شوقي شاهر - دعيني أعانق فيك الأمل
وأشدو بأغنية الانتصار
وأرسلُ فرحة عمري قُبل
لتلثم في وجنتيك النهار.
لو لم يكن من بيوت الشعر والقصائد المغناة ومايعبر به عن المشاعر تجاه الوحدة اليمنية غير هذا البيت من الشعر لكفى.
عندما صدح الفنان الكبير / كرامة مرسال-رحمة الله عليه-بهذه الأغنية ياتراه بماذا كان يحدث نفسه حينها؟ هل أطلق لخياله العنان مستشرفاً ومنتشياً بالعهد الجديد لليمن السعيد أرضاً وإنسانا، أم ياتراه كان قد تنبه باكراً لما يمكن أن يواجهه مثل هكذا'أمل" من تحديات وصعوبات يمكن لها أن تحدق به وتحاول إجهاض مثل هكذا مشروع وطني لايمكن لليمن بغيره ان تحيا بين الأمم ولتمضي باقتدار نحو مستقبل مشرق وزاهٍ يعيد أمجاد الماضي البعيد ويستشرف آفاق تحمل طموحات وآمال أجيال لم تر الدنيا إلا على تربةٍ ذات عبقٍ وحدويٍ، وأرضٍ توحدت من أقصاها إلى أقصاها، والتأمت لحمتها في استجابةٍ طبيعية لتداعٍ عضويٍ له أسبابه ومبرراته المرتبطة بالهوية اليمنية المتصلة تمام الصلة بالتاريخ والجغرافيا والثقافة المتجذرة في نفوس أبنائها منذ آلاف السنين.
ولاعجب ونحن نحتفل اليوم بالعيد الوطني الـ33 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية أن نرى ذات المشاعر الوحدوية وهي تتجدد، وذات الأمل وهو ينبعث من بين ركام التحديات غير آبهٍ بحجم تلك المخاطر الجوفاء التي تحدق به، والتي تزعم أنها قادرةً على جر اليمن إلى مستنقع التفرقة والتجزئة من جديد. فهيهات أن يتم ذلك لاسيما عندما نتحدث عن وجود الضمان الحقيقي لبقاء اليمن موحداً وأقصد بذلك شريحة الشباب التي رأت النور مع بزوغ شمس الوحدة والتي من المؤمل منها أن ترفض العودة إلى عهود تنطفئ فيها شموع الأمل والذي من أجل تحقيقه ناضل اليمنيون وبذلوا الغالي والنفيس من أجل ان يرى أملهم هذا النور.
وعند الحديث عن هذه الذكرى الخالدة فإن أول مايتبادر الى الذهن ذلك التدافع الرهيب الذي لايمكن نسيانه أو تجاهله والذي جسدته مواكب الزحف التي قادها الالاف من اليمنيين في تحركٍ عفوي أدهش العالم لإزالة الحدود الشطرية المصطنعة، ورمي تلك البراميل برمزيتها التي كانت تشير إلى عقود من المواجهات والتي كانت تفرضها عقليات ودوافع تم رميها في مزبلة التاريخ وتم تقديمها قرابين بين يدي الأمل الجديد والعهد الوحدوي القادم بكل عنفوان حاملاً معه بشائر الخير للوطن وجميع أبنائه، حيث لاتفرقة ولاتمييز، وحيث تنصهر الفوارق وتندمج الآمال تحت راية الوحدة الأمل الذي لايمكن التفريط به وأصبح معبراً عن مصير بلد ومستقبل شعب لايمكن له أن يقبل العودة إلى الوراء ليذوق مجدداً مرارات التشطير والانفصال بل على العكس من ذلك فإن لسان الحال يردد مع مرسال وينشد: وأهديك قلباً يحبُ الجمال
ويفديك من عاديات الزمن
فأنت الجوابُ وأنتٍ السؤال
وأنتِ مُنى القلب ياَءٌ ومن..
|