موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


6 شهداء و35 جريحاً في عدوان إسرائيلي واسع على جنين - الصحة الفلسطينية : 72 شهيدا بقطاع غزة خلال 24 ساعة - رئيس المؤتمر يواسي آل الراعي - وزير الخارجية يوجه دعوة هامة لمنظمة "اليونيسف" - "أسرانا على موعد مع الحرية"... حماس تؤكد التزامها باتفاق وقف النار - صدور قانون جديد - الأمين العام المساعد يعزي آل الفلاحي - الراعي يشدد على وحدة الصف الوطني لمواجهة التحديات - "ذو الفقار يدخل المعركة".. بيان جديد من صنعاء - قيادات المؤتمر والأحزاب تبارك للمقاومة الفلسطينية الانتصار على العدو الصهيوني -
الأخبار والتقارير
الميثاق نت -

الأربعاء, 09-أغسطس-2023
الميثاق نت - تقرير / جمال الورد : -

تقرير / جمال الورد

اصبحت محلات الملابس المستعملة  (البالة) وكذلك مستوردات الفئات المنطوية على أخطاء في التصميم والخياط (الاستوك) منتشرة بكثرة خلال الفترة الأخيرة في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات اليمنية، كنتيجة حتمية لتردي الأوضاع الاقتصادية لدى المواطن اليمني الذي يتعرض لأبشع حرب اقتصادية وحصار وتوقف متعمد لصرف الرواتب لموظفي القطاع العام، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على القدرة الشرائية وباتت أسواق ومحلات الملابس المستعملة هي الملاذ الأخير أمامه والمقصد الأول لتوفيرها ملابس بأثمان معقولة.. صحيفة الميثاق أعدت تقريراً حول تجارة الملابس المستعملة ومصادرها"  حيث تُشير الإحصاءات الجمركية الى أن عملية استيراد الملابس والأدوات المستعملة إلى اليمن بدأت منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي والتي تأتي من مختلف دول العالم وهكذا انتشرت هذه التجارة في جميع الأسواق اليمنية التي أصبحت ملجأً لكثير من ذوي الدخل المحدود والتي لا تسمح حالتهم المادية بشراء الملابس والأدوات الجديدة حيث أصبح الكثير منهم عرضة للإصابة بالعدوى جراء إعادة استعمالها وجهلهم بالأمراض التي قد تحدث بسببها .

ظاهرة انتشار محلات وأسواق بيع الملابس المستعملة لم يعد الإقبال على شرائها حكراً على الفقراء بل انضمت لهم بيوت ذوي الدخل المتوسط بالرغم من الأمراض التي قد تصيب مستهلكيها، ففي العاصمة صنعاء تنتشر المحلات والمعارض التي تبيع ملابس البالة بأشكالها المتعددة (بالة كريمة - بالة ممتازة - بالة جيدة ) وشهدت في الآونة الأخيرة إقبالاً متزايداً من قبل المواطنين على تلك الأسواق ومحلات بيع الملابس المستخدمة .

ووفقاً لعدد من تجار الملابس المستعملة (البالة) في باب اليمن وحي الصافية بأمانة العاصمة، فإن هناك عدد من الخيارات التي تحتويها (البالة) فالبالة الكريمة تعتبر من أجود العينات المستخدمة والتي قد يكون 15٪ منها جديداً فعلاً، بينما لا تتجاوز نسبة استخدام الملابس المتبقية 7 - 10 ٪ ، وهذه لها سعر خاص عند شرائها في الخارج، حيث يكون سعر الكيلو ضعف سعر العينات الأخرى .

وأشار بعض تجار الملابس المستعملة في صنعاء أن كوريا وتركيا هي المصدر الاول للاستيراد خصوصاً للأكوات والجواكت، وهناك تجار يعتمدون على ما يصل إلى موانئ دولة الإمارات، والتي يكون سعرها اكثر بقليل من الشراء من مصادر عالمية اخرى.

وبحسب إفادة أحد التجار، إن هذا السوق ليس فقط محصوراً على اليمنيين أو الدول الفقيرة، وقال : " سافرت خلال السنتين الأخيرتين لعدة دول ووجدت أن هناك تنافساً من عدد من التجار العرب وحتى الأجانب لشراء كميات الملابس المستعملة  وهي تباع بالطن.

واضاف:  في السابق كانت الجمعيات الهولندية والدنماركية تقوم بجمع الملابس المستخدمة وإرسالها الى الدول الافريقية تحديداً كنوع من التبرعات والمساعدات الإنسانية التي ترعاها الجمعيات الاوروبية، إلا أن الملابس كانت تصل إلى تلك البلدان للتحول الى تجارة رائجة رخيصة الثمن، يقبل عليها الناس، وهذا جعل العديد من الجمعيات الاوروبية تتحول الى متاجر بالجملة تبيعها للتجار من مختلف دول العالم، وفقاً للمزادات العلنية والجودة والنظافة .

 

أسعار زهيدة وماركات عالمية

يتنافس تجار الملابس المستعملة في جلب بضائعهم وتكوين زبائنهم من تجار التجزئة من خلال توفير افضل الماركات وبأسعار معقولة - قريبة الى تلك التي يتم استيرادها من الامارات او كوريا او تركيا- حيث يفيد محمد نبيل - احد مستوردي البالة نحن نحرص على شراء بضاعة بجودة مقبولة وبالة كريمة، لا نفكر بالربح الكبير، بقدر ما نريد تأسيس اسم وسوق وعملاء يثقون فيما نستورده، خصوصاً وأننا نقوم حالياً باستيراد الملابس من إيطاليا وكذلك من بلجيكا وهذه المصادر افضل المصادر العالمية.

وأضاف: هذه الملابس التي ارتديها الآن أمامك هي مما نستورده وكثير منها نجده جديداً فعلاً، فمثلاً هذا البنطلون والقميص يحمل شعار ماركة عالمية كبيرة في ايطاليا، ولك ان تتخيل أن القميص والبنطلون لم يكلفاني سوى 6000 ريال - اي ما يعادل 11دولاراً وفقاً لأسعار الصرف في صنعاء .

واشار علي الريمي - مالك محل ملابس بالتجزئة - إلى أنه يبيع الملابس المستعملة على مدار العام ، وهذه البضائع تأتي في أكياس مضغوطة نسميها (بالة) ، ويعمل على إزالتها وتوزيع كل قطعة حسب نظافتها وجودتها ، ثم يحدد السعر المناسب لها ، مؤكداً أن البضائع مطلوبة لجميع الأعمار ، وخاصة في فصل الشتاء، وأضاف : الملابس القطنية مناسبة للأطفال ، والنساء تلبس العباءات الخليجية لأنها بضاعة جيدة ونظيفة ، وأيضاً هروب من ارتفاع أسعار المولات والمراكز الكبيرة .

من جانبه يقول وديع العتمي ، مستورد للملابس المستعملة: معظم ما نستورده جديد او شبه جديد ، أو ما يعرف عالمياً  بـ (المايكروفايبر) وهنا نسميه (ستوك) وهو في الأصل ملابس جديدة ، وماركات عالمية ولكن يتم تصفيتها من قبل المحلات والمولات والمصانع ".

ويضيف وديع: ما يتم استيراده من الملابس يأتي إلينا على شكل بالات نظيفة ومعقمة (أكياس كبيرة مضغوطة) ، وبعضها في كرتون بأوزان مختلفة وأسعار مناسبة، وهي جديدة فعلاً داخل كراتينها، بالإضافة إلى أن هناك بعض البضائع المتسوردة من دبي او المنطقة الحرة في مصر تحت مسمى (بواقي التصدير) وهي ملابس جديدة من المصنع فيها بعض الأخطاء البسيطة اثناء الخياطة او تأخر شحنها للشركة التي تم التعاقد معها او خالفت جزءاً بسيطاً من المواصفات المتفق عليها، فيتم رفضها وهنا تضطر الشركات والمصانع لبيعها (بالطن) وبأسعار رخيصة رغم أنها جديدة .

 

 

الإجراءات والضوابط
وفي وقت سابق قال الأستاذ فؤاد هويدي الوكيل المساعد لقطاع التجارة الخارجية بوزارة الصناعة والتجارة في العاصمة صنعاء، أن الوزارة  تراجعت عن قرار حظر استيراد الملابس المستعملة بعد اعتراضات داخلية من التجار ومن الخارج من البنك الدولي وصندوق النقد ، لذلك أصبحت تجارتها عالمية ولا يمكن منعها ما دامت خاضعة للنظافة والتعقيم ".

ويضيف الهويدي : ومع ذلك ، فقد وضعنا غرامات تصل إلى 30 ? على الموردين المخالفين ، مؤكدين على ضرورة توفير شروط السلامة الصحية مدعومة بشهادات معتمدة .

موضحاً أن بعض التجار يقوم بإحضار بضائعهم عبر سائقي القاطرات ، لذلك نفرض غرامات على المحلات التي ليس لها سجل تجاري ، ونلزمهم بتحديد موقع ومخازن بضائعهم .

وبحسب وزارة الصناعة والتجارة في صنعاء، فإن قيمة الملابس المستعملة المستوردة قبل الحرب لا تتجاوز مليوني دولار سنويا ، بينما ارتفعت بشكل كبير خلال الحرب إلى أربعة ملايين دولار .

وبرغم الأخطار الصحية التي تحملها الملابس والأدوات المستعملة والتي في نفس الوقت يجهلها البعض ويتجاهلها البعض الآخر، ينظر البعض إلى الملابس المستعملة في اليمن على أنها تهديد للصحة والبيئة.. وأوضح الدكتور ماهر المريش - عضو جمعية الأطباء الصينيين، عضو الجمعية الدولية والأوروبية لأمراض الأطفال الجلدية- أن "البكتيريا الموجودة على هذه الملابس شديدة المقاومة للمضادات الحيوية ، وبالتالي إذا لم يتم علاجها ، فإنها ستبقى". تسبب الجراثيم الأمراض الجلدية وتنبعث منها أبخرة سامة إذا تعرضت للحريق.

ويضيف المريش: "يجب تخزين الملابس المستعملة في مكان بارد لمدة 48 ساعة، ثم غسلها بالمطهر والماء الدافئ ، واستخدام مكواة ساخنة على الجانبين. تؤدي الملابس المستعملة التي تم تعقيمها بالمواد الكيميائية إلى تفاقم الإكزيما (حالة مزمنة من جفاف الجلد تسبب الحكة واحمرار الجلد ) للأشخاص الذين يعانون منها ".

ويتم جلب الملابس المستعملة إلى اليمن عبر طرق وأساليب التهريب بعيدًا عن المنافذ الجمركية البرية، والتي تشدد في الحصول على التراخيص والشهادات الصحية، مما يضاعف العبء المالي ، ويعتبرها التجار (تعسفاً) بالإضافة إلى تكلفة النقل والمواصلات. .
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "الأخبار والتقارير"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تأملات بين عام مضى وعام مقبل
د ابوبكر القربي

جارالله عمر.. أول لقاء وآخر فرصة (2)
د. عبدالوهاب الروحاني

المسكوت عنه فى الخطاب السياسى الجديد فى دمشق
د. مصطفى الفقى

تطلعات اليمنيين للعام الجديد ٢٠٢٥م
د/أحلام البريهي*

المنبهات العالية.. إزعاج وتلوث سمعي ومخاطر مرورية
عبدالسلام الدباء *

قراءة في العدد رقم (2216) "الميثاق :عمل صحفي متميز
أحمد مسعد القردعي

"إسرائيل" في مواجهة جغرافية المتاهة الأمنية في اليمن
محمد جرادات *

أكاديمية الفساد
علي أحمد مثنى

إبراهيم الذي نحت الصخر!
عبدالرحمن بجاش

قالت "رجب وجبجب وشهر العجب"!
خالد قيرمان

الأمة وأهداف قوى الهيمنة والاستعمار ..؟!
طه العامري

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)