المستشار/أحمد علي محمد جحاف -
في فعالية رسمية برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء، ومعالي وزير الصحة والسكان، يعتلي منبر الخطابة طبيب ليقول إنه سوف يصوم شهرين متتابعين لانه فيما مضى أجاز وأوصى وسمح بتعاطي اللقاحات التي تقي وتحمي الإنسان من شر وويل الأمراض.
أفزعني وأدهشني، وهز كياني أن يصدر ذلك القول من طبيب له سنوات عدة يعمل في مجال الطب ويحمل إجازة علمية من جامعة معروفة وفي حضور دولة رئيس مجلس الوزراء، ومعالي وزير الصحة الطبيب القدير العلم المنير، كل ذلك منقول عبر الأثير، وعبر وسائل الإعلام المختلفة .
ومما يزيد الدهشة والغرابة أن لا يصدر موقف استنكار او رفض أو … أو … أو… من راعي تلك الفعالية، لا دولة رئيس الوزراء نطق، ولا معالي الوزير همس أو أنكر، أو شجب، أو احتد، أو صد، او حد، هل صار وطنا فعل الجهل فيه ليس له حد، ولا يعتد؟؟!!.
يا سادة يا كرام :
مع احترامي وتقديري وإعجابي وودي :
{رئيس مجلس الوزراء}، الدكتور عبدالعزيز بن حبتور الحضرمي الذكي النبيه الأكاديمي، الخبير العليم، الفهيم الحصيف العظيم المعظم، المخضرم، العملاق الجهبذ، لم ولم ولم ولم ولم يقل ولم ينكر ولم يشجب ولم ….. لم…. هذه مصيبة عرمرم.
مع احترامي وتقديري وإعجابي ووودي:
معالي وزير الصحة والسكان، الطبيب الخبير العليم، الخطيب الفصيح عالم الطب والدين، والقرآن والحديث، ابن الإمام المتوكل على الله إسماعيل..
وزير الصحة والسكان، كان كأنه في خبر كان، لم ولم ولم ولم ينطق ولم يعلق ولم ينه عن المنكر، ولم يأمر بالمعروف، ذلك والله منكر ونكير، وما صدر من ذلك الطبيب هو جهل غفير، وفعل لم يسبق له مثيل.
مع احترامي وتقديري وإعجابي وودي:
جمع غفير من الأطباء العلماء الخبراء العظماء، لم يهمس ولم ينبس أحد منهم بكلمة او همسة او غمزة، أو رمشة، إلا من رحم ربي قال بالمفتوح هذا قول باطل ولا يصح يا مولاي الأمير، نحن لسنا حمير، فقيل له اصمت حتى لا تكون.....
بكل تأكيد تلك قضية لا تحتمل اطلاقاً وجهات نظر مختلفة او رأي ورأي آخر، القضية مسألة علمية طبية صحية بحتة وحقيقة علمية لا مجال للنقاش حولها، وأن تصدر من طبيب وفي حشد أغلبه أطباء ورئيس حكومة ووزير هو طبيب ومشهود له بالكفاءة والخبرة والعلم هو فعل معيب بدرجة عالية.
الدنيا وكل دول العالم ومنها اليمن تنفق أموالاً كبيرة في تنفيذ حملة إعلامية واسعة عبر كل وسائل الإعلام وملايين من الملصقات والمنشورات التوعوية من أجل توعية المجتمع بأهمية اللقاحات، وتحفيزه ودعوته للذهاب للحصول على جرعات اللقاحات، وايضا منشورات إرشادية وتوضيحية بأماكن ومواعيد اللقاحات.
أيضاً عبر التعليم في الدروس والجامعات وحتى عبر خطباء الجوامع يتم نشر وتأصيل ثقافة الاهتمام والاستجابة والتوعية والتعاون من كل فئات المجتمع الإسهام والتعاون لإنجاح الحملات القومية بحيث يتم حصول كل مواطن على اللقاحات
قضية أمن صحي وقائي قومي لا يقل بل تفوق قضايا الأمن القومي للوطن والإنسان، وتماثل أفعال العدوان على شعب الإيمان.
كل من في الدنيا دولاً ومجتمعات ومنظمات دولية وإقليمية ومحلية تبذل مليارات من الدولارات، وتقوم بجهود خرافية من اجل استئصال الأمراض المعدية والأوبئة من الكرة الارضية، ويُعد ذلك هدفاً عالمياً يجمع ويسعى الى تحقيقه كل من في الدنيا عدا ذلك الطبيب الذي سوف يصوم شهرين متتابعين.
ما حدث من حالات وفاة أو مرض او نحو ذلك فيما مضى، كان بسبب عدم حفظ جرعات اللقاحات في وسائل الحفظ اللازمة التي توفر درجات الحرارة المناسبة لعدم فساد تلك اللقاحات.
أنا لست طبيباً ولكني مهندس عليم خبير بشؤون النفط والغاز وكل مصادر الطاقة من الغاز حتى النووي وشؤون الاقتصاد وكثير من أصناف الفكر والثقافة والمعاصرة والحداثة، وأعلم يقيناً ان اللقاحات جداً جداً جداً عالية الأهمية للوقاية والحماية وصد هجمات الأمراض المعدنية وسلسلة طويلة من الأوبئة والسموم القاتلة الفتاكة.
أعلم يقيناً أن الدكتور الطبيب النجيب الخطيب طه المتوكل يعلم علم اليقين العظيم أن ذلك القول من ذلك الطبيب هو منكر ونكير وهدم كامل لحقيقة علمية دامغة مفروغ منها وأن كل آل المتوكل قاطبة هم من أذكى وأعلم وأحكم وأنبل وأقدر وأكفأ الناس، ولكن لماذا سكت وصمت وهو المعني الأول بالأمر.. هل لديكم إجابة؟!
نحن الآن في أكثر العصور تطوراً علمياً وتقنياً وتكنولوجياً وطبياً وصحياً منذ ان خلقت الأرض ومن عليها، فلا يعقل ولا يمكن أن نكون في عصر جهالة وتجهيل، بل نحن في عصر النور والتنوير وعصر العودة إلى الحق المبين، وإلى القرآن الكريم، وعهد الخلاص والنجاة من عصر الوهابية وطالبان والاخوان..
أطالب ببيان رسمي من رئاسة الوزراء، ومن وزارة الصحة، ينكران فيه ما قاله ذلك الطبيب في وجودهما وأنه ليس قولاً حقاً ولا عدلاً ولا طباً ولا صحة ولا شيء من ذلك.
| 
غباء أم جهل أم سذاجة؟! 
