موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 31-يناير-2023
شوقي شاهر -
عندما تتباين المواقف، وتتضارب المصالح، وعندما يتمترس الفرقاء كل خلف خندقه، وعندما يغيب صوت العقل وتغيب معه مصلحة الوطن، وحين يظهر دور الإنتماءات الضيقة والولاءات التي لاتؤمن بالآخر، في ذلك الوقت يكون من الصعب تحديد بوصلة الإتجاهات والمواقف القادمة ما لم يتحلى أصحابها بعمق الرؤية ،الرؤية التي تجسد الإدراك الكامل والفهم العميق لتفاصيل اللحظة وحدود الموقف وأين يبدأ وأين ينتهي. وعندما يجتمع الحلم والعلم والمعرفة لدى هؤلاء فإن الحكمة تكون هي سيدة الموقف، ويكون التجسيد الصادق لمعاني الولاء للوطن أولاً.
وفي هذا يبرز إسم الأستاذ سعيد الجناحي-رحمة الله عليه - كأحد أبرز من نتذكرهم في مثل هكذا لحظات ومواقف.

حيث جسّد - رحمة الله عليه - طوال حياته نسيجاً إعلامياً وسياسياً ونضالياً مختلفاً إتسم بثبات الموقف، وبالعقلانية والسير وفق خطىً ورؤىً واضحةً لم يشوبها غموضاً أو إلتباساً من أي نوع كان لاسيما وقد صادفته عبر مسيرته الكثير من المحطات والمواقف التي كانت ستمنحه حينها الكثير من المزايا والإمتيازات ولكنه نأى بالنفس عن كل ذلك ليصنع بذلك مزيجاً مختلفاً من الألق الثوري والنضالي والمكانة السياسية والوطنية التي تليق به كإنسان ومفكر ومناضل.
لقد كان- رحمة الله عليه - أحد الذين شاركوا وأسهموا في صناعة الكثير من الاحداث منذ إنتمائه المبكر للحركة الوطنية اليمنية وحركة القوميين العرب وهو أيضاً المناضل السبتمبري والأكتوبري والشخصية اليسارية التي استطاعت بحكم خبرتها أن تبني علاقاتها مع كافة الإتجاهات والتيارات السياسية، مستفيداً بذلك من تجربته وخبرته في العمل السياسي والحزبي والإعلامي.
لقد احتفظ بحضوره البهي حتى اللحظات الأخيرة من عمره، وذلك على الرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهها مثله مثل غيره من الوطنيين الشرفاء، ومع ذلك لم يُحبط ولم ييأس، لكنه ظل متفائلاً رغم كل تلك الحجب السوداء والمنعطفات الحادة والمواقف التاريخية والمفصلية التي مر بها الوطن وشابها اختلاط الأمور ببعضها البعض لاسيما في العقود الأخيرة التي كانت الإنتهازية في الأوساط السياسية من أبرز سماتها، بالأضافة الى التغيير المفاجئ، للمواقف والتنكر للقيم والمبادئ التي صاغتها عقود من النضال المشترك.
وعلى الرغم من كل ذلك وغيرها من الأسباب الموضوعية والذاتية التي كانت تمثل دوافعاً نحو التشاؤم واتخاذ مواقف تحث الخطى نحو المجهول وتسير خارج السياق النضالي، إلا أنه وحده سعيد الجناحي الذي احتفظ بالأمل كعنوان لكل ماهو قادم. ولعل الصحيفة التي رأس تحريرها تحت إسم الامل تجسد شخصية سعيد الحناحي الذي لم يبتعد ولو للحظة واحدة عن قناعاته ومبادئه والقيم التي تربى وعاش عليها وكان متمسكاً بها، لكنه ايضاً لم يكن من ذلك النوع المتطرف إلى الحد الذي قد يغلق معه أبواب ونوافذ ذلك الأمل ومن موقعه هذا أصبح من افضل الشهود على مراحل تاريخية صعبة شهدها اليمن شماله وجنوبه.. ولذلك فإننا نتمنى أن نشاهد ونقرأ مذكراته التي بكل تأكيد ستكون إضافة جديدة لتاريخ اليمن المعاصر، والتي بلا شك ستعيد الإعتبار للجوانب التي تم تجاهلها خلال تلك المراحل والمنعطفات.
وبطبيعة الحال فأنا لا أدعي بأنه ممن عايش هذه القامة الوطنية عن قرب، ولكنني عرفته شخصياً، ومن خلال أعماله وكتاباته، وهذا هو الاستنتاج الذي خرجت به عن الاستاذ المناضل سعيد الحناحي رحمه الله.
وأتذكر بأنه ذات يومٍ في عام 2004م استضفته مع شخصيات أخرى ضمن تحقيقٍ صحفيٍ أجريته بمناسبة الـ42 لثورة سبتمبر حول أهداف هذه الثورة وإنجازاتها ولكن مالفت إنتباهي هو أنه كان يجمع في حديثه بين الثورتين (سبتمبر واكتوبر) وحين سألته لماذا يعمد إلى عدم الفصل في حديثه بينهما بينما سؤالي كان عن أهداف ثورة سبتمبر فأجابني قائلاً "لايمكن الحديث عن سبتمبر دون الحديث عن أكتوبر، كما لايمكنك الحديث عند ثورة 14 أكتوبر دون الحديث عن ثورة.. 26 سبتمبر".

رحمة الله عليه وعلى امواتنا وأموات المسلمين أجمعين.. اللهم آمين.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)