موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الأربعاء, 17-مايو-2023
أحمد الزبيري -
شخصية الإنسان هي عبارة عن مجموعة من الخصائص والمكونات التي اكتسبها من بيئته الأسرية والمجتمعية والتي هي عبارة عن تراكم من المبادئ والقيم التي تحدد مواقف وسلوكيات الأفراد خاصةً إذا كانوا ينتمون إلى وسط اجتماعي فاعل في الأحداث التي تمر بها جماعة أو شعب، مضافاً إليها المتغيرات التي يعيشها هذا الفرد في زمانه والتي قد تكون ايجابية أو سلبية لكنها إفراز لتطور ما في زمن معين وهذا ينطبق على الشيخ أمين بن حسن بن قاسم أبوراس.
قد يقول قائل إن هذا كان ينطبق على الكثير من الناس بشكل عام وعلى العديد من المشائخ وأبنائهم والقيادات الاجتماعية القبلية، وهذا يقودنا إلى فرادة واستثنائية شخصية أمين أبوراس التاريخية من خلال معرفة أعماله وأدواره ومواقفه الوطنية والقومية والإنسانية التي تجلت في سيرته النضالية في مواجهة الظلم والطغيان الإمامي والجور وجبروت النير الاستعماري الذي كان يرزح تحته اليمن شمالاً وجنوباً.
الشيخ أمين ابوراس وُلد وعاش وترعرع في برط من مديريات محافظة الجوف وفي السياني من محافظة إب وفي مدينة تعز، وفي فترة تاريخية كانت فيها الأفكار الوطنية والقومية الثورية تموج بها الساحة اليمنية والمحيط العربي والفضاء الدولي خاصةً الدول والشعوب الرازحة تحت الاستعمار وتناضل من أجل استعادة حرية وسيادة واستقلال وطنها، وهذه الافكار كانت تمثل عدن نافذة يطل منها أبناء اليمن على متغيرات زمانهم بأشكال متفاوتة التأثير على العزلة التي فرضها الإمام على مملكته حتى يبقى الشعب في ظلام دامس لا يرى إلا الإمام، وكذلك المحميات التي أيضاً فرض عليها العزلة الاستعمار البريطاني والتي من خلال الجهل وسياسة فرّق تسد تمكن من السيطرة على المحميات في جنوب اليمن.
كل هذا لم يمنع اليمن من التأثر بالمتغيرات التي كانت تعيشها بعض البلدان العربية والإسلامية وبقية العالم الذي كان يموت بثورات وحروب وأفكار وابتكارات ما كان لنظام الإمامة أن يحجبها عن اليمن مهما سعى إلى ذلك.
وبكل تأكيد كان لهذا تأثير على شخصية الشيخ أمين أبوراس الوطنية والقومية الوحدوية وهذا واضح في إدراكه المبكر أن التغيير والتحرر من الاستعمار يحتاج إلى قوى اجتماعية سياسية حية، وتجلى ذلك في العمل من أجل تغيير الواقع عبر الخلاص من الظلم وبأشكال مختلفة، ومن خلال تلك التجارب أدرك أن الثورة لا تتحقق إلا عبر تنظيم كل القوى الفاعلة في هذا الشعب وبشكل ثوري وكان التنظيم الأول الذي تشكل من أبناء القبائل وقوى مدنية ومثقفين وسياسيين وتجار جميعهم لهم مصلحة من الثورة على الإمام والاستعمار، مشكلين بذلك ارهاصات حقيقية للثورة اليمنية »26 سبتمبر و14 أكتوب« ضد الإمامه والاستعمار، والتي هما امتداد لثورة 1948م وما سبقها ولحقها من حركات وطنية تغييرية تحررية تعمل ليس فقط من أجل هذا الشطر أو ذاك بل من أجل توحيد اليمن والانطلاق لتوحيد الأمة العربية.
وعندما قامت الثورة اليمنية 26 سبتمبر كانت أولى المهام العسكرية مواجهة القوى الملكية في المنطقة الوسطى المحاذية للشطر الجنوبي الرازح تحت الاستعمار، وهنا نتبين وعيه الوحدوي المبكر الهادف إلى قطع الطريق على أي محاولة للاستعمار البريطاني لمواجهة الثورة اليمنية 26 سبتمبر والتمهيد لقيام الثورة ضده في الجنوب اليمني المحتل، وبشخصيته القيادية الفذة نجح في تأمين هذه المناطق والانطلاق صوب منطقة حدودية أخرى مع الجارة التي لطالما جارت على الشعب اليمني منذ أن وُجدت وحتى اليوم.
مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَةِ فقد قام النظام السعودي بتشكيل تحالف إقليمي ودولي لوأد الجمهورية التي شكلت رعباً لمملكة بني سعود وللاستعمار، ولولا النظام السعودي ما كان اتخذ مسار الاحداث في اليمن ذلك المنحى التراجيدي، وكانت المهمة الجديدة مواجهة النظام السعودي والقوى الملكية في المنطقة الحدودية لا سيما صعدة والجوف، وهناك أدوار للشيخ أمين أبوراس لا يتسع سردها هنا وتحتاج إلى أكثر من مجرد مقال يتناول بعض جوانب هذه الشخصية الوطنية المناضلة.
ومثلما رفض الظلم والطغيان والاحتلال الأجنبي قبل قيام الثورة، أيضاً وقف في وجه الظلم والطغيان بعد الثورة وكان شجاعاً في مواجهة الانحرافات والفساد والعمالة، وهو في هذا الاتجاه غنيُ عن التعريف، ويكفي الإشارة إلى مواقفه التي جسدت رسائله حول معاناة أبناء محافظتي إب وتعز للرئيس عبدالرحمن الإرياني ولحسن العمري وللملك فيصل آل سعود حول التدخل السعودي في اليمن، وكل مواقفه غايتها إحداث التغيير والتطور والتقدم الذي طالما تطلع إليه اليمنيون وضحوا من أجله.
الحديث يطول وما ذكَّرنا اليوم بالشيخ أمين ابوراس ما يعانيه اليمن وهو يتعرض لعدوان ومؤامرات ومشاريع تمزيقية ما كان لها أن تكون لولا ابتعاد أجيال الحاضر عن تاريخها الوطني والتضحيات التي قُدمت في سبيل الثورة والجمهورية والوحدة.
الخطر كبير والمشاريع الصغيرة تتخلق وكل القوى اليمنية التي غلبت أنانيتها ومصالحها الفردية وذهبت بعيداً عن النضال الوطني الوحدوي الديمقراطي إن لم تستعد وعيها وتَعُدْ إلى سياق حقائق التاريخ والجغرافيا والتوجه نحو الدفاع عن سيادة اليمن ووحدته واستقلاله كما عمل أولئك الأماجد وعلى رأسهم الشيخ أمين أبوراس ، فمآ لها التلاشي والزوال.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)