كلمة الميثاق -
❊ الحوار ضرورة وطنية يكتسب بالنسبة لنا في اليمن أهمية كبرى في هذه المرحلة التاريخية تفرضه وتستوجبه معطيات ومتطلبات موضوعية هي أكبر من رغبة هؤلاء وأولئك من قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية، وتحتاجه الأطر الحزبية في علاقاتها الثنائية وداخل تكوينها وهو مطلوب في علاقاتنا اليومية، ذلك ان الحوار ثقافة وسلوك ينبغي ان نتمثله في كل أنشطتنا وأعمالنا.. وتنبع أهمية الحوار من كونه الطريق الأقصر لإيضاح المواقف ومعالجة التباينات وحل الخلافات وتبديد كل الأبخرة والدخان الذي يحجب الوقائع والأحداث كما هي وليس كما يوردها البعض معتقداً ان توظيفها السياسي سلبياً يخدم أهدافه وغاياته.. وبالحوار نهدم حواجز عدم الثقة التي في معظم الأحيان تنتج عن سوء الفهم المعززة لأوهام الشك المولد للتربص والبغضاء والحقد وإضمار الشر للآخر والذي في غياب الحوار تتراكم الأسباب والعوامل لتفرز حالة نوعية من الأزمات والصراعات العينية المنتجة للخراب والدمار وخيار هدم المعبد على رؤوس الجميع.. من هنا كانت الحكمة في اتخاذ القيادة السياسية بزعامة فخامة الأخ الرئىس علي عبدالله صالح الحوار نهجاً ثابتاً وراسخاً لبناء الدولة اليمنية الموحدة والديمقراطية الحديثة، ولعل في هذا السياق يمكن الإشارة إلى أن المؤتمر الشعبي العام كان الإطار السياسي الجامع الذي أسس على الحوار وانبثق منه ليستوعب كل ألوان الطيف السياسي في الساحة اليمنية مشكلاً بديلاً ديمقراطياً يتجاوز الظروف والأوضاع الصعبة التي انيطت بفترة مطلع ثمانينيات القرن الماضي مخرجاً لليمن من حالة الاحتقان الناجم عن العمل السري للأحزاب السياسية اليسارية واليمينية مشكلاً حالة وسطية أذابت جبل الجليد الذي كان يحكم علاقات القوى السياسية في الساحة الوطنية.. واليوم وبعد التحولات السياسية والاقتصادية التي شهدها اليمن والمتغيرات الاقليمية والدولية يصبح الحوار ضرورة ملحة بالنظر إلى أن ما يواجهه الوطن أكثر تعقيداً من أية فترة سابقة.. صحيح أن التعددية السياسية وحرية التعبير قد أرتقت باللعبة السياسية إلى مستوى مغاير لما كان عليه الوضع في مراحل سابقة وأسهم ذلك في إدارتها بشكل يحول دون تحول تبايناتها وخلافاتها إلى صراعات مدمرة لما كان يحصل في السبعينيات والثمانينيات.. لكن يبقى مداه محدوداً في التأثير الايجابي على مسيرة البناء الوطني، وبدون الحوار الموضوعي الجاد والمسؤول الذي يأخذ في الاعتبار توازن المصلحة الحزبية والمصلحة الوطنية التي هي أعم وأشمل.. لذا يتوجب أن نكون في الصدارة وحتى نصل إلى هذا علينا أن نضع كل رؤانا وتصوراتنا على طاولة الحوار ونترك الأفكار تتلاقى وتتقاطع وتتباين لتلتقي في النهاية على قواسم مشتركة تعزز الأمن والاستقرار والتنمية والنهج الديمقراطي..