عبدالجليل أحمد ناجي - نقول لكل القوى السباسية والوطنية يجب ان ننظر الى واقعنا بعين فاحصة ومتأنية ونتعامل مع مصلحة وطننا الحبيب اليمن بعقل وضمير ومسئولية نحن في عصر لم تعد للمقامرة والتصلب في المواقف قيمة تُذكر خصوصاً بعد كل هذا الدمار والخراب والمعاناة التي خلفتهما الحرب على مدى 8 سنوات.
- السياسة اليوم تقوم على اساس المصلحة الجمعية للشعوب، وكل توجه سياسي لايكون هدفه مصلحة الشعب لايمكن ان يكون له ثمرة في المستقبل هذا ما يجب أن تعيه وتفهمه كل الاطراف السياسية في اليمن .
يجب أن لاتنعكس خلافاتنا السياسية وصراعاتنا سلباً على الجغرافيا لأن الجغرافيا اليمنية من المهرة الى صعدة الى الجزر في البحرين العربي والاحمر هي التي فرضت نفسها منذ قديم الزمن كوحدة متكاملة وحاضنة لكل اليمنيين يعيشون ويتحركون على ترابها شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً وبيهم روابط أسرية واجتماعية ومصالح مشتركة وفي اطار تركيبة اجتماعية وسكانية متمازجة لايوجد فيها أي تباين اجتماعي وهي ملك لكل ابناء الشعب اليمني وليست ميراثاً لهذا الطرف او ذاك لكي يمزقها ويعبث بها كما يشاء وسواءً أكان هذا الطرف شمالياً او جنوبياً لافرق ولكن الازمة التي نعاني منها عبر التأريخ تتعلق بأزمة نظام الحكم .. والصراع على السلطة فكل الكوارث والصراعات الدامية المتلاحقة في بلادنا سببها عدم التوافق على نظام حكم مستقر يمثل كل اليمنيين بطريقة سلمية وديمقراطية ولأن البعض مازال يعتقد أن القوة هي الطريق الافضل للاستحواذ على السلطة واخضاع الآخرين بالقوة ومن أجل تثبيت هذه القوة لابد من استقواء خارجي وحشد مناطقي وقبلي وعقد تحالفات مصالح وقد يلزم ذلك إحياء وإعادة انتاج كل الاختلالات والمفاسد التي اضرت بالمجتمع وزعزعت كيانه من قبل وبصورة اقبح وألعن مما كانت عليه كثمن لهذه التحالفات المصالحية مع علمهم ان عامل القوة والتحالفات المصالحية قد تستمر مدة طالت أو قصرت ثم تضعف وتنتهي تدريجياً ويبقى بعد ذلك فقط عامل الوهم بالقوة ثم السقوط والعودة الى دوامة الصراعات ..
أليس تاريخ اليمن السياسي القديم والمعاصر مليئاً بأحداث ومتغيرات تؤكد هذه الحقيقية؟
لماذا لا نتعلم ونعتبر؟
لماذا لايعي اليمنيون هذه الحقيقة ويستفيدون من تجارب الماضي؟
لماذا لا يدركون ان الحل ليس في تقسيم الجغرافبا اليمنية ولا في استمرار بؤر الصراعات ولكن الحل أن يفكر اليمنيون بطريقة أفضل لحل أزمة الحكم ..
لماذا لا يتحاورون من أجل تأسيس نظام حكم رشيد يقوم على اسس ثابتة وقواسم مشتركة يكون له الاستقرار والاستدامة والتعايش؟
نظام حكم يلبي طموحات صاحب صنعاء وصاحب عدن وتعز وحضرموت وصعدة وإب وابين والجوف وشبوة والمهرة والحديدة وذمار والمحويت ولحج والبيضاء ومارب والضالع وريمة.. يستوعب اليمنيين بمختلف توجهاتهم السياسية والاجتماعية والثقافية والمناطقية والمذهبية بدون اي تمييز أو إقصاء وهذا هو الحل الذي يمكن ان يخمد جذوة الصراعات والاحقاد المتوارثة على السلطة إلى الأبد.
|