موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


رئيس المؤتمر يعزي بوفاة القاضي عبدالرحمن الارياني - دراسة تحليلية جديدة للدكتورعلي العثربي عن طوفان الاقصى - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة اللواء محمد العلفي - رئيس المؤتمر يعزي البركاني بوفاة نجله - الأمين العام يعزي محمود الكحلاني بوفاة نجله - الشريف يعزي بوفاة الشيخ منصور المرجلة - نائب رئيس المؤتمر يعزي بوفاة الشيخ صالح سيف العلوي - قيادات حزبية تهنىء رئيس المؤتمر بعيد الفطر المبارك - التكوينات الشبابية والطلابية تهنىء رئيس المؤتمر بعيد الفطر - دائرة المنظمات الجماهيرية تهنىء ابوراس بعيد الفطر -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 28-فبراير-2023
راسل‮ ‬القرشي‮ ‬ -
منذ مئات السنين والأمة العربية والإسلامية تعيش حروباً طائفية ومذهبية لا ترحم ، قادت لتشويه الإسلام والإساءة للمسلمين في المجتمعات الغربية التي تناصب الإسلام والمسلمين العداء؛ ووصل الأمر بعدد من المغالين في الدين من دعاة المذاهب المختلفة إلى تكفير الفلاسفة والعلماء‮ ‬الأفذاذ‮ ‬أمثال‮ ‬ابن‮ ‬رشد‮ ‬والفارابي‮ ‬وابن‮ ‬سينا‮ ‬والرازي؛‮ ‬واتهموهم‮ ‬بالزندقة‮ ‬وكفروهم‮ ‬وأخرجوهم‮ ‬من‮ ‬الدين‮.!‬
هل‮ ‬تابعتم‮ ‬وقرأتم‮ ‬عن‮ ‬إمام‮ ‬المفسرين‮ "‬محمد‮ ‬الطبري‮" ‬صاحب‮ ‬أكبر‮ ‬تفسير‮ ‬للقرآن‮ ‬الكريم‮ "‬جامع‮ ‬البيان‮ ‬في‮ ‬تأويل‮ ‬القرآن‮" ‬وصاحب‮ ‬أكبر‮ ‬كتاب‮ ‬في‮ ‬التاريخ‮ ‬الإسلامي‮.. ‬كيف‮ ‬مات؟‮!‬
مات‮ ‬قهراً‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬رجمه‮ ‬الحنابلة‮ ‬واتهموه‮ ‬بالكفر‮ ‬والإلحاد‮ ‬بسبب‮ ‬اختلافه‮ ‬مع‮ ‬مذهبهم‮ ‬فرجموا‮ ‬داره،‮ ‬إلى‮ ‬درجة‮ ‬أن‮ ‬باب‮ ‬داره‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬يفتح‮ ‬بسبب‮ ‬أكوام‮ ‬الحجارة‮ ‬المتراكمة‮ ‬عليه‮!!.‬
وغير الطبري هناك الكثير ممن اختلفوا مع المتشددين والمتطرفين من أتباع المذاهب .. الكثير من مؤلفات "ابن رشد" أحرقت بفتاوى رجال الدين في عصره ؛ و"ابن سينا" اطلقوا عليه لقب شيخ الملحدين، و"أبو حيان التوحيدي" أحرق كتبه بنفسه بسبب القهر واليأس من شيوخ عصره، كما أن‮ ‬الشاعر‮ "‬أبا‮ ‬العلاء‮ ‬المعري‮" ‬فرض‮ ‬السجن‮ ‬على‮ ‬نفسه‮ ‬لنفس‮ ‬الأسباب،‮ ‬و‮"‬ابن‮ ‬المقفع‮" ‬مات‮ ‬مقتولاً‮ ‬في‮ ‬الثلاثينيات‮ ‬من‮ ‬عمره‮.. ‬وأعلن‮ "‬الرازي‮" ‬كفره‮ ‬بكل‮ ‬مذاهب‮ ‬وشيوخ‮ ‬عصره؟‮!‬
قائمة‮ ‬طويلة‮ ‬من‮ ‬علماء‮ ‬وفلاسفة‮ ‬المسلمين‮ ‬ماتوا‮ ‬أو‮ ‬قتلوا‮ ‬بسبب‮ ‬التطرف‮ ‬والغلو‮ ‬والتشدد‮ ‬والعصبية‮ ‬للأسف‮ ‬الشديد‮ ‬كان‮ ‬أبطالها‮ ‬الغلاة‮ ‬المتعصبين‮ ‬لمذاهبهم‮ ‬؛‮ ‬المختلفين‮ ‬مع‮ ‬غيرهم‮.‬
هذا‮ ‬هو‮ ‬تاريخنا‮ ‬المضرج‮ ‬بالدم‮ ‬بسبب‮ ‬الاختلاف‮ ‬في‮ ‬المذاهب‮ ‬التي‮ ‬أنتجت‮ ‬وما‮ ‬زالت‮ ‬تنتج‮ ‬كل‮ ‬هذا‮ ‬السلوك‮ ‬العدواني‮ ‬ضد‮ ‬الآخر‮ ‬وثقافته‮ ‬المختلفة‮!!‬
قال سبحانه وتعالى في محكم آياته "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"، هذه الآية القرآنية هي ملخص ديننا الإسلامي الذي نؤمن به.. لا غلو ولا تطرف ولا عصبية في الدين، ولكن ما عسانا أن نقول لدعاة الطوائف والمذهبية، الذين غيروا‮ ‬مفاهيم‮ ‬الدين‮ ‬بتفسيراتهم‮ ‬التي‮ ‬تخدم‮ ‬توجهاتهم‮ ‬ومصالحهم‮ ‬وحولوه‮ ‬إلى‮ ‬سلعة‮ ‬للمتاجرة،‮ ‬وفرضوا‮ ‬أنفسهم‮ ‬أوصياء‮ ‬على‮ ‬الدين‮ ‬وعلى‮ ‬الناس‮!!‬
والمشكلة‮ ‬أن‮ ‬هؤلاء‮ ‬المغالين‮ ‬الناضحة‮ ‬قلوبهم‮ ‬بالتطرف‮ ‬والغلو‮ ‬مازالوا‮ ‬يعيشون‮ ‬بيننا‮ ‬مع‮ ‬تغير‮ ‬أشكالهم‮ ‬وألوانهم،‮ ‬ونقرأ‮ ‬لهم‮ ‬ونسمع‮ ‬بعضهم‮ ‬ما‮ ‬يتقولون‮ ‬به‮ ‬عن‮ ‬الآخرين‮ ‬المختلفين‮ ‬معهم‮.‬
هؤلاء هم سبب مآسينا ونكباتنا وحياتنا المأساوية التي عاشها السابقون، ونعيشها نحن اليوم..؛ هم سبب الإساءة للإسلام والمسلمين وتشويهه في المجتمعات الغربية، الذين ذهبوا يلصقون تهمة الإرهاب بنا وبديننا، ليس هذا فحسب بل هم سبب هجرة وهروب الكثير من أخواننا في بلادنا‮ ‬والدول‮ ‬العربية‮ ‬والإسلامية‮ ‬إلى‮ ‬دول‮ ‬أخرى‮ ‬لا‮ ‬تتخذ‮ ‬من‮ ‬الإسلام‮ ‬ديناً‮ ‬،‮ ‬تؤمن‮ ‬بالمواطنة‮ ‬وحق‮ ‬الاختلاف‮ ‬وحقوق‮ ‬الإنسان‮ ‬وحرياتهم‮ ‬ويعيشون‮ ‬فيها‮ ‬بسلام‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬غلاة‮ ‬الدين‮ ‬وتُجَارهِ‮.‬
وبالمختصر أقول : اقرأوا القرآن ففيه حلول لكل مشاكلنا، اقرأوه بعيونكم وعقولكم وقلوبكم أنتم وليس بعيون وقلوب وعقول المغالين لمذاهبهم ، المسيئين لمذاهب غيرهم، وارموا بغير نهجه وتوجهاته بعيداً غير مأسوف عليه.
خذوا‮ ‬من‮ ‬علماء‮ ‬ومشائخ‮ ‬الدين‮ ‬القرآنيين‮ ‬الوسطيين‮ ‬المعتدلين‮ ‬الذين‮ ‬لا‮ ‬يكفرون‮ ‬هذا‮ ‬ولا‮ ‬يسبون‮ ‬ذاك،‮ ‬ويؤمنون‮ ‬بأن‮ ‬الاختلاف‮ ‬سنة‮ ‬إلهية‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬يقوم‮ ‬عليه‮ ‬هذا‮ ‬العالم‮ ‬برمته‮.‬
ويقيناً‮..‬إن‮ ‬لم‮ ‬نستفد‮ ‬من‮ ‬دروس‮ ‬التاريخ‮ ‬ونترك‮ ‬التعصب‮ ‬والتطرف‮ ‬والغلو‮ ‬والتشدد‮ ‬كما‮ ‬فعل‮ ‬غيرنا‮ ‬من‮ ‬شعوب‮ ‬أوروبا‮ ‬في‮ ‬العصور‮ ‬الوسطى‮ ‬فإن‮ ‬مسلسل‮ ‬الصراع‮ ‬المذهبي‮ ‬والطائفي‮ ‬سيتواصل‮ ‬ويستمر‮ ‬ويُخلف‮ ‬ملايين‮ ‬القتلى‮.‬
ونسأل‮ ‬الله‮ ‬سبحانه‮ ‬وتعالى‮ ‬أن‮ ‬يعطينا‮ ‬من‮ ‬الخير‮ ‬واللطف‮ ‬فوق‮ ‬ما‮ ‬نرجو‮ .. ‬ويصرف‮ ‬عنا‮ ‬السوء‮ ‬فوق‮ ‬ما‮ ‬نحذر‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
شراقات في العمل الخيري
رياض يحيى

شعب يمتلك إرادته لا يُقهر
توفيق عثمان الشرعبي

أهمية تشجيع أعمال الخير في رمضان
عبد السلام الدباء

فلسطين حرة أبية
أ. فاطمة الخطري*

فلسطين.. ستعود الأرض وتنتصر القضية
راسل القرشي

حرب الريال.. حرب البطون ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

فضفضات رمضانية
أوس الارياني

المتغيرات تتجه نحو معركة شاملة
أحمد الزبيري

تسع سنوات من الصمود والتقدم في مواجهة التحديات
أحمد سلطان السامعي

أقولها، وأنا بذلك زعيم..
الشيخ/ عبدالمنان السنبلي

العزيز الذي لم ولن يموت في ذاكرة الشعب
عبدالحكيم أحمد الحكيمي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)