موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الميثاق نت -

الأربعاء, 04-يناير-2023
على‮ ‬ناصر‮ ‬محمد‮ ‬ -
تابعتُ خطاب الشيخ عصام بن حبريش الكثيري يوم 20 ديسمبر 2022م، والذي أعتبَره يوماً تاريخياً بإعلان دولة حضرموت بحدودها وعلمها ونشيدها الوطني.. وقال إن حضرموت ظُلمت في كافة المراحل التاريخية وبأنهم ليسوا مع الجنوب ولا مع الشمال.. كما قرأت ما نُشر في »عدن الغد‮« ‬عن‮ ‬احتفالٍ‮ ‬أقيم‮ ‬في‮ ‬احدى‮ ‬الدول‮ ‬العربية‮ ‬للمطالبين‮ ‬بانفصال‮ ‬حضرموت‮ ‬في‮ ‬احدى‮ ‬القاعات‮ ‬العامة‮ ‬حيث‮ ‬تم‮ ‬رفع‮ ‬علم‮ ‬حضرموت‮ ‬في‮ ‬الاحتفال‮. ‬

كما‮ ‬تابعتُ‮ ‬ردود‮ ‬الأفعال‮ ‬المتباينة‮ ‬والتعليقات‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬الإعلان‮ ‬الذي‮ ‬يتعارض‮ ‬مع‮ ‬مفردات‮ ‬التاريخ‮ ‬والحضارة‮ ‬اليمنية‮ ‬الزاخرة‮ ‬بخصائصها‮ ‬الغنية‮ ‬بتنوعها‮ ‬الثقافي‮. ‬

فتاريخياً‮ ‬ليس‮ ‬ما‮ ‬يجري‮ ‬الحديث‮ ‬عنه‮ ‬من‮ ‬حدود‮ ‬هي‮ ‬حدود‮ ‬حضرموت‮ ‬التي‮ ‬كانت‮ ‬عاصمتها‮ ‬شبوة‮ ‬القديمة‮ ‬قبل‮ ‬الاسلام‮. ‬

لقد طالب البعض بإقليم خاص بحضرموت سواء مع الجنوب أو مع الشمال للحصول على حقوقهم كاملة كمحافظة كبرى في اليمن ولها امتداد كبير مع الجيران أكثر من المحافظات الاخرى، وأنها تمتلك ثروات هائلة من النفط والغاز في البحر والبر وأهم اكتشاف للنفط كان في شرمة من قبل شركة‮ »‬أجيب‮« ‬الايطالية‮ ‬في‮ ‬الثمانينيات‮ ‬بكميات‮ ‬تجارية‮ ‬ومن‮ ‬النوع‮ ‬الممتاز‮ ‬ولم‮ ‬يستثمر‮ ‬لأسباب‮ ‬سياسية‮ ‬تحدثت‮ ‬عنها‮ ‬في‮ ‬مذكراتي‮. ‬

وأتذكر أننا بدأنا أول تجربة إدارة ذاتية للحكم المحلي في محافظة حضرموت، حيث كانت تتمتع باستقلال مالي وإداري وجرت أول انتخابات لمجلس الشعب المحلي في حضرموت عام 1976م، وكانت محافظة حضرموت محافظة نموذجية بالادارة والانضباط والامن والاستقرار واحترام النظام والقانون‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬مسؤوليها‮ ‬ومواطنيها‮. ‬

كما كانت المحافظة وأبناؤها يحظون باهتمام خاص من قبل كل الرؤوساء من عام 1967م حتى عام 1990م، فعندما كنت رئيساً للوزراء ورئيساً للدولة كان لحضرموت النصيب الأكبر من المناصب الوزارية وفي المؤسسات وغيرها وقبل رئاستي للحكومة والدولة وبعدها، وأبرزهم علي سالم البيض وزير الدفاع وحيدر العطاس وزير الانشاءات وفرج بن غانم وزير التخطيط وفيصل بن شملان مدير مصفاة عدن وجمعان بن سعد نائباً لوزير المالية وصالح بن حسينون وزير المواصلات وسعيد النوبان وزير التربية وقبلهم الدكتور محمد عبدالقادر بافقيه وسعيد عمر العكبري وزير الادارة المحلية وعبدالقادر باجمال وزير الطاقة ومحمود مدحي وزير التجارة وسالم الاشولي محافظ مصرف اليمن ورياض عمر العكبري سكرتير اتحاد الشباب (أشيد) وصالح السييلي رئيس جهاز أمن الدولة وغير ذلك من الوظائف القيادية، كنواب وزراء ووكلاء وزارات ورؤساء مؤسسات ودبلوماسيين‮ ‬ومحافظين‮ ‬وغيرهم‮ ‬من‮ ‬مدنيين‮ ‬وعسكريين‮.. ‬

وقدموا‮ ‬افضل‮ ‬النماذج‮ ‬لبناء‮ ‬المؤسسات‮ ‬وادارتها‮ ‬واظهروا‮ ‬كفاءة‮ ‬عالية‮ ‬ونزاهة‮ ‬وانضباطاً‮ ‬عاليين‮. ‬

وفي النصف الاخير من الثمانينيات كان العطاس رئيساً للدولة والبيض أميناً عاماً للحزب كأعلى مناصب في الدولة كما هو معروف، وبعد ذلك أصبح علي سالم البيض نائباً للرئيس علي عبدالله صالح في صنعاء وحيدر أبو بكر العطاس رئيساً للوزراء في الجمهورية اليمنية. وقد تحدثت عن ذلك بلقاء جمعني يوم 14 سبتمبر 2022م في القاهرة بحضور الأخ حيدر أبو بكر العطاس مع "حضرموت الجامع" و"عصبة حضرموت" و"المرجعية" عندما قال البعض منهم إن حضرموت ظُلمت، وذكّرتهم في هذا اللقاء بالمناصب التي أشرت إليها آنفاً والتي تولاها أبناء حضرموت كما تحدثت معهم عن زيارتي لأول مرة إلى المكلا في أكتوبر من عام 1967م، حيث حضرت مهرجاناً جماهيرياً كبيراً بمناسبة الذكرى الرابعة لقيام ثورة 14 أكتوبر، وحدثتهم عن علاقاتي ولقاءاتي مع العديد من المسؤولين الحضارم وأبرزهم علي سالم البيض والحاج صالح باقيس وسالم علي الكندي وعبدالرحيم‮ ‬عتيق‮ ‬وعبد‮ ‬الله‮ ‬البار‮ ‬وخالد‮ ‬باراس‮ ‬وخالد‮ ‬عبدالعزيز‮ ‬وغيرهم‮ ‬من‮ ‬الشخصيات‮. ‬

كان‮ ‬الشعب‮ ‬في‮ ‬حضرموت‮ ‬في‮ ‬السلطنتين‮ ‬القعيطية‮ ‬والكثيرية‮ ‬مصطفاً‮ ‬حول‮ ‬تلك‮ ‬القيادة‮ ‬والثورة،‮ ‬وكانوا‮ ‬أكثر‮ ‬حرصاً‮ ‬على‮ ‬قيام‮ ‬الدولة‮ ‬في‮ ‬الجنوب‮. ‬

وأكدت لهم أن الثورة وحَّدت الجنوب كله من المهرة الى باب المندب وأن حضرموت والمهرة انضمتا سلمياً للدولة الجديدة ولم تطلق فيها طلقة واحدة مما يدل على وعي تلك الجماهير وحرصها على وحدة الجنوب، بينما شهدت بعض المحميات الغربية في نهاية 1967م صراعات حول من يحسم ومن‮ ‬يحكم‮ ‬في‮ ‬الجنوب،‮ ‬وانتصرت‮ ‬الجبهة‮ ‬القومية‮ ‬وأُعلن‮ ‬عن‮ ‬قيام‮ ‬الدولة‮ ‬في‮ ‬الجنوب‮ ‬في‮ ‬30‮ ‬نوفمبر‮ ‬1967م‮..‬

والآن نحن لسنا ضد مطالب المحافظات للحصول على حقوقها كاملة ولكننا لسنا مع انفصال حضرموت أو باكازم أو جمهورية دثينة أو العودة الى ماقبل حدود المشيخات والسلطنات، واذا تغاضينا عن هذه الدعوات والرغبات العديدة التي بدأت تستغل غياب الدولة والفراغ الممتد في كامل الساحة، فإن النتائج ستكون كارثية ومدمرة فحضرموت لن تكون حضرموتاً واحداً والجنوب لن يكون جنوباً والشمال لن يكون شمالاً واحداً وسيصبح في اليمن اكثر من دويلة وكانتون مما سيؤدي الى صراعات وحروب أهلية في الجنوب وفي الشمال وبينهما، أشبه بحروب الطوائف التي قضت على‮ ‬جوهرة‮ ‬الأندلس‮.‬

كما أنه لن تنجو من هذا الشر والفتن والصراعات والحروب دول المنطقة والدول المطلة على البحر الاحمر وغيرها بحكم الموقع الاستراتيجي الذي يتمتع به اليمن.. ولهذا نطالب الجميع بصوت العقل والحفاظ على الثوابت الوطنية الجامعة، كما نطالب القوى الاقليمية والدولية الفاعلة في الساحة اليمنية بالعمل الجاد والصادق على استعادة الدولة لأن في اليمن اليوم أكثر من رئيس وأكثر من حكومة وأكثر من جيش وأكثر من برلمان وأكثر من مجلس شورى وأكثر من سعر صرف للعملة.. ومستقبل اليمن لايقرره حزب أو شيخ أو قبيلة وإنما يقرره الشعب الذي ناضل من أجل تحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني وتحقق النصر في نوفمبر عام 1967م في مفاوضات جنيف مع الوفد البريطاني برئاسة وزير المستعمرات شاكلتون ووفد الجنوب برئاسة المناضل قحطان الشعبي، وشارك في الوفد من حضرموت كل من خالد عبدالعزيز والليفتانانت حسين المنهالي ومحمود‮ ‬مدحي‮.‬

ولذا‮ ‬فإن‮ ‬العمل‮ ‬على‮ ‬وقف‮ ‬الحرب‮ ‬لإحلال‮ ‬السلام‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬والمنطقة‮ ‬هو‮ ‬مدخل‮ ‬معالجة‮ ‬كافة‮ ‬مشاكلنا‮ ‬وقضايانا‮ ‬لأن‮ ‬استقرار‮ ‬اليمن‮ ‬استقرار‮ ‬للمنطقة‮ ‬بأسرها‮. ‬

ونحن منذ الثمانينيات حينما باركنا قيام مجلس التعاون الخليجي واتحاد المغرب العربي أكدنا على ألا تكون هذه التجمعات على حساب بيت العرب الواحد "الجامعة العربية" فالدول والشعوب قوتها في وحدتها والتعايش فيما بينها كما يحدث في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية،‮ ‬فلماذا‮ ‬لا‮ ‬تساعد‮ ‬هذه‮ ‬الدول‮ ‬اليمن‮ ‬للحفاظ‮ ‬على‮ ‬وحدته‮ ‬وأمنه‮ ‬واستقراره‮ ‬واستثمار‮ ‬خيراته،‮ ‬فاستقرار‮ ‬اليمن‮ ‬استقرار‮ ‬للمنطقة‮ ‬وللعالم‮.‬







أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)