يحيى علي نوري - مع قدوم ذكرى يوم الصمود الوطني الـ 26 من الشهر الجاري ودخول العام التاسع، يحق لليمنيين الافتخار والاعتزاز بما جسدوه من لوحة صمود تاريخية شدت انتباه العالم لها ونُظر إليها كواحدة من الدروس الوطنية العظيمة الجديرة بالاستفادة منها كتجربة تستحق الكثير من الاهتمام..
ومع ولوج عام جديد لهذه التجربة الرائدة لابد لنا كيمنيين أن نحافظ على انجازنا هذا بالمزيد من التطوير والتحديث للطرق والأساليب الصمودية وأن نكسبها من وقت لآخر مزيداً من الالق والابداع فهي قاعدتنا القوية والصلبة التي نعول عليها للانطلاق الى رحابات اكثر قدرة على خدمة تطلعات شعبنا بأتجاه المستقبل الأفضل الذي يتحقق فيه بلوغ الدولة اليمنية الحديثة القادرة على ترجمة موروثه الحضاري من جديد في اطار مؤسسات دستورية تعزز من المشاركة الشعبية الواسعة في عملية البناء الوطني الشامل وتقضي على كافة الاعتوارات والمنغصات التي حالت دون تحقيق هذا الهدف الأسمى والذي ظل يضحي شعبنا من أجله كثيراً..
ولكون ذكرى الصمود تأتي هذا العام مواكبة لتطورات وتحولات مهمة على الصعيد الاقليمي والدولى ذات العلاقة بالقضية اليمنية فإن ذلك بحد ذاته يمثل اتجاهاً اجبارياً يحتم علينا التعامل مع كل هذه المتغيرات والتحولات بدرجة عالية من الاستشعار بالمسئولية الوطنية وأن نعمل في اطار بوتقة واحدة هدفها قطف ثمار الصمود الوطني خاصة وأن هذه التحولات لم يكن لها أن تحدث لولا الصمود الاستراتيجي الذي أجبر القوى العظمى ومعها المنظمات ودول الاقليم على انتهاج خط جديد في تعاملها مع القضية اليمنية وهو خط علينا استغلاله فيما يعزز من أهدافنا الوطنية الكبرى المتجردة عن المصالح والأجندة الضيقة الواضعة في الاعتبار المشروع الحضاري اليمني، والذي يجب أن نقدمه للعالم في اعظم صورة لا تقل عن عظمة صورة الصمود على مدى 8 أعوام تخلَّى العالم خلالها عن قضيتنا ومظلومية شعبنا وبات رهيناً للمال السياسي المدنس الذي باع لأجله مواقفه الانسانية في أفظع ممارسات لم تشهد لها العلاقات الإنسانية والدولية مثيلاً وفي تجردها تماماً عن المواثيق والمعاهدات الدولية المنتصرة لحق الشعوب في الاستقلال وامتلاك قرارها الوطني..
ولاريب أن تحقيق هذه الصورة العظيمة لمشروعنا الوطني الحضاري وفرضها على الطارئ الجديد في مواقف القوى الكبرى وأذنابها بالمنطقة يتطلب منا أولاً- وفي هذا التوقيت المهم والذي يقع على درجة عالية من الأهمية والخطورة - أن نندفع برؤية وطنية ثاقبة نحو تعزيز الحوار بين مختلف القوى الصامدة ضد العدوان والحصار وكذا الانفتاح مع بقية القوى التي ترغب في الالتحاق بصياغة ورسم المشروع الوطني، وهناك بالطبع من يرغب ويتحين الفرصة لمشاركته خاصة بعد أن قدمت له الأعوام الثمانية الماضية من دروساً ودلائل ثابتة ودامغة عن فظاعة الجرم الذي ارتكب في حق شعبنا ووطننا جراء العدوان والحصار الذي تم في اطار حيثيات واهية بعيدة كل البعد عن مصالح شعبنا..
إنها لاشك لَفرصة تاريخية أن نخوض تجربة حوارية متسلحة بالوعي الوطني، وأن نجبر العالم بأسره على احترام إرادتنا الحرة المستوعبة تماماً كل حقائق تاريخ شعبنا القديم والحديث والمعاصر..
إنها لحظات الحسم لصالح اليمن الجديد الديمقراطي الموحد.
|