الميثاق نت: - أكد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن فقيد الوطن الدكتور عبدالعزيز المقالح، من قامات اليمن والوطن العربي الثقافية والشعرية والعلمية الكبيرة ومن الخالدين في الذاكرة الانسانية.
جاء ذلك لدى مشاركته في أربعينية فقيد الوطن والثقافة والأدب الدكتور عبدالعزيز المقالح، التي أقامتها وزارة الثقافة اليوم بصنعاء، بحضور نائبي رئيس الوزراء لشئوني كل من الأمن والدفاع، الفريق الركن جلال الرويشان، والرؤية الوطنية، محمود الجنيد، وعدد من الوزراء والمثقفين وجمع من محبي الفقيد.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن المقالح يمثل خلاصة تجربة انسانية فريدة وجديرة بالاحترام بجمعه للشعر والثقافة والفكر والفلسفة في آن واحد.
وقال: "اليمن دوما كانت وستظل ولادة، وكتب التاريخ تخبرنا أن هناك العديد من العلماء والشعراء والمفكرين الكبار، لكن المقالح تميز على الجميع بأنه راكم تجربه علمية ثقافية وواسعة واستطاع أن ينقل هذه الثقافة إلى خارج الحدود اليمن".
وأضاف: "عبدالعزيز المقالح هو أكبر بكثير من حدود اليمن بل والوطن العربي، فحين كنا نحضر فعالية ثقافية خارج الوطن العربي، ويعرفون أننا قادمون من اليمن، ويذكرون باننا قادمون من أرض المقالح، ويتحدثون عن شعره وكتبه وثقافته وأبحاثه العلمية".
ولفت إلى أن اليمن ستكون مقصرة بحق شخصياتها الحالية إذا لم تكرم قامة كبيرة كقامة المقالح، سواء بمعلم أو وثيقة أو موقع أسوة بما يفعله العالم مع عظمائه في مختلف مجالات العطاء الإنساني المميز.
وأوضح أن الفقيد مدرسة كبيرة وواسعة وصاحب فكر ورؤية عميقة و صاحب موقف ينبغي أن يحترمه الجميع و يساهم في تخليد ذكراه وأعماله.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن المقالح أختتم مسيرة حياته وعطائه الكبير بمقاومة العدوان ومناهضة الاستعمار ومواجهة النظام الغربي المهيمن على أمتنا الاسلامية والعربية بالكلمة والحرف وبقوله العميق (ما فائدة قيمة المثقف و كلماته وأفكاره إذا لم تكن مع هذا الوطن وضد العدوان).
واعتبر تلك الكلمات بمثابة تشريف لأي إنسان حر سيما عندما تصدر من شخصية وطنية بحجم المقالح الذي يعد من نخبة النخبة في الفكر والثقافة و العطاء، وينبغي أن تصل إلى المجاميع التي استهوت العيش في الأمكنة الرغدة في دول العدوان.
وأوضح الدكتور بن حبتور أن العلماء تموت أجسادهم ولكنهم يظلون أحياء بأعمالهم وانتاجاتهم القيمة لأوطانهم وللإنسانية جمعاء وخالدين في ذاكرة الأوطان والشعوب.
وأختتم كلمته بالشكر لوزارة الثقافة والمرتبطين بهذه المؤسسة التي أنتجت كل هذه الكتب والمادية الفلمية عن الفقيد وكذا لأسرة الفقيد التي حضر جزء كبير منها هذه الفعالية، ولجميع الحاضرين على حضورهم هذا التأبين.
وفي الفعالية التي حضرها كل من وزراء التخطيط والتنمية عبدالعزيز الكميم والشئون الاجتماعية والعمل، عبيد بن ضبيع، و الدولة أحمد القنع ، وعضو مجلس الشورى وزير الثقافة والسياحة الأسبق يحيى العرشي، أكد وزير الثقافة عبدالله الكبسي أن اليمن خسرت رائد مسيرة التنوير العلمي والثقافي والفكري وأحد أعمدة الثقافة الوطنية والعربية الثائر المناضل شاعر وأديب اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح صاحب المواقف الوطنية المشهودة في الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة.
واعتبر أن رحيله لم يكن خسارة على الوطن اليمني واليمنيين فحسب وإنما كان خسارة فادحة على الأمة العربية من أقصى البر شرقاً وشمالاً وحتى أقصى البحر غرباً وجنوباً.
وقال الكبسى :"إن العظماء لايموتوا ورغم الرحيل المؤلم والحزين الذي فارقنا فيه أبرز شعراء الوطن المعاصرين، وأحد أبرز الشعراء العرب في العصر الحديث الا أنه رحل جسداً وبقي الخالد روحاً وفكراً وادباً من خلال انتاجه الزاخر وعطائه التنويري الذي أضاء ساحة الثقافة اليمنية على مدى عشرات من العقود بروائعه وجواهره الأدبية والعلمية وبصماته الإبداعية التي لن تموت وستخلده جيلاً بعد جيل".
وأشار وزير الثقافة إلى أن الفقيد الراحل ظل نموذجاً للأديب الصادق مع وطنيته وقوميته ومواقفه وقناعاته والتي حرص على تجسيدها منذ حمل على عاتقه مهام ومسئوليات وطنية عبر تبوأه مواقع عديدة.
وتطرق الكبسي إلى اهتمامات وعطاءات فقيد الوطن الدكتور المقالح الغزيرة في جوانب التاريخ والفكر والنقد ورعايته للتطور الثقافي جنباً إلى جنب مع رعايته لأجيال من الأدباء والشعراء والناقدين الذين تتلمذوا على يديه وصاروا أعلاماً في مختلف الميادين الأدبية والثقافية يشار إليهم بالبنان.
واستعرض وزير الثقافة جزءا من مواقف الراحل العظيم الدكتور عبد العزيز المقالح الذي أحب وطنه اليمن، ولم يغادرها منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي وظل طيلة حياته متفاعلا مع مختلف قضايا الأمة منحازاً إلى قوى الخير في شتى ربوع الوطن ضد قوى الشر من المعتدين رافضاً دعاوي الباطل ومرابطاً في عاصمة الوطن الأم صنعاء.
فيما استعرض الشاعر والأديب، محمد عبد السلام منصور، زميل ورفيق درب الفقيد الراحل منذ 65 عاماً، محطات من سيرة الدكتور المقالح منذ شبابه الباكر حين أتى إلى صنعاء من الريف، وكان مسكوناً بحب باليمن ومتألماً من التخلف التي مازال يرزح فيه.
وقال " لقد وهب المقالح نفسه من أجل أهداف نبيلة ممثلة في حب اليمن والعمل من أجل تقدمه، وأدرك أن الجهل أول ما يجب أن يتجاوزه اليمن من أجل أن يتقدم".
وأشار إلى دور الفقيد الراحل في رعاية المبدعين في مجالات الأدب والفن والبحث الأكاديمي ودعواته المتواصلة للسلطة السياسية والمجتمع اليمني إلى الاستمرار في نشر التعليم.
ولفت إلى الأدوار التي أسهم من خلالها المقالح في خدمة بلده من خلال تمدد التعليم الجامعي من خلال افتتاح كليات التربية في المحافظات التي أصبحت نواة للجامعات الحكومية اللاحقة وغير ذلك من الأدوار التي مارسها أثناء رئاسته لجامعة صنعاء، وكذا دوره في اثراء المكتبة اليمنية والعربية بالشعر والنقد والفكر إلى جانب مقالاته الصحفية الأسبوعية واليومية ودوره كباحث في مركز الدراسات والبحوث الذي تمكن من النهوض بواقع الثقافة اليمنية.
وتنقل بين عدد من المحطات في حياة الفقيد عبدالعزيز المقالح وصولاً إلى عمله في إذاعة صنعاء مع عدد من أبرز مثقفي اليمن، والذين كان لهم دور فاعل في ثورة 26 سبتمبر، التي يعد المقالح ممن أذاعوا بيانها مع المذيعين من الرعيل الأول.
ولفت إلى أن الفقيد انتقل إلى مصر بعد تحقيق الثورة، ودرس هناك الدراسات العليا، وأصبح بيته وسط القاهرة مزاراً لكبار الأدباء والشعراء والمفكرين كصلاح عبد الصبور وعبد المعطي حجازي وغيرهم من أدباء والمفكرين العرب حتى رجوعه إلى اليمن نابغة في الشعر والثقافة والأدب والنقد وعلماً من أعلام الثقافة العربية.
فيما ألقيت كلمتان عن تلاميذ الفقيد الراحل للباحث حمدي الرازحي وعن أسرة الفقيد الراحل الدكتور عبدالله المقالح أشارتا إلى أهمية الاعتناء بالجوانب المغيبة في فكر وأدب الفقيد الراحل عبد العزيز المقالح الذي استطاع أن يكتب للجميع، وخاصة النقد الأدبي الحديث.
واستعرضا أدوار ومآثر الفقيد المقالح التي تفرد به عن غيره من الأدباء ومفكري الوطن العربي، ودوره في تشجيع الباحثين والمفكرين والأدباء الشباب ليكونوا باحثين جادين ومفكرين حقيقيين.
وأكدا أن المقالح ترك بصمة واضحة وأسس منهجية في العمل والتعليم علاوة على خصوصية مدرسته النقدية بالإضافة إلى تميزه بنتاجه العلمي الزاخر الشاهد على مكانته العلمية والوطنية والثقافية والفكرية يمنيا وعربيا.
كما تطرقا الرازحي والمقالح إلى سيرته وعلاقته بالجميع، الذي كان ينظر إليهم بعين واحدة وعلى أنهم جمعياً أسرته، فضلاً عن وفائه مع بلده.
تخلل الفعالية، التي حضرها نائب وزير الثقافة، محمد حيدره، ورئيس الهيئة العامة للكتاب، عبد الرحمن مراد، و وكلاء وزارة الثقافة، والجهات ذات العلاقة ونخبة من الأدباء والمفكرين وأصدقاء ومحبي الفقيد الراحل الدكتور عبدالعزيز المقالح، قصيدة شعرية لمجيب الرحمن هراش، وفيلم وثائقي عرض مقتطفات من حياة وسيرة الفقيد الراحل وعلاقته برموز الأدب والفكر باليمن والوطن العربي، وكذا توزيع كتاب "المقالح الإنسان الأديب والموقف".
إلى ذلك افتتح رئيس الوزراء ومعه نائبا رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن والرؤية الوطنية ووزير الثقافة وعدد من الوزراء معرض الكتاب والصور التي تجسد نموذجا من نتاجات الفقيد الراحل التي أثرى بها المكتبة اليمنية والعربية وتجاوزت 60 كتابا إضافة إلى مقالاته وكتاباته في الصحف والمجلات.
وطافوا بأجنحة المعرض، الذي يضم مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي تبرز جوانبا من حياته الأدبية والفكرية وعلاقته الكبيرة مع أدباء ومفكري اليمن والوطن العربي، وكذا مشاركته في مختلف الفعاليات المحلية والدولية وتقلده الأوسمة وفوزه بجوائز عديدة.
|