|
|
|
حاوره/نجيب شجاع الدين - قال مستشار رئيس الوزراء لشئون دول البريكس الدكتور فؤاد الغفاري أن تكتل دول بريكس أسس لنظام دولي جديد يمكن أن نلمسه اليوم من خلال التعاضد الروسي الصيني اللامحدود ومواجهة روسيا ...... أوكرانيا.
وأكد الغفاري أن البريكس يمثل محوراً مهماً لليمن في تكتلات البناء والضغط على القرارات الدولية لصالح صنعاء مشيراً الى أن فكرة بريكس اليمن تسعى لاستعادة مجده التاريخي عبر ما يعرف بطريق اللبان والبخور حيث يتضمن مشروع ممر التنمية إنشاء سكة حديد من صعدة الى عدن.. الى التفاصيل..
* بداية حدثنا عن فكرة البريكس في اليمن وأي دور يمكن ان يقوم به في إطار التكتل الدولي ؟
- شكراً لفرصة الحديث مع صحيفتكم الغراء، وتطرقكم لعنوان بريكس المحوري اليوم في أجندة العالم المتعدد الأطراف، آملاً أن صحيفتكم على طريق الإعلام الإنمائي تسجل جديداً في نقل قيمة مضافة لمعاني بريكس المنظومة الفكرية والإقتصادية والتي دعى تقدمها لتسلحها سياسياً وعسكرياً لدواعي تثبيت أركانها وأمنها..
فكرة بريكس في اليمن حديثاً هي إعادة لفكرة أصيلة في تاريخ اليمن المشهود القوي داخلياً والواسع التعاون دولياً عبر ما كان يعرف قديماً بطريق اللبان والبخور اليمني منذ مملكة معين وإمتداد ذلك إلى الصين وأفريقيا وأوروبا، وتأتي الفكرة مجدداً اليوم في اليمن الحديث في صف بناء الدولة وليس فراغ الدولة أو اللادولة الذي تمتهن سياسته دول معسكر الإمبريالية، الأمر الذي يأتي الاهتمام ببريكس في اليمن متناغماً مع إيقاع هويتنا الإيمانية وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ، وأخ لك في الدين ونظير لك في الخلق ، وأن لا قوام للجنود إلا ما يخرج الله لهم من الخراج، ورؤية بلادنا الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة على قاعدة الشعار الخالد لـ»يد تحمي ويد تبني«، وفي مواجهة وقع وأثر العدوان والحصار الغاشمين على بلادنا والتصدي لكل مشاريع التمزيق والاحتلال من الجانب الإمبريالي البربري، وحيث قد برز تكتل بريكس الدولي من دول ريك الثلاثة إبتداء بروسيا والصين والهند في 1998م لمواجهة المد الإمبريالي، الذي لم يغب مده الإمبريالي رغم الحرب العالمية الثانية ورغم إنشاء منظمة الأمم المتحدة، فكان لابد من بروز البديل، أو ما نشير إليه بظهور الأصيل بمعنى أصل الفطرة، وهو محور البريكس كمحور متعدد الأطراف وليس متعدد الأقطاب، باعتباره الصورة الجديدة للعالم كاملاً والذي تحكمه المصلحة المشتركة دون المعادلة الصفرية في غلبة طرف على طرف، وعلى أساس مبادرة العيش المشترك التي دعا لها الرئيس الصيني واعتمدت الأمم المتحدة الإشارة لذلك مرتين في قرارين لها.
* انجزت تقرير " المعجزة الاقتصادية السعيدة ".. ما اهم مضامينه وفرص نجاحه لإعادة الإعمار عقب انتهاء العدوان ؟
- يمثل تقرير المعجزة الإقتصادية السعيدة دستوراً اقتصادي تمت رعايته رسمياً في بلادنا من الهيئة العامة للإستثمار وبإشراف الشيخ المناضل/ د. صالح صائل أمين عام حزب جبهة التحرير- رئيس الهيئة الاستشارية لبريكس اليمن وهو الأب الروحي في مقدمة قطار بريكس اليمن، وأصبح هذا التقرير جزءاً من موسوعة " من طريق الحرير الجديد إلى الجسر البري العالمي " ومن خلاله تم حجز مكان لليمن في خارطة طرق الحرير العالمي كما تبينه خريطة معهد شيللر العالمي.. بالتالي يحمل التقرير منذ ولادته كل عوامل الحياة مع التأكيد على عناصر ذلك من خلال توضيح قواعد البناء الاقتصادي الحقيقي لبناء اليمن وإعادة اعماره واقترانه بدول البريكس كشريك استراتيجي، وكل ذلك على عمود فقري أساسي في التقرير وهو مشروع ممر التنمية " صعده - عدن " كمبدأ وحدوي اقتصادي في سكة حديد عالية السرعة ترتبط بمعاشات الناس وتكون الأساس للممرات الشرقية والغربية البرية والبحرية على امتداد جغرافية اليمن وبعدها الجوي الفضائي، ثم اقتران ذلك بمشاريع العصر في دول بريكس وفي مقدمتها اتحاد طريق الحرير الجديد والاتحاد الاقتصادي الأورآسيوي.
يمثل التقرير الذي تم تدشينه من ألمانيا برعاية معهد شيللر العالمي، صفعة في وجه العدوان وتأكيد لجسارة الإرادة والصمود اليمني فكرياً وحضارياً في الحق التاريخي بالمقاومة والوفاء الإنساني للتضحيات الأسطورية التي روت الأرض اليمنية بأشرف الدماء، وقد تم تناول التقرير بعدة لغات كالإنجليزية وألمانية والإيطالية والسويدية والدنماركية، وبرز على طاولات رسمية في دول بريكس، وفزنا من خلاله بثقة دولية من تكتلات بريكس والحصول على تمثيلات رسمية وعدد من الجوائز وشهادات الدكتوراه الفخرية في المجال المدني الاقتصادي والعسكري، الأمر الذي اتبعناه بتأليف منهج بريكس الجامعي التجريبي برعاية معالي المهندس/ هشام شرف. وزير الخارجية - مهندس دبلوماسية التنمية اليمنية، ليكون قراءة لطلاب الجامعة بأسلوب مباشر لطالب معاصر يشحذ دور الشباب لتجديد مجد الماضي وامتلاك ناصية الحاضر والغد، وقد استعرضنا هذا المنهج التجريبي أمام معالي الشيخ الأستاذ/ حسين حازب. وزير التعليم العالي والبحث العلمي وسجلنا أول حضور للمنهج التجريبي في جامعة الأندلس التطبيقية، ثم وفقنا في تقعيد المنهج التجريبي بمباركة معالي الأستاذ / غازي الأحول وزير التعليم الفني والتدريب المهني وذلك في حرم كلية علوم الطوارئ الصحية والتقنية، وهو حدث تناولته دوائر دولية باهتمام خاص.
وهنا مناسبة أن ندعو مؤسسات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التعليم الفني والتدريب المهني الى تبني قراءة تقرير المعجزة ومنهج بريكس كنواة علمية يمنية بل ولأن ذلك باللغة العربية فهو حاضر ليكون على مستوى المنطقة العربية والقراء للغة العربية من حول العالم.
* ذكرت في التقرير ان تكتل البريكس يؤسس لنظام عالمي جديد بديل عن النظام الغربي ..برأيك إلى أي مدى يمكنه سحب البساط على امريكا في دول الخليج ومنطقة الشرق الاوسط؟
- لقد أسس بريكس نظاماً دولياً جديداً يمكن أن نلمسه اليوم بوضوح من خلال التعاضد اللامحدود الصيني الروسي، المواجهة الروسية للناتو في أوكرانيا، التعامل النقدي بغير الدولار في سلة الروبل واليوان والروبية، الاتفاقيات الإيرانية الصينية الروسية، القمة العربية الصينية، ويوم البريكس في اليمن الذي أسسه دولة البروفيسور/ عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس مجلس الوزراء، كل ذلك بعض علامات نظام إنساني جديد أكثر حضوراً وقبولاً وانتظاراً، ليس لقراءة هذا النظام لمشاريع الطرق والمواصلات بين الدول والشعوب وعدد السكان الذي بلغ 8 مليارات في نوفمبر المنصرم، ولكن لقيام هذا النظام على أساس مالي إنتاجي لا ربوي كما في النظام الإمبريالي، وهي دعوات معروفة في 2002م لسماحة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، سلام الله عليه، الذي دعا لاعتماد وظائف البنك على الإنتاج، كما هي دعوة السيد العلم القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، حفظه الله، كما جاء في سلسلة المحاضرات الرمضانية الاقتصادية، وتابعنا مؤخراً مشروع مسودة قانون منع المعاملات الربوية، وهو المشروع الذي يحقق هويتنا الإسلامية في البيع ويتفق مع الهوية الفطرية لدول البريكس في البيع ومناهضة المضاربة الربوية التي انتهكت بيهودية كل مقدرات العالم وشعوبه في لحظة تاريخية لعقد من الزمان ما كان يجب أن يحصل هذا الأمر أبداً..
بالتالي مفهوم بريكس منقذ للأرض وشعوبها وهذا يسحب البساط من سيطرة دولار أمريكا التي طالما قدمت مشروعاً دموياً وطالما لم تقدم للإنسان أي فائدة بل على العكس فإن المعاناة الإنسانية في المعمورة من فقر وجهل وأمراض وفساد وتلوث وإرهاب وصهيونية وسرطان الربى كله نتاج المشروع الأنجلوصهيوني الأمريكي في عصر ما قبل البريكس.
* قد ينجح البريكس اقتصادياً في المستقبل .. ولكن هل ترى انه اخفق في ان يصبح لاعباً دولياً جديدا على مستوى قرارات مجلس الأمن الدولي وخاصة في ظل الفشل الذريع للأمم المتحدة؟
- سؤال وجيه، وللتوضيح تقوم فكرة البريكس على منع قيام حرب عالمية ثالثة وتوفير وقت ذهاب من يبقي بعد الحرب العالمية الثالثة لتأسيس منظومة أممية جديدة كما كان بعد الحرب العالمية الثانية، وفي هذه الأثناء لا تدخر دول بريكس كل الدعوات لإصلاح الأمم المتحدة وكبح جماح الكيل بميزانيين بحسب المزاج الأمريكي الطاغي، الأمر الذي نجحت فيه دول البريكس للآن في تضمين مبادرة الحزام والطريق في الأمم المتحدة وكذلك مبادرة الصين للعيش المشترك وكذلك مبادرتها للتنمية العالمية 2030م، مع مطالبات دول بريكس لتوسيع أصوات الفيتو في قرارات مجلس الأمن بتمثيل دولي أوسع، وهو ما يحتاج وقتاً لتثبيته، ما لم فإن دول بريكس تكون قد أسست بجهوزية عالية الخيار الثاني المتمثل في منظومتها بعد أن قارنه العالم مع وجود الأمم المتحدة في نفس الوقت..
نعم لقد فشلت الأمم المتحدة وخابت في الدفاع عن اليمن فضلاً عن دور الأمم المتحدة الإجرامي في حماية العدوان على اليمن، وهذه العلاقة مع الأمم المتحدة معركة فكرية وسياسية تخوضها اليمن، الأمر الذي يستوجب مواقع مثلى لليمن في منصات تكتلات البناء والضغط الأخرى كمحور بريكس مثلما نرى خطوط ذلك مع الشقيق الإيراني ومؤخراً يسعى لذلك أيضاً العدو السعودي.
* هل تعتقد ان النظام السعودي يتقرب من الصين وتكتل البريكس لحماية نفسة من الملاحقة الدولية على جرائمه في اليمن؟
- نعم حقيقة، سيحاول الكيان السعودي تبييض جرائمه وقد ذكرنا ذلك منذ أنباء التهيئة للقمة قبل عام علماً أن إعلان السعي للقمة كان قبل عامين. فضلاً لابد من القول إن السعودية لو كانت تريد حماية من أي خوف من اليمن لكان ذهابها لليمن نفسها، لكن ذهابها للصديق الصيني يعني حقدها المستمر على اليمن ويكشف أيضاً عدم فهمها للمنطق الصيني في الأمن المشترك، لأن الصين لا يمكن أبداً أن تكون بحال حامية للسعودية من جرائمها أو أخطائها على حساب اليمن ولن تقبل الصين بهذه الورطة أيضاً، كما أن الصين لم تغب ظاهراً سبع سنوات منذ زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية في يناير 2016م إلا والطرفان الصيني والسعودي يعلمان أين كلاً يقف، ورغم أن البيان السعودي الصيني أخطأ خطأً جماً في الإشارة للمبادرة الخليجية في الإشارة إلى الحل اليمني وهذا تدخل في شؤون اليمن من البيان، إلا أن بيان القمة العربية الصينية وضح بما لا يدع مجالاً للشك أن مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين في القمة وكذلك في يناير 2016م، تنسخ بمعنى تلغي المبادرة الخليجية المنتهية الصلاحية، والواجب وطنياً في بلادنا التحرك لتضمين مبادرة الحزام والطريق في قرار لمجلس الأمن مثلما فعلت أفغانستان في قرار 2274 وباعتبار مجلس الأمن أيضاً يدعم خاصة مبادرة الحزام والطريق، وهذا التحرك مهم لتغيير الحديث البالي عن قرار 2216 الذي انتهى أيضاً سياقه.
والجدير ذكره هنا أن يوم البريكس في اليمن 23 نوفمبر الذي أسسه دولة الرئيس جاء في هذا التاريخ ليلغي بمبادرة بريكس اليمن، الحديث عن المبادرة الخليجية في 23 نوفمبر 2011م.
* ولكن كيف تفسّر صمت المجتمع الدولي على الحرب في اليمن ؟
- السبب أن المسارات الرسمية الدولية احتكمت لمنطق القوة الإمبريالية للحفاظ على قواعد القانون الدولي كأساس تم توظيفه بطريقة خاطئة ومنحرفة ومدمرة، لكن هذا لا يعني أن النوافذ غير الرسمية كانت مقفلة أو ممنوعة، ولنا أن نرى تحرك بريكس الدولي الذي غيّر قواعد اللعبة الإمبريالية، ويبدو للعيان انتصار الإرادة اليمنية الوطنية التي واجهت مبكراً الاستكبار العالمي بينما نرى مؤخراً الدور الروسي في مواجهة أمريكا بشكل شامل وكذلك بروز الصين بصوت مرتفع في مواجهة أمريكا.
* هل من دور يجب أن يضطلع به الشباب من أجل إحلال السلام في اليمن؟
- لقد مثل ولادة برلمان شباب البريكس في 18 مارس 2020م في مجلس النواب اليمني برعاية دولة المناضل الشيخ/ يحيى علي الراعي. رئيس مجلس النواب. الحاصل على جائزة العربة الذهبية الروسية 2020م، رسالة اعتزاز بالشباب ورسالة اقتدار الدبلوماسية البرلمانية وخبرتها في قراءة الواقع العالمي، فكان الارتياح الوطني والدولي وخاصة في دول بريكس وكذا من حركة لاروش للشباب الدولية، محل إعجاب ومناصرة مع مظلومية اليمن ومع حق اليمن في البناء ومقاومة العدوان.
بطبيعة الحال يدرك العدو أهمية محور الشباب وهو يجند لذلك الكثير من الخطط لاستهداف الشباب بالقتل والانحراف والتشويش، ولذلك يجب أن يكون وعينا بالمقابل أكثر مع رسالتنا للبناء والبقاء الإنساني، الأمر الذي نؤكد من خلال أعمالنا من منصة برلمان شباب البريكس، أهمية تمتين قناة الشباب لتكون الحامل الوطني الرديف لحاضنات الشباب في دول المحور ودول بريكس بل ومقارعة الشباب الضال في دول الاستكبار العالمي..
ولنا أن نتابع ونقرأ بأهمية إنشاء الأمم المتحدة مؤخراً لمكتب خاص بالشباب، وهو الأمر الذي استدعته قدرة الشباب وأعدادهم حول العالم وأيضاً فيما يمكن استثمارهم كوقود للبناء والدفاع أو للدمار والضياع من جهات الشر والباطل...
من هنا نشير إلى أن دور الشباب اليمني أساسي في إحلال السلام في اليمن، لاسيما مشاركته الرسمية في مفاوضات السلام باسم الشباب، رغم أن من يقود معركة السلام والانتصار في اليمن يتصدرون عمر الشباب بدءاً من سماحة السيد العلم رضوان الله عليه إلى فخامة الأخ المشير مهدي المشاط رعاه الله وبالعودة إلى الفقيد الشهيد الرئيس أبي الفضل صالح الصماد سلام الله عليه، ونعتقد أن ما بذله شباب البريكس برعاية رسمية من القيادة ورعاية مباشرة من الأخ المناضل الفريق/ سلطان أحمد السامعي. عضو المجلس السياسي الأعلى، وبصفتنا كبير المستشارين لشؤون البريكس في مكتبه الشخصي، وترجمة لدعوة الاتحاد البرلماني الدولي لاختيار أعضاء مجلس النواب لعدد من المستشارين الشباب، فإن ما بذله شباب البريكس في اليمن ليس أمراً يُحسب لشباب اليمن على حدة ولكنه نموذج يُحسب لشباب العالم قاطبة في إبراز الهوية الشبابية من أصعب الظروف التي شهدها العالم في المؤامرة الكونية على اليمن وتخلي جل الأصدقاء الحضاريين عن حماية اليمن في فترة القصف أو فترة الوصاية على اليمن بمختلف السيناريوهات اللدودة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|