غازي أحمد علي ❊ - بحلول السابع من يناير 2023م تكون اكتملت الذكرى الخامسة لتحمل الأخ صادق بن أمين ابوراس وإخوانه في قيادة المؤتمر الشعبي العام مسؤولية قيادة هذا التنظيم الوطني اليمني الرائد، وبعد فترة قصيرة من أحداث رأى فيها البعض أنها ستؤثر في استمرارية المؤتمر الوطنية وستتركه في أحسن الأحوال مريضاً تتجاذبه الخلافات والانقسامات، غير مدركين أن المؤتمر يستمد بقاءه واستمراريته من جماهيريته على امتداد الوطن.
مع ذلك لم تكن المهمة سهلة ولكن بفضل حكمة وحنكة وخبرة الشيخ صادق السياسية المنطلقة من الأسس والمبادئ والقيم التي قام عليها المؤتمر استطاع تجاوز الصعوبات والتحديات والمضي قُدماً بمواقفه المبدئية التي تجسد روح المسئولية تجاه الثوابت الوطنية وفي مقدمتها مواجهة تحالف العدوان والدفاع عن سيادة ووحدة واستقلال اليمن.
وكان ذلك هو المسار الصائب الذي أثبتت صحته بمرور الأيام والسنوات، منطلقاً من حرصه على وحدة الجبهة الداخلية التي تفرضها الحرب العدوانية، مع الدعوة إلى الحوار والمصالحة الوطنية والعمل باتجاه إيجاد حلول سياسية تعكس حقيقة أن اليمن ملك لكل أبنائه الذين لم يتورطوا في مشاريع العدوان والإيغال بالدم اليمني، وفي المشاريع التآمرية والتقسيمية للقوى الأقليمية والدولية الطامعة في موقع اليمن وثرواته، وفي صدارتها نظاما العدوان السعودي الإماراتي.
لا شك أن المرحلة كانت دقيقة وحساسة وقيادة المؤتمر في هذه الفترة الفارقة من تاريخ المؤتمر وشعبنا اليمني كانت تسير بحقول ألغام، تمكن المؤتمر بقيادة الشيخ صادق ابوراس من اجتيازها وتجاوزها من خلال الفصل بين ما هو رئيسي ويصب في صالح التصدي لاستحقاقات هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخ اليمن، وبين ما هو ثانوي وعبارة عن نتوءات يحاول البعض في الداخل والخارج العرقلة والتشويش على مضي المؤتمر قُدماً في توجهاته المعبرة عن آمال وتطلعات أعضائه وجماهيره وأنصاره وحلفائه.
بكل تأكيد محاولات جر المؤتمر إلى متاهات المهاترات والسجالات السياسية والإعلامية قد فشلت لأن وعي قيادة المؤتمر الشعبي العام وشركائه الذين تقع على عاتقهم تحمل مسئولية قيادة الوطن وفي مقدمتهم أنصار الله كانت أكبر من أن تسمح لمثل هذه الترهات أن تنال من وحدة الصف الوطني، كما أن تلاحم المؤتمر قيادةً وقواعد مثلت الصخرة الصلدة التي تحطمت عليها هذه المحاولات البائسة سواءً أكانت داخلية أو خارجية، وبقيت حكومة الإنقاذ في صنعاء هي التجسيد الحي والفاعل لهذا الوعي وروح المسئولية المواجهة لمشروع العدوان وأدواته.
الشدائد والمحن هي الاختبار الحقيقي لمعادن الرجال، وما تعرض له اليمن من أزمات وفتن خلال العقد الماضي، بينت معدن الشيخ صادق رئيس المؤتمر وبقية إخوانه الذين تحملوا المسؤولية في هذه المرحلة، وينبغي هنا الإشارة إلى أن شرعية أي تنظيم أو حزب أو قوى تُستمد من جماهيره ووقوفه إلى جانب شعبه ووطنه، وما عدا ذلك فهو زبد يذهب جفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
خمس سنوات لا يمكن قياسها من حيث الزمن بل من حيث أحداثها ودقتها وحساسيتها.. من حيث ظروفها وأوضاعها وكذا تحدياتها ومخاطرها وامتلاك الحكمة والقدرة على تجاوزها، وقد نجح المؤتمر وقيادته في ذلك وسيواصل هذه المسيرة في مواجهة العدوان وتحقيق المصالحة وصناعة السلام.
* الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام |