موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الميثاق نت -

الأربعاء, 21-يونيو-2023
حسن‮ ‬عبدالوارث -
‮- ‬كم‮ ‬يخذلني‮ ‬قلمي‮ ‬كثيراً،‮ ‬مؤخراً‮.. ‬وكم‮ ‬يفتُّ‮ ‬في‮ ‬عضدي،‮ ‬كلما‮ ‬هممت‮ ‬بالكتابة‮ ‬في‮ ‬شأن‮ ‬يتصل‮ ‬بالهمّ‮ ‬العام‮ ‬أو‮ ‬التراجيديا‮ ‬التي‮ ‬تعصف‮ ‬بالبلد‮ ‬والناس‮.‬
أجدني‮ ‬كالمحموم‮ ‬أو‮ ‬المسموم‮ ‬من‮ ‬هول‮ ‬ما‮ ‬أراه‮ ‬على‮ ‬شريط‮ ‬الواقع‮ ‬ومشاهده‮ ‬المكتظة‮ ‬بصور‮ ‬الدم‮ ‬والدمار‮ ‬والرماد‮ ‬والدموع‮.. ‬فأعزف‮ ‬عن‮ ‬الكتابة‮ ‬فوراً‮.‬
وفي الوقت نفسه، كلما شرعت في الكتابة بصدد حالة فانتازية أو وجدانية محضة، أو في موضوع متصل بدوائر الأدب وحلقات الفن وأقواس الإبداع، رحتُ أنزوي على نفسي أو أنطوي في قوقعتي، كأنَّني أنِزُّ خجلاً وعتاباً تجاه ذاتي التي أراها تستحق العقاب لا العتاب فحسب لهذا الفعل‮ ‬المُخزي‮.‬
فلا‮ ‬الكتابة‮ ‬في‮ ‬لوح‮ ‬الألم‮ ‬العميق‮ ‬والكرب‮ ‬العمليق‮ ‬الذي‮ ‬يعصف‮ ‬باليمن‮ ‬واليمنيين‮ ‬تقوى‮ ‬على‮ ‬الاستقامة‮..‬
ولا‮ ‬الكتابة‮ ‬في‮ ‬صفحة‮ ‬الذات‮ ‬الشاعرة‮ ‬والوجدان‮ ‬المحلّق‮ ‬في‮ ‬الملكوت‮ ‬اللازوردي‮ ‬تتجرأ‮ ‬على‮ ‬الابتسامة‮..‬
وبين هذي وتلك، يظل القلم عاجزاً عن الانتصاب في حقل الفعل الذي خُلق من أجله القلم.. وإذا عجز القلم عن الانتصاب، انتصبت في مواجهته أسلحة أو أدوات أخرى، تتمثل هويتها في القتل وتتجلى حقيقتها في الإبادة، على العكس من القلم الذي تتخلّق كينونته بصفته محفّزاً للعقل‮ ‬والروح‮ ‬على‮ ‬إبداع‮ ‬كل‮ ‬صفات‮ ‬الحق‮ ‬والخير‮ ‬والجمال‮ ‬في‮ ‬الطبيعة‮ ‬والمجتمع‮ ‬والفكر‮ ‬الإنساني‮.‬
‮- ‬أفرزت‮ ‬هذه‮ ‬الحرب‮ ‬وتداعياتها‮ ‬النتنة‮ ‬حالات‮ ‬مرضيَّة‮ ‬في‮ ‬الأوساط‮ ‬الثقافية‮ ‬والصحافية،‮ ‬تتبدّى‮ ‬حيناً‮ ‬كالطفح‮ ‬الجلدي،‮ ‬أو‮ ‬تتعدّاه‮ ‬إلى‮ ‬البرص‮ ‬والجرَب‮.. ‬فيما‮ ‬تتصوّر‮ ‬أحياناً‮ ‬كالسرطان‮ ‬أو‮ ‬الإيدز‮ ‬أو‮ ‬الإيبولا‮.‬
وقد يمترئ المرء لقمة المرارة في صحن السياسة، أو كرعة العلقم في كأس الاقتصاد.. إنما في الفكر ومنتوج القلم واشتغال العقل تغدو هذي المرارة وذاك العلقم أشدّ وطأة من الصفة الأولى والوصف الآخر.. فهي تتعداهما إلى تصدُّع فادح في البدن، وتهتُّك خطير في الوعي.
لقد ترشَّح زيت أسود كثير على مياه الأحداث وواجهة المشهد، بحيث صار سقط المتاع هو سيد الموقف، وهو ديدن الحروب في كل زمان ومكان. وهذا نوع من التجارة الرائجة في هذي الحروب.. إن تجار الحروب لا يخوضون في السلاح والغذاء والوقود، وما في حكمها فحسب، إنما يتوغلون أيضاً‮ ‬إلى‮ ‬ساحة‮ ‬الكلمة‮ ‬ومساحة‮ ‬الفكرة،‮ ‬على‮ ‬نحو‮ ‬أشبه‮ ‬بفعل‮ ‬الجراد‮ ‬في‮ ‬الحقول‮.‬
‮- ‬إن‮ ‬هذا‮ ‬زمان،‮ ‬وهذا‮ ‬يمان،‮ ‬أصاب‮ ‬فيه‮ ‬الزكام‮ ‬حناجر‮ ‬البلابل،‮ ‬فعجزت‮ ‬عن‮ ‬الإنشاد‮ ‬البديع،‮ ‬حتى‮ ‬ظن‮ ‬الناس‮ ‬أن‮ ‬المرض‮ ‬أصاب‮ ‬الغناء‮ ‬نفسه،‮ ‬لا‮ ‬الحناجر‮ ‬التي‮ ‬تحاول‮ ‬الغناء‮.‬
وهذا‮ ‬زمان،‮ ‬وهذا‮ ‬يمان،‮ ‬تبارت‮ ‬فيه‮ ‬مَلَكات‮ ‬وقدرات‮ ‬العالِم‮ ‬محمد‮ ‬عبده‮ ‬والعالِمة‮ ‬فيفي‮ ‬عبده‮..‬
وبالطبع‮ ‬عرفنا‮ ‬لمن‮ ‬كانت‮ ‬الغَلَبة‮.‬
وهذا‮ ‬زمان،‮ ‬وهذا‮ ‬يمان،‮ ‬طمع‮ ‬فيه‮ ‬الملوك‮ ‬والبرابرة‮ ‬على‮ ‬السواء‮..‬
لكن‮ ‬البرابرة‮ ‬أدركوا‮ ‬سريعاً‮ ‬أنهم‮ ‬أمامه‮ ‬يظلون‮ ‬مجرد‮ ‬برابرة‮..‬
فيما‮ ‬الملوك‮ ‬لم‮ ‬يدركوا‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬أقوى‮ ‬الملوك‮ ‬على‮ ‬سطح‮ ‬الأرض‮ ‬ليسوا‮ ‬في‮ ‬حضرته‮ ‬سوى‮ ‬ملوك‮ ‬شطرنج‮ ‬وكوتشينة‮!‬

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)