حوار/ نجيب شجاع الدين - قالت رئيسة مؤسسة البسمة لذوي الاحتياجات الخاصة، إن العدوان والحصار تسببا في أسوأ كارثة انسانية مسكوت عنها في اليمن تستهدف شريحة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة.
وحذرت الاستاذة منى اليناعي من أن ارتفاع أعداد المعاقين الى أربعة ملايين ونصف المليون شخص سيكون له نتائج مأساوية في الحاضر والمستقبل..
وأكدت أن عملية توفير متطلبات هؤلاء في ظل صعوبات الوضع الراهن بات يفوق طاقة الحكومة والمنظمات المحلية والدولية.
ودعت اليناعي حكومة الإنقاذ الى تبني برامج أكثر فاعلية لخدمة المعاقين بالشراكة مع المؤسسات المحلية .
وانتقدت تجاهل المجتمع الدولي لمعاناة ذوي الاعاقة في اليمن وطالبت الأمم المتحدة والهيئات الدولية بضرورة إعطاء هذه الفئة الاولوية الخاصة في خططها الانسانية المستقبلية.
* ما تقييمك للوضع الإنساني في بلادنا خاصة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ؟
- لا شك أن العدوان والحصار على اليمن تسبب في كارثة غير مسبوقة أصابت مختلف جوانب الحياة حيث يعيش أبناء الشعب اوضاعا انسانية تعد الأسوأ عالميا ولاشك أن فئة المرضى ومن يحتاجون للرعاية الصحية هم الأكثر تضررا من الحرب العدوانية خاصة مع الانهيار الكامل لـ70٪ من منظومة القطاع الصحي.
توفي اكثر من 40 الف شخص جراء الحصار وانعدام الادوية والادوات اللازمة لمعالجتهم كما ارتفعت معدلات المواليد الخدج إلى قرابة 22 ألف سنوياً، وحالات الاصابة بالاورام السرطانية إلى 45 ألف شخص في السنة والاسوأ من كل ذلك ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد إلى أكثر من 632 ألف طفل دون سن الخامسة و 1.5 مليون امرأه حامل ومرضعة.
اضافة إلى التشوهات الخلقية والاسقاط للأجنة التي تجاوزت 350 ألف حالة سنويا.
اما بالنسبة لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة فإن الأرقام صادمة وحجم المعاناة كبير جدا وهو ما يدفعنا لدق ناقوس الخطر في هذا الجانب إذ تشير آخر الإحصاءات لمنظمات دولية إلى أن اربعة ملايين ونصف المليون يمني لديهم شكل من أشكال الإعاقة.
* ما النتائج المترتبة على ذلك؟
- المعاقون هم من فئات المجتمع ولكنهم يعانون من قصور القدرة على التعلم واكتساب الخبرات والمهارات وأداء العمل الذي يمارسه الأفراد العاديون.
بالتأكيد سيؤدي الأمر إلى نتائج كارثية على حاضر ومستقبل البلاد باعتبار ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين هم الفئة الأشد ضعفا في المجتمع ويحتاجون لرعاية خاصة، كما ان استمرار العدوان والحصار يفاقم من معاناتهم بشكل كبير.
علينا ان ندرك ان العدوان يتحمل المسئولية الكاملة عن الزيادة المليونية في أعداد المعاقين كما هو الحال بالنسبة للفقراء والنازحين.
أن يكون 15٪ من اليمنيين يعانون الاعاقة فهذا يؤكد ان متطلباتهم تفوق قدرات الجهات الرسمية والمؤسسات الخاصة كما ان الأمر يفوق طاقة الأمم المتحدة وجميع شركاء العمل الإنساني في اليمن.
* والحال كذلك حدثينا عن دور مؤسستكم وما الخدمات التي تقدمها ؟
- مؤسسة البسمة لذوي الاحتياجات الخاصة تعمل دون كلل مع شركائها في سبيل تخفيف معاناة هذه الفئة في مختلف الجوانب الإنسانية حيث يستفيد من برامجها العديد من الأطفال (بنين - بنات) ممن يعانون من اعاقات حركية، وذهنية، وشلل دماغي، وتوحد.
تقدم المؤسسة أفضل البرامج في جميع المجالات (العلاج الطبيعي - التدخل المبكر - التربية الخاصة - العلاج النطقي - العلاج الوظيفي - بالإضافة الى أنشطة إنسانية واغاثية اخرى)
ويسعدني من خلال صحيفة »الميثاق« أن أثمن عاليا هذه الجهود المشرقة والإنجازات البراقة التي يقدمها فريق المؤسسة بأداء متناغم الروح حيث أخذ على عاتقه مسؤولية تخفيف معاناة الأطفال من ذوي الإعاقة في اليمن.
* ما الصعاب التي تواجه المؤسسة وهل هناك تعاون من الجهات الرسمية مع النشاط المجتمعي الهادف لخدمة ذوي الإعاقة؟
- حقيقة الحكومة تولي شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين اهتماما كبيرا إلا أن الجهود المبذولة في هذا الجانب سواء أكان صندوق رعاية المعاقين أو غيره لا ترقى الى المستوى المطلوب نظرا لصعوبات الوضع الراهن جراء العدوان والحصار والارتفاع القياسي لأعداد المعاقين.
وعليه فإننا نطالب الحكومة بتبني برامج أكثر فاعلية يتم من خلالها إشراك المؤسسات المجتمعية والخاصة في تقديم خدماتها العلاجية وأنشطتها الأخرى لهذه الشريحة.
وفي رأيي ينبغي على الجهات الرسمية مخاطبة المجتمع الدولي الالتفات لمعاناة ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين والعمل على توفير احتياجاتهم الضرورية وبشكل مستمر.
* كيف تقيمين دور المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية المهتمة بشريحة المعاقين؟
- كما ذكرت سابقا فإن الوضع يفوق طاقة الجميع، وبالفعل هناك غياب واضح لأي دور للمنظمات الدولية وبرامجها الإنسانية المتعلقة بشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين ربما لتركيزها على جوانب اخرى مثل المساعدات الغذائية للفقراء واعانة النازحين غير أن هذا لا يعفيها من تحمل مسؤولياتها ازاءهم.
على شركاء العمل الإنساني إعطاء أولوية خاصة لتخفيف معاناة الأشخاص ذوي الإعاقة.. ذلك لانهم أكثر الفئات عرضة للخطر وسط النزاع المسلح وينبغي ألا يواجهوا صعوبات أكبر في الحصول على الضروريات الأساسية.
ومن هنا نوجه نداءنا لجميع العاملين في الحقل الإنساني على المستوى المحلي والدولي للمشاركة السخية والفاعلة في دعم وتمويل كافة الأنشطة والفعاليات التي تتبناها المؤسسة والتي تهدف الى رفع معاناة الأطفال من ذوي الاعاقة في كافة الجوانب الإنسانية وتمكينهم من حقوقهم المكفولة في القوانين المحلية والاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
|