د. سعيد الغليسي - السابع من يناير عام 2018م كان يوماً تاريخياً للمؤتمر والوطن وهو اليوم الذي تحمل فيه القائد المؤتمري الوطني الشيخ صادق بن أمين أبو راس قيادة المؤتمر الذي كاد يلفظ أنفاسه الاخيرة بعد استشهاد قائده السابق الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح رحمة الله عليه.
نعم يعد الفضل بعد الله للشيخ الصادق أبو راس في الحيلولة دون تنفيذ مخطط حل هذا التنظيم الوطني العربي كما حلت من قبله الاحزاب الوطنية في الوطن العربي، والتي نجح المتآمرون في اسقاطها.
وكان على رأس المتآمرين أمريكا وحلفاؤها الاقليميون والمحليون، والذين استهدفوا التنظيمات الوطنية العربية وقادتها من خلال ما يسمى بالربيع العربي في العام 2011م.
فقد تم إسقاط النظام الوطني في تونس بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي رحمة الله عليه وتم حل الحزب الدستوري الديمقراطي.
وفي مصر تم إسقاط النظام الوطني بقيادة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك رحمة الله عليه، وحل الحزب الوطني هناك.
وتم إسقاط النظام الوطني في ليبيا بقيادة الرئيس معمر القذافي رحمة الله عليه، وحل الاتحاد الاشتراكي العربي الذي كان يترأسه.
وقبل هذا التاريخ تم إسقاط النظام الوطني في العراق بقيادة الرئيس صدام حسين رحمة الله عليه ، وتم حل حزب البعث.
وأما سوريا فقد فشل المخطط الخارجي، وكان لقوى دولية واقليمية دور كبير ومحوري في تماسك النظام وحزب البعث.
والتنظيم السياسي الوطني العربي الوحيد الذي ما زال صامداً حتى اليوم وبدون دعم خارجي، هو المؤتمر الشعبي العام في اليمن، رغم تخليه عن السلطة بعد الانقلاب عليه وعلى الدولة اليمنية في ذلك الربيع.
وتمكن القائد المؤسس الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح أن يفشل مؤامرة حل المؤتمر، منذ العام 2011 وحتى نهاية العام 2017م.
وكاد مخطط القضاء على المؤتمر أن يتحقق، ولكن قيض الله التنظيم الشيخ المناضل صادق أبو راس ورفاقه، الذين تمكنوا من الحفاظ على المؤتمر وبقائه صامدا في وجه كل المؤامرات حتى اليوم.
وسيدون التاريخ هذا العمل العظيم للشيخ صادق أبو راس، وسيذكر أيضا أنه تحمل المسئولية في أحلك وأصعب مرحلة في تاريخ المؤتمر والوطن.
فمنذ اللحظة الأولى لغياب القائد المؤسس الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، سارع خلال شهر بنشاط مكثف مع رفاقه للملمة شتات المؤتمر وقيادته.
وتعد تلك مغامرة في حد ذاتها لوجود نية لدى حكام البلاد بمنع اي محاولة لإنقاذ المؤتمر بعد التخلص من قائده في 4 ديسمبر 2017م
ولكن بحكمة وهمة استطاع أبو راس ان يدير حواراً معقداً مع أولئك وتمكن من تجاوز تلك العقبة الكبيرة.
وفي 7 يناير 2018م تولى القيادة رسمياً ونجح في مهمته في إنقاذ المؤتمر من الانحلال والتشرذم.
وفي مايو 2018م دعا الشيخ صادق لاجتماع اللجنة الدائمة لانتخاب قيادة جديدة التزاماً بالنهج الديمقراطي الداخلي للمؤتمر.
ويومها طلب من أعضاء اللجنة الدائمة انتخاب رئيس بدلاً عنه وقيادة جديدة.
ولكن الحضور في القاعة يومها رفضوا تنحيه واصروا على الاستمرار كقائد للمؤتمر.
وقبل بذلك رغم مرضه من أجل الوطن والمؤتمر.
وتم في ذلك الاجتماع انتخاب رفاق له في القيادة. وكان الاختيار موفقاً جداً حيث انتخب قادة مؤتمريين من الوطنيين وأصحاب المبادئ والقيم والاوفياء للمؤتمر.
حيث انتخب الشيخ يحيى الراعي والسفير احمد علي عبدالله صالح والدكتور لبوزة نوابا للشيخ صادق ابو راس.
وانتخب الأستاذ غازي احمد علي أميناً عاماً للمؤتمر.
وإضافة إلى الأمناء العامين المساعدين: الشيخ جابر الوهباني واللواء خالد الشريف والأستاذة فاطمة الخطري.
وبدأ الشيخ صادق معترك تثبيت ذلك الإنجاز والحفاظ على المؤتمر وبنيته التنظيمية.
فقد تولى القيادة والمؤتمر تعترضه عدة تحديات كبيرة منها:
1- استمرار المؤامرات الخارجية والداخلية عليه.
2- مصادرة كل أصوله وممتلكاته باستثناء قطعة أرض وحيدة.
3- عدم وجود الامكانات المادية التي تساعده على البقاء.
4- محاولات تقسيم المؤتمر والانقلاب على قيادته الشرعية.
ورغم كل التحديات وغيرها تمكن الشيخ صادق من إعادة التنظيم إلى الواجهة، وبدأ بإيجاد مقر للمؤتمر بعد مصادرة مقره الجيد، وفي هذا الصدد إعادة تأهيل مبنى اللجنة الدائمة القديم في الحصبة، والذي دمره الانقلابيون في 2012م.
وتم بناء صالة جديدة في فناء ذلك المبنى لتكون عائداتها رافداً مالياً للمؤتمر.
وباشر رئيس المؤتمر بإعادة نشاط المؤتمر الى الواجهة وهذا أدى إلى إعادة الأمل للقواعد بأن مؤتمرهم مازال حياً... ووجه رسالة للخارج والداخل بأن المؤتمر باق وصامد رغم كل المعوقات والاستهدافات.
ومن أهم الانشطة التي قام المؤتمر برعاية مباشرة من قائده الشيخ صادق، ما يلي:
1- مواصلة الشراكة مع أنصار الله في مواجهة العدوان.
2- إعادة ترتيب أوضاع المؤتمر الداخلية وتحديث بنيته التنظيمية، وتفعيل دوره التنظيمي والوطني.
3- إقامة فعاليات ذكرى كافة المناسبات الوطنية وعلى رأسها ذكرى الثورة اليمنية »سبتمبر واكتوبر ونوفمبر«، وذكرى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية. بالاضافة الى إحياء ذكرى تأسيس المؤتمر كل عام.
4- الرعاية والاهتمام بالرموز الوطنية والادباء الذين اسهموا في خدمة الوطن في شتى المجالات، وقد تم تكريم أولئك ومنهم الأستاذ يحيى العرشي وزير شئون الوحدة سابقاً، والفنان أيوب طارش عبسي، والدكتور عبدالعزيز المقالح رحمة الله عليه.
5- إعادة تفعيل وسائل إعلام المؤتمر المرئية والمقروءة والالكترونية وتوجيهها للاهتمام بقضايا الوطن والشعب.
6- استمرار التحشيد للجبهات لمواجهة العدوان.
ثمة الكثير والكثير من الانجازات التي حققها الشيخ صادق أبو راس للحفاظ على المؤتمر وابقائه قوياً وصامداً وحاضراً في الميدان الوطني والشعبي، لا يتسع المكان هنا لذكرها.
|