أحمد الزبيري - منذ بدء الحرب العدوانية على الشعب اليمني كُنَّا نعرف أن من خطط لهذا العدوان بريطانيا وأمريكا والكيان الصهيوني وأن من يقودها هذه الدول إذا ما أضفنا إليها فرنسا باعتبارها واحدة من الدول التي لها أطماع في ثروات اليمن، وعملاق النفط الفرنسي »توتال« يملك امتيازاً في استخراج الغاز وبأسعار بخسة حصل عليها بأساليب ووسائل لسنا في معرض تناولها لأسباب تتعلق بطبيعة موضوعنا هذا.
اليوم لسنا وحدنا من يعرف هذه الحقيقة بل وحتى المخدوعين والمغرر بهم والمرتزقة من أبناء جلدتنا الذين قاتلوا في صف العدوان ومكنوه من احتلال أجزاء واسعة، والحديث عن المرتزقة العاديين .. أما قياداتهم فقد كانوا جزءاً من مشروع فرض الهيمنة الأمريكية والبريطانية وحتى كيان العدو الإسرائيلي واستمرار الوصاية السعودية مضافاً إليها وصاية إماراتية وربما قطرية والمهم بالنسبة لها السلطة ولو كانت شكلية فغايتهم ان يكونوا أداة يحصلون على المكاسب ويبقوا على هيلماناتهم والوطن والسيادة شعارات ومواضيع للمتاجرة!!
بريطانيا وأمريكا وفرنسا يصدرون بياناً يعلنون فيه تأييد المساعي العمانية للهدنة التي هي بالنسبة لهم لا تعني وقف العدوان ورفع الحصار، بل وقف إطلاق النار وبشكل محدود ومحصور مؤقتاً في وقف الهجمات اليمنية على واجهة العدوان السعودية والامارات، وقصف اليمن بالطائرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية مع استمرار الحصار ولا بأس من إدخال بعض سفن المشتقات النفطية والغذائية لذر الرماد في عيون الرأي العام العالمي بأن هناك توجهاً لإنهاء الحرب، وعند الحاجة لن يعدموا الذريعة للعودة إليها، فهم لا يريدون حلولاً بل إدارة أزمات، وخيارهم في ظل الوضع العالمي التجميد أو التعليق المؤقت..
الدولة الرئيسة والإقليمية في هذا التحالف السعودية على ما يبدو انها وصلت إلى قناعة أن استمرار حربها العدوانية على الشعب اليمني ليس في صالحها خاصةً وأن المكاسب من وجهة نظرها أصبحت تصب في صالح الإمارات التي بات الدعم الأمريكي والصهيوني بعد التطبيع ينصب باتجاه الاحتفاظ بالمحافظات المحتلة عبر الميليشيات التي شكلتها، وان الدولة الكبرى السعودية أضحت أداة طيّعة لتحقيق ما يطمح إليه "ابن زايد" الذي بدون شك أصبح يحتل مكانتها ودورها الوظيفي، مع ان لا السعودي ولا الإماراتي ولا الأمريكي ولا البريطاني سيكون لهم وجود في اليمن، والقرار في صنعاء ان لا سلام بدون وقف العدوان ورفع الحصار وانسحاب القوات الأجنبية من كامل الأراضي اليمنية في البر والبحر، فالقضية التحرر الوطني والمعركة وما قُدم فيها من تضحيات من أجل سيادة واستقلال اليمن وتحرره من كل أشكال الوصاية والسيطرة الخارجية ولا مساومة في هذه القضية العادلة والمحقة والمنتصرة بإذن الله.
|