يحيى علي نوري - التداعيات الخطيرة التي تشهدها المحافظات الجنوبية وخاصة على صعيد الانهيار الاقتصادي لم تأخذ حقها الإعلامي تحليلاً وعرضاً ومتابعة من قبل الهالة الإعلامية التابعة للعدوان واذنابه لحركة الاحتجاجات الشعبية المتنامية في اكثر من محافظة..
وقد يكمن السبب في حالة استمرار ضبط أداء وايقاع الإعلام مع كل هذه التطورات هو الخوف الكبير من اتساع رقعة المظاهر الاحتجاجية وبصورة تقلب الطاولة على العدوان ومخططاته، خاصة وان الصبر الشعبي لم يعد قادراً على الاستمرار والتحمل، وهو ما تؤكده العديد من المعطيات التي باتت ظاهرة أمام الراصدين وغيرهم، وهو ما ينذر بحدوث حدث قوي ينتصر للإرادة الشعبية ومطالبها الحقة، بل وما زال العدوان ووسائله الإعلامية ينظر لها ككارثة إذا ما حدثت من شأنها ان تغير تماماً من معطيات المشهد اليمني برمته ويفتح الباب أمام تطورات جديدة اكثر انتصاراً للوطن والمواطن..
ولذا فإن التقيد الصارم في التعاطي الإعلامي مع هذه التطورات لم يأتِ من فراغ وانما من خلال قراءة عميقة للعدوان كتعبير عن مخاوفه على مصالحه التي ظل يعمل من أجل بلورتها على الواقع اليمني، واصبحت بفعل غطرسته وعدم مبالاته باليمنيين من الضعف والوهن ما يُمَكّن الاحتحاجات الشعبية من القدرة على القيام بكنسها وتنظيف الواقع اليمني من تأثيراتها واوساخها..
لذا سنجد أن أي اهتمام يبذله العدوان من أجل تجاوز التحدي الراهن الذي يواجهه لن يقدم المعالجات الناجعة باستثناء حلوله المعروفة عند كل ضيق اقتصادي حاد يعاني منه المواطن اليمني، وان اقدم هذه المرة على القيام بتشكيل حكومة جديدة فإنها تظل حلولا شكلية عاجزة عن تقديم المعالجات الناجعة التي يحتاجها الناس على وجه السرعة..
وهذا يعني ترحيل المشكلة والذي لن يفاد منه على مستوى المستقبل الأقرب حيث سيهيئ كل ذلك لحدوث الانفجار الاكبر والطوفان الشعبي الذي بات يمثل الخيار الوحيد والاستراتيجي لشعبنا، للخلاص من كل سيناريوهات وأجندة العدوان التي لن تنتج سوى المزيد من المعاناة الكارثية التي لم تعد تحتمل. |