منهم مبالغ مالية، ومن ثم يتم رميهم في المياه الإقليمية اليمنية ليواصلوا السفر سباحة وهذا يكلف العشرات منهم حياتهم غرقاً.. وبحسب الاحصاءات لمنظمة الهجرة الدولية فإن عدد اللاجئين الأفارقة في اليمن يصل إلى أكثر من 3000 لاجئ
والاهم أن هؤلاء وبمجرد استقرارهم في اليمن يمارسون حياتهم بكل بساطة وتجدهم يعملون في المطاعم والمؤسسة والشركات في أعمال النظافة بدون أن يتعرضوا لأي مضايقات بل على العكس يحصلون على التعاطف من المواطنين وهذه ميزة خصها الله تعالى الإنسان اليمني المسلم مهما كانت ظروفه صعبة .
زيادة هائلة في عدد المهاجرين الإثيوبيين
أشارت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في بيان لها إلى أن أكثر 43.000 شخص وصلوا إلى سواحل اليمن عبر خليج عدن والبحر الأحمر في الأشهر الأربعة الأولى من العام 2021، بينما وصل عدد اللاجئين في الفترة نفسها من العام الذي سبقه إلى حوالي 30.000 شخص.
وقال اندريه ماهسيتش، المتحدث باسم المفوضية في جنيف، إن العدد الإجمالي للاجئين من منطقة القرن الأفريقي بلغ العام الماضي أكثر من 103.000 شخص، وإذا استمر الحال على هذا النحو فمن المتوقع أن يسجل العام الحالي رقماً قياسياً آخر.
وأضاف: "تعكس الزيادة الهائلة في العدد الإجمالي للقادمين الجدد إلى اليمن عدد الإثيوبيين المهاجرين، فثلاثة من كل أربعة أشخاص من جنسية أثيوبية، في حين كان اللاجئون الصوماليون يشكلون ثلاثة أرباع جميع الوافدين إلى اليمن خلال الأعوام الأربعة الماضية".
وأشار المتحدث باسم المفوضية إلى أن الرحلة إلى اليمن من القرن الأفريقي محفوفة بالمخاطر إذ يواجه المهاجرون معاملة مروعة وعنفا من قبل المهربين، بالإضافة إلى الاعتقالات التعسفية والاحتجاز والحدود المغلقة والإعادة القسرية والاتجار وعدم الحصول على المأوى والغذاء أو المساعدة الطبية ناهيك عن القوارب المتهالكة التي يركبونها.
يُذكر أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين كانت قد ناشدت المجتمع الدولي توفير 60 مليون دولار لتلبية احتياجات الحماية والمساعدة الإنسانية لحوالي أكثر من 200.000 لاجئ ونصف مليون نازح داخلي في اليمن، وحتى الآن لم تتلق المفوضية إلا ثلث المبلغ المنشود.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أعلنت عن وصول أكثر من 16 ألف مهاجر أفريقي إلى اليمن، في الفترة الممتدة من يناير إلى سبتمبر 2021، مقارنة بـ 32 ألفا و122 مهاجرا وصلوا إلى البلاد خلال الفترة ذاتها من العام الذي سبقه"26 فبراير 2020م جري في اليمن حالياً حملة لتسجيل اللاجئين الصوماليين بهدف خلق قاعدة بيانات حكومية وتحديد المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين، وفقاً لوزارة الخارجية بالبلاد.
وفي هذا السياق، أخبر عصام المحبشي، المسؤول عن شؤون اللاجئين بالإدارة المكلفة بأفريقيا داخل الوزارة، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن حملة التسجيل ستساعد على التمييز بين اللاجئين الصوماليين والمهاجرين الأفارقة لأغراض اقتصادية.
وجاء في تصريح المحبشي أن "هناك هجرة مختلطة حيث تقوم سفن التهريب القادمة من بوساسو بنقل المهاجرين الاقتصاديين والباحثين عن اللجوء على حد سواء. وفي الوقت الذي يجب فيه منح الباحثين عن اللجوء وضع اللاجئ ينبغي على المهاجرين الآخرين العودة من حيث جاؤوا".
وأوضح المحبشي أنه قد تم الاتفاق على عملية التسجيل، الممولة من قبل الاتحاد الأوروبي، مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتقضي الخطة بإنشاء ستة مراكز تسجيل دائمة في جميع أنحاء البلاد. وقد تم بالفعل إطلاق أول مركز في شهر مارس في صنعاء وسيليه مركز ثانٍ في مدينة عدن هذا الشهر.
وتشمل المرحلة الأولى من التسجيل، والتي قد تستمر لستة أشهر، اللاجئين الصوماليين فقط، بينما من المقرر أن تشمل المرحلة الثانية الباحثين عن اللجوء من غير الصوماليين.
وأوضح مسؤول وزارة الخارجية أن الإقبال على عملية التسجيل كان كبيراً، مضيفاً: أنه قد تم الترويج لها من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بلغات مختلفة في عدد من وسائل الإعلام وعن طريق الملصقات.. وأشار إلى أنه سيتم إعطاء فرصة أخرى لمن لم يتمكنوا من التسجيل خلال المرحلة الأولى.
وبعد انتهاء المرحة الأولى، سيتم تنظيم حملات مؤقتة للتأكد من هوية أي لاجئ. كما سيتم التعرف على أولئك الذين رفضوا التسجيل خلال سفرهم من محافظة لأخرى، وفقاً للمحبشي الذي صرح بأنه "سيتم توقيف وترحيل كل من فشل في تسجيل نفسه خلال تلك الفترة حتى وإن كان صومالياً"، وهو ما وصفه أندرو نايت، مسؤول العلاقات الخارجية بمكتب المفوضية باليمن، بأنه يشكل انتهاكاً لمعاهدة عام 1951م الخاصة باللاجئين.
معاهدات خاصة بحماية اللاجئين
وينص الفصل 33 من المعاهدة التي قام اليمن بالتوقيع عليها على أنه "يحظر على الدولة المتعاقدة طرد أو رد اللاجئ بأية صورة إلى الحدود أو الأقاليم حيث حياته أو حريته مهددتان بسبب عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة أو بسبب آرائه السياسية".
وقد دعا نايت الصوماليين باليمن إلى التسجيل. ووفقاً للمفوضية، وصل عدد اللاجئين الذين يتلقون مساعدات من مكتب المفوضية باليمن حتى 31 مايو إلى 152,693 لاجئاً، من بينهم 143,998 صومالياً و2,919 إثيوبياً و672 إريترياً.. وأفاد المحبشي أنه يوجد في اليمن 750,000 لاجئ صومالي وأكثر من 300,000 مهاجر أفريقي (إثيوبي وإريتري وغيرهم).
ووفقاً لمسح اللاجئين بالعالم لعام 2009م الذي قامت به اللجنة الأمريكية للاجئين والمهاجرين، أفادت الحكومة اليمنية أنه قد يصل عدد اللاجئين الصوماليين في البلاد إلى حوالي 700,000 لاجئ.
إرشادات جديدة حول اللاجئين الصوماليين
أعلنت مديرة الحماية الدولية في مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، إليزابيث تان، من جنيف، أن المفوضية أصدرت إرشادات جديدة حول أهلية الصوماليين الفارين من بلادهم في "الحصول على وضع لاجئ".
وفي حديثها خلال مؤتمر صحفي في جنيف، قالت إليزابيث تان، إن الإرشادات الجديدة تهدف إلى مساعدة أولئك الذين يفصلون في طلبات الحماية الدولية المقدمة من قبل طالبي اللجوء المتحدرين من الصومال، وكذلك مساعدة المسؤولين عن وضع السياسات الحكومية بشأن هذه القضية.
وأضافت: "إن انعدام الأمن والهجمات ضد المدنيين مستمرة في أجزاء كبيرة من البلاد. ومن بين المستهدفين، الأقليات العرقية والاجتماعية والنساء والأطفال وذوو الإعاقة."
وأشارت إلى الهجوم الأخير على فندق الحياة في مقديشو الذي أسفر عن مقتل 21 مدنيا على الأقل وإصابة 117 آخرين.
ومن بين الأشخاص الآخرين المعرضين للخطر، بحسب مفوضية، شيوخ العشائر، ومندوبو الانتخابات، والموظفون والمسؤولون الحكوميون، وضباط الشرطة، والجنود ممن هم خارج الخدمة، والعاملون في المجال الإنساني، من بين آخرين.
|
اللاجئون الأفارقة في اليمن.. البحث عن الحياة في رحلة الموت
