استطلاع/ نادية صالح -
يدخل عام جديد بعد رحيل عام كان كسائر الأعوام التي تمر على اليمنيين نساء ورجالاً، محملاً بالآمال التي لم تتحقق، والمعاناة والانتهاكات المختلفة التي تطالها، في الوضع الصعب الذي يعشيه اليمن منذ ثمانية أعوام نتيجة العدوان الخارجي والحصار الجائر وتردي الحياة المعيشية..
ويفاقم الوضع الحالي الذي تشهده اليمن حال المرأة التي لم يكن وضعها قبل الحرب بأحسن حال، الأمر الذي دفع العديد منهن لتحمل أعباء مختلفة وأدوار جديدة لم يسبق أن قمن بها، إلا أن تطلعاتهن وهممهن لم تفتر رغم كل الظروف، ومازلن ينشدن الكثير من الآمال والأهداف التي يرغبن في تحقيقها والوصول إليها، وعلى رأسها تحقيق السلام لليمن واليمنيين والحصول على حقوقهن في المشاركة السياسية وشغل المناصب المتقدمة في صنع القرار والسلام..
صحيفة »الميثاق« استطلعت آراء عدد من القيادات النسوية حول العام الجديد 2023، ووقفت على عدد من القضايا التي تسعى المرأة اليمنية إلى تحقيقها، وفي هذا الصدد تحدثت الأستاذة فاطمة الخطري - الأمين العام المساعد لقطاع المرأة في المؤتمر الشعبي العام عن تطلعاتها التي هي تطلعات كافة ابناء اليمن، وقالت: نتطلع أن يكون عاماً للسلام وانتهاء العدوان على بلادنا، وعودة الأمن والأمان وتحقيق الاستقرار لهذا الوطن العظيم والشعب الصامد الذي يستحق ان يعمل كل الساسة من اجل مستقبل ينشده اليمنيون عنوانه الحرية والكرامة والعدالة والامن والإخاء.
واكدت الخطري: إن اليمن بصموده قيادة وشعباً، سيحقق طموحاته ويكون حراً مستقلاً له سيادته الفعلية على قراره الوطني وسيادته الكامله على كل شبر في ارضه، مضيفةً: وبهذه المناسبة اتقدم بالتهاني والتبريكات الى الأخ صادق بن أمين أبوراس- رئيس المؤتمر الشعبي العام، ونوابه والأمين العام، بمناسبة العام الجديد، راجيةً للمؤتمر مزيداً من النجاح والحضور كونه حزب الشعب وبقيادته الوطنية المناضلة التي اختارتها قواعد الحزب وقياداته الصامدة، فالمؤتمر سيظل ملتزماً بمبادئ التأسيس، وفياً لجماهيره، ومعبراً عن طموحاتها، وسيظل مع بقية القوى الوطنية في خندق الدفاع عن الوطن ووحدته في مواجهة العدوان والحصار ومشاريع التمزيق والتفتيت.
من جهتها قالت الفنانة التشكيلية سبأ القوسي في اجابتها حول تطلعات المرأة اليمنية خلال العام 2023 بأن يتحقق السلام الذي لن يتم إلا إذا توقف العدوان تماماً .
واشارت إلى أن المرأة اليمنية تحلم بتخفيف قساوة الظرف المعيشي لأنها أكثر من يتحمل تبعاته بالأسرة كونها أماً وبصفتها المرأة العاملة وبصفتها الطالبة وبصفتها الناشطة تحلم اكثر بإزالة المظاهر المستجدة ، التي بدأت تؤشر نحو هدم كل المكتسبات التي تحققت للمرأة اليمنية بالجمهورية اليمنية حتى بداية هذا القرن ، العدم الذي يهددها تحت حجج كثيرة (منع الاختلاط ، السفر بمحرم ، والموانع الكثيرة عليها وكأنها الشيطان بهذا المجتمع أو المخلوق الرخو الذي لا يملك أي قدرة على حمايته ، والاستعباد إلى الأذهان بداية انتشار الوهابية في اليمن وسيوف الموانع التي سلطت على رقاب النساء ، في ترسيخ النظرة الدونية الجاهلية تجاههن ..
واضافت القوسي: إن الدين الاسلامي قد كرم المرأة أكثر من غيره من الديانات السماوية ، ولكن للأسف البعض يستجر ثقافته البالية المجتمعية الجاهلة ليسقطها على مفاهيم الدين في علاقات المرأة بالمجتمع وحركتها ونشاطها، وخروجها الحي الشفاف الواضح في الوسط العام الذي غالبيته رجال ونساء بكل حقول الحياة اسواق وشوارع وجامعات.. الخ ..انها محنة إضافية فوق محنة العدوان تعاني منها المرأة اليمنية.
من جانبها قالت رئيسة منظمة مدرسة السلام الأستاذة لمياء الإرياني: إن تطلعات المرأة اليمنية في 2023م كثيرة وهي قبل ان تكون تطلعات فهي حقوق طبيعية لها، فأول امل او تطلع لها هو توقف الحرب والعودة الى المسار السياسي والدبلوماسي والى طاولة المفاوضات وتحقق السلام العادل الشامل الايجابي المستديم السلام الذي لا يؤسس لنزاعات قادمة.. هذا اول تطلع لنا نحن كنساء نتطلع اليه.
واضافت: الأمر الثاني الذي نتطلع إليه هو أن يتم النظر الينا ككائن حي، انسان له من الحقوق والواجبات كما هو للرجل، فلنا الحق في التعليم والصحة وفي حرية التنقل والسفر لأن المرأة اليمنية هي سيدة نساء العالمين فهي محل ثقه ومحل احترام سواء اخلاقياً او وطنياً، وموقفها وثوابتها واخلاقها لا تمسها او تشوبها أي شك.
وأكدت الإرياني أن ما يجري مؤخراً من تقييد حرية التنقل مرفوضة، ولهذا فإن أبرز واهم وأكبر تطلعات المرأة اليمنية هو أن يتم احترامها واعطاؤها حقها الذي كفله لها الدستور والشرع والقوانين النافذة وكذلك المواثيق الدولية التي صادقت عليها، نحن بشر لنا حق التنقل مثلنا مثل غيرنا.
كما أشارت إلى انها وعموم اليمنيين من الجنسين يتطلعون إلى اصلاح القطاع التعليمي لان التعليم هو الخلاص الوحيد من هذا الدمار الذي نحن نعيشه، فالتعليم للاسف دمر تماماً، دُمرت بنيته التحتية من خلال استهداف المدارس التي تعرضت للخراب والهدم الكلي او الجزئي، سواء بسبب استهدافها مباشرة أو من خلال استخدامها كثكنات عسكرية او مساكن للنازحين، مشيرة الى ما يتعرض له المنهج التعليمي من تدمير ايضاً والكادر التعليمي من خلال انعدام الرواتب لذلك نتطلع الى اعادة اصلاح القطاع التعليمي بكل مفاصله، وإعادة الرواتب لكل موظفي الدولة، ونحن النساء نرفض الممحاكات السياسية الخاصة بموضوع الرواتب من كلا الطرفين، كما نتطلع ايضا لإعطاء مساحة من الفضاء الواسع لمنظمات المجتمع المدني دون تقييد ولا عرقلة سواءً في الشمال او الجنوب فالمجتمع المدني هو الضلع الثالث الذي يعمل على افناء النزاعات والحروب في كل دول العالم وابعاد منظمات المجتمع المدني عن المماحكات السياسية.
أما الأستاذة وداد البدوي - رئيسة مركز الإعلام الثقافي CMC، ومنسقة شبكة الصحفيات اليمنيات، فقد قالت إن تطلعات المرأة اليمنية للعام 2023، تكمن في أن تستطيع تجاوز الواقع الراهن الى واقع افضل، خصوصاً بعد الكثير من المشاكل التي واجهتها خلال 2022م وكان ابرزها عرقلة كثير من الأنشطة التي تخص النساء في كل المحافظات ومنعهن من السفر بدون محرم وهذه المشاكل كلها تواجه النساء وتعطل حضورهن في المحافل المحلية والدولية وفي حياتهن الخاصة.
واضافت: نرجو في 2023م ان تتحسن البلاد بشكل عام ومن ثم تتحسن حياة النساء بحيث تتواجد المرأة في كل المحافظات اليمنية خصوصاً في الخدمات الصحية تليق بالامهات والنساء وان تجد باذن الله جانب تعليمياً اكثر تقدمهاً واهتماماً وتحسناً اقتصادي افضل، وان نمضي نحو السلام الذي من خلاله سوف تحقق المرأة اليمنية الكثير والكثير، خصوصاً وأن التطلعات كبيرة بأن يكون للنساء حضور على مستوى صناعة القرار، لهذا نقول إن شاء الله يتحقق السلام وتحقق النساء الافضل ويكون هناك ارتقاء في الجانب الاقتصادي والصحي والتعليمي وأن تنتهي كل القيود التي تحاصر المرأه سواءً فيما يتعلق بالسفر والعمل أو كل مايتعلق بتقييد حركة النساء.
الفنانة التشكيلية سحر اللوذعي من جهتها قالت في معرض ردها على ابرز تطلعات المرأة اليمنية للعام 2023م: تطلعاتي ان تُزهر المرأة اليمنية في كل مكان وتفوح إبداعاً وتألقاً كما يليق بها، فالمرأة اليمنية اصبحت منافساً في جميع المجالات العالمية ولديها رغبة قوية للنجاح والتميز وكسر كل القيود السلبية التي يفرضها المجتمع لتقييد سعادتها ونجاحها
واضافت: أتحدث عن المرأة اليمنية الواعية التي تصبو لترك أثر ايجابي لنفسها وللمجتمع.
واختتمت الاستاذة هناء الفقيه - حكومة شباب اليمن المستقل قائلة: إن العدوان على اليمن أحدث تغييراً واضحاً في كُـلّ مناحي ومجالات الحياة على مستوى اليمن وعلى المستوى الإقليمي والعالمي ومما لاشك فيه أنه اثر على المرأة اليمنية بشكل أكبر ، لان هذا العدوان لم يكن ليجعل المرأة اليمنية مستثناة في هذه الملحمة البطولية، ولهذا يبقى انتهاء هذا العدوان والحصار هو التطلع الأبرز والأكبر والأهم للمرأة اليمنية.
بالاضافة الى ان يخرج وطننا منتصراً لثوابته وقيمه وتطلعاته السياسية والاقتصادية، وضمان سيادته ووحدته، بما يكفل التعايش السلمي والاخاء الذي عُرف به اليمنيون، وتعاد للوطن مكانته التي يستحقها.
| 
قيادات نسوية: نتطلع أن يكون 2023 عاماً للانتصار والسلام ورفع القيود عن المرأة اليمنية
