د.فضل حراب ❊ - الإدارة الفاشلة هي التي تعتمد على مراقبة الموظفين في كل كبيرة وصغيرة ولا تنظر الى النتائج وتهدم مبدأ الثقة، فكيف تطلب من موظف ان يكون لديه ولاء للكيان الذى يعمل وأنت تراقبه في أدق التفاصيل ليس بهدف تطوير أدائه بل بهدف كسر عينه.
الإدارة الفاشلة هي التي تعتمد على مبدأ الثقة وليس الكفاءة فتجد موظفين في غير مكانهم الصحيح استناداً على ثقه الإدارة فيهم وهم غير مؤهلين لا مهنياً ولا علمياً لهذا المكان وهذا في حد ذاته كفيل بأن يجعل بيئة العمل طاردة للعمالة التي تتمتع بالكفاءة والفعالية والتأثير على المدي البعيد.
الإدارة الفاشلة هي التي لا تعترف بالجميل ولا تعطى كل ذي حق حقه وكأنها هي أساس النجاح دون النظر لدور الموظف وهذا دليل على عدم أمانة هذه الإدارة وعدم قدرتها على كسب ولاء العملاء الداخليين.
الإدارة الفاشلة هي التي لا تقوم بتحفيز الموظفين سواء مادياً أو معنوياً ولا تدرس احتياجات الموظفين ليرتقوا بأعمالهم وتعتبر جميع الموظفين مجرد سكرتارية منفذين فقط لا غير.
الإدارة الفاشلة هي التي تعتمد على استقطاب المدراء من خارج الكيان وليس لديها نظام واضح لسلم الترقيات الوظيفية اعتقاداً منهم ان التطوير والتحسين يأتي من الخارج وهذا اعتقاد خاطئ لان تكلفة تطوير وتحسين الموظف الحالي اقل من تكلفة استقطاب موظف جديد، ودرجة ولاء الموظف الحالي أكبر بكثير من ولاء الموظف الجديد.
الإدارة الفاشلة هي التي تؤمن بأن أي موظف يمكن أن تسند له أي مهمة حتى لو كانت لا تتناسب مع امكانياته أو قدراته وذلك لتقليل وتوفير النفقات فتجد الموظف يعمل مدرس إنجليزي ومدرس فرنساوي في آن حتى يُغطى العجز وطبعاً هذا الأمر يؤدي إلى كوارث على المدي البعيد ويكلف هذه الإدارة أضعاف تكلفة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
الإدارة الفاشلة هي التي تعتمد على مبدأ المركزية في الصلاحيات وفى القرارات وليس لديها سيستم واضح يسير عليه الكل، فمن الممكن أن يتعطل سير العمل لحين توقيع شخص او لحين تعميد شخص وهذا الأمر كفيل بأن يضيع الكثير من الفرص على هذه الإدارة.
الإدارة الفاشلة هي التي تهدم مبدأ السلطة ولا تحترم موظفيها ولا خصوصياتهم وكأن الموظف يعمل مثل العبد ليس من حقه الراحة ويعتبرون راحة الموظف تقاعساً منه على الرغم من أن راحته حق مكتسب له وينعكس على أدائه في العمل.
الإدارة الفاشلة هي التي تصرف كثيراً في اشياء لا تؤثر بشكل مباشر في تحقيق المكسب وتقلل النفقات في اشياء تؤثر في تحقيق المكاسب وليس لديها رؤية واضحة في إنفاق الأموال فتجدهم دائماً ما ينفقون أموالاً كثيرة في غير مكانها الصحيح ويسألون عن النتائج من ذلك على الرغم من أن الخطأ في طريقة إنفاقهم.
الإدارة الفاشلة هي التي تعتبر أن الاستثمار في البشر زيادة تكاليف لا حاجة له ويعتقدون أن تدريب الموظف عبء عليهم وليس لديهم خطة واضحة لتطوير أداء الموظف ويكتفون فقط بترتيب الأوراق.
الإدارة الفاشلة هي التي لا تستطيع حل المشاكل بل تؤجلها وتعمل عليها غطاء حتى لا تنكشف ودائماً ما تجدهم يصرفون النظر عن هذه المشاكل وليس لديهم الرغبة في حلها حتى لا ينكشف ضعفهم الإداري.
الإدارة الفاشلة هي التي تستحل حقوق الموظفين وتأكل اموالهم بالباطل ولا تعطي الموظف ما يستحق من راتب أو امتيازات بحسب قدراته وامكانياته وهذا يجعلهم دائماً في حاجة إلى موظفين جدد، ومعدل الاستقالات في زيادة مستمرة. الإدارة الفاشلة هي التي ترى في نفسها أنها فوق الجميع وترى ما لا يرى الآخرون ولا تستشير أحداً في أي قرار ولا تهتم لوجهات النظر الأخرى.
الإدارة الفاشلة هي التي لا تستمع لموظفيها وتعتمد على مبدأ التنفيذ دون التفكير او الابداع والابتكار ويكون كل هدفها هو إنجاز المهام مهما كانت درجة الكفاءة.
الإدارة الفاشلة هي التي تنظر الى المكاسب القريبة ولا تهتم بالغد أو بما سيحدث جراء قرارات غاشمة او توجه اعمى واعتقد ان رؤيتها هي الوحيدة التي تحقق أهداف الكيان.
الإدارة الفاشلة هي التي تقتل الإبداع والابتكار وتشجع الروتين.
الإدارة الفاشلة هي التي تنظر دائماً إلى سلبيات الموظفين ولا تنظر إلى الايجابيات وتشعرهم دائماً بأنهم مقصرون اعتقاداً منهم ان هذا سيجعل الموظفين لا يتمردون ولا يطالبون بزيادة راتب ونسوا أن الحاجة الى التقدير من أهم الاحتياجات الإنسانية للبشر.
الإدارة الفاشلة هي التي تضع حواجز بينها وبين موظفيها مما يجعل الموظفين لا يستطيعون التحدث او مقابلة هذه الادارة بسبب الحواجز النفسية بينها وبين فريق عملها.
الإدارة الفاشلة هي التي لا تفرق بين كبير او صغير ولا تحترم المستويات الوظيفية ولا تحترم احداً ولا يهمها سوى مصاحتها الشخصية.
ومن هنا نجد أن الفشل في تحقيق النتائج المرجوة يرجع أحد أهم أسبابه إلى الفشل الإداري في إدارة الموارد وهذا الفشل هو السبب في إخفاق الشركات وعدم تقدمها وتحقيق أهدافها.
❊ نقيب الصيادلة
رئيس نقابات المهن الطبية
|