فريق دكتور/ قاسم محمد لبوزة ❊ -
يحتفي المؤتمريون والمؤتمريات على امتداد الوطن اليمني الكبير بالذكرى الواحدة والأربعين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس 1982م كأول تنظيم سياسي يمني جاء وفقاُ لمفهوم، وفكر، وصياغة، وطنية خالصة، تأسست على الفكر الميثاقي النابع من روح الاسلام ووسطيته..
وزاد من أهمية ميلاد هذا الحزب الوطني الكبير أنه لم يرتبط بأيٍّ من النظريات، والأيديولوجيات التي كانت حينها تتصارع على احتلال المشهد السياسي في العالم كله، وفي المنطقة العربية على وجه الخصوص.
وهذا التوجه الوطني الخالص منذ النشأة الذي بقى معه المؤتمر بعيداً عن الحسابات المناطقية والطائفية والعنصرية هو مدعاة لأن يفتخر كل مؤتمري ومؤتمرية بأنه ينتمي إلى هذا المكون الوطني العريض ابن هذه الارض الذي منبعه وهويته اليمن..
وتأتي الذكرى الواحدة والاربعون لتأسيس المؤتمر ومازال الوطن يعاني استمرار وتصاعد المخاطر التي تسبب بها العدوان وحصاره الظالم على بلدنا في ظل مواجهة اسطورية قاوم من خلالها شعبنا مشاريع التفتيت وتدمير نسيجه الاجتماعي والوطني الجامع التي جند لها تحالف العدوان أدواته وطوابير المرتزقة.
ولأن المؤتمر الشعبي العام جزء أصيل في هذه المعادلة بل وركن اساسي في المواجهة كابد ومازال ظروفا بالغة التعقيد على المستوى العام وعلى المستوى التنظيمي الداخلي، عبر مخططات تستهدفه استمراراً للمؤامرات التي يتعرض لها منذ العام 2011م وما قبلها، لكن المهم في كل هذا أن المؤتمر استطاع أن يتجاوز كل تلك المطبات وبات عصياً على كل المؤامرات والمخططات التي تستهدفه من أي جهة كانت وصارت تلك الاساليب المكشوفة أوهن من بيت العنكبوت بفضل قيادته الحكيمة ممثلة بالشيخ المناضل صادق بن أمين ابو راس وكل قيادات المؤتمر وجماهيره العريضة في الداخل.
وفي هذا المقام يجدر بنا ونحن نحتفي بذكرى التأسيس أن نحيي الكوكبة الأولى من المؤسسين الذين كان لهم الدور الأبرز في إيجاد هذا التيار الوطني الكبير الجامع لأهداف وطموحات اليمنيين بالحرية والديمقراطية والوحدة والاستقلال.
ومن هذا المنطلق كان المؤتمر وسيظل هو الامتداد الطبيعي لفكر وثقافة الحركة الوطنية اليمنية التي ظلت تناضل من أجل بلورة وصياغة مشروعها القائم على الابتعاد عن التأثر والتبعية للأفكار والنظريات الخارجية، وسيستمر باعتباره منظومة حاملة للفكر الوطني الخالص الذي يعبر عن الجميع وتطلعاتهم ، وحريصة على التعبير عن كل مواطن يؤمن باليمن وثورته، ونظامه الجمهوري ووحدته، ويحرص على الدفاع عن سيادته واستقلاله..
وانطلاقاً من هويته الوطنية وتكوينه اليمني الخالص لابد أن نشير في ذكرى التأسيس الى أن ملامح رؤية المؤتمر تنطلق من التأكيد على أن قيادته التنظيمية والسياسية الشرعية هي الموجودة في صنعاء والممثلة برئيسه الشيخ المناضل صادق بن امين ابو راس رئيس المؤتمر ،وأن الحزب وقياداته سيقفون بحزم ضد من يحاول المساس بوحدته التنظيمية من أي جهة كانت.
كما نثمن مواقف كل قيادات المؤتمر وقواعده وكوادره وأنصاره وحلفائه أحزاب التحالف الوطني في عموم محافظات اليمن وأينما وُجدوا وصمودهم وصبرهم وولاءهم لتنظيمهم الرائد المؤتمر الشعبي العام ووقوفهم ضد كل محاولات استهدافه، وندعوهم الى مزيد من التلاحم والتكاتف والصبر حتى تجاوز هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ اليمن والتنظيم..
كما سنبقى كقيادة مؤتمرية وكحزب كبير منحازين الى صف شعبنا وقضاياه العادلة والمصيرية ودفاعاً عن الارض والانسان والمكتسبات أمام تحالف العدوان، وقد تجلَّى ذلك واضحاً من خلال اصطفافنا الى جانب اخواننا في انصار الله وكل القوى الوطنية المقاومة للعدوان وحصاره الجائر وتجويعه الممنهج لشعبنا باعتبار ذلك واجباً مقدساً يمليه علينا ديننا وقيمنا واخلاقنا ووطنيتنا التي لاتقبل المساومة، كما نقف بحزم امام كل مايهدد تمزيق الصف الوطني وجبهته الداخلية والتي يحاول تحالف العدوان من خلالها إضعاف الجانب الوطني ليسهل عليه السيطرة على البلد.
وعلى نفس المنوال نحذر من أي مساس بمنجز الوحدة اليمنية الذي يملكه الشعب اليمني وهو من سيتولى الدفاع عنه، ويتحمل مسئولية افشال كل المخططات التي تستهدف تمزيق هذه الوحدة وتحويل اليمن الى كانتونات متناحرة يسهل السيطرة عليها وتحريكها لتحقيق مصالح القوى الاجنبية..
وهى دعوة لكل لبيب من ابناء اليمن شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً للوقوف بوعي وحس وطني عالٍ بالمخاطر امام ما تشهده المناطق المحتلة من قبل قوى العدوان، وما يمارسه مرتزقتهم من نشر لثقافة الكراهية، والحقد، والانتقام، والنزعات المناطقية، والانفصالية، والمذهبية والتي كلها وسائل تندرج في اطار محاولة تمزيق جغرافية اليمن، وتدمير مقومات دولته، واستهداف الانسان اليمني، ومصادرة استقلالية القرار الوطني، ومحاولة إعادة اليمن الى عهود الاحتلال البغيض وإنْ بصور مختلفة وجديدة، وهو الامر الذي سيظل المؤتمر يواجهه بكل ما يستطيع، ويحذر منه، ويدعو اليمنيين جميعاً وفي مقدمتهم المؤتمريون والمؤتمريات الى محاربة هذه الظواهر، والسياسات، والتصرفات حفاظاً على النسيج الاجتماعي، والسلم الاهلي..
إن المؤتمر الشعبي العام وهو يحيي الذكرى الواحدة والأربعين لتأسيسه لَيؤكد أنها ستمثل محطة تحول نحو مزيد من التماسك والحفاظ على وحدة المؤتمر، ومواجهة وإحباط كل مخططات استهدافه داخلية أو خارجية، ويدعو الى الحوار والسلام المشرف الذي يحفظ لليمن سيادته واستقلاله ووحدته.
مع التأكيد الجازم أن المؤتمر سيظل هو التنظيم القادر على التعبير عن طموحات وتطلعات الشعب اليمني والأقدر على تمثيل التنوع اليمني الذي يرفض كل أشكال التقوقع والانكفاء والتخندق وراء المشاريع الصغيرة..
ختاماً..هنيئاً لأعضاء المؤتمر الشعبي العام وقيادته على الصمود والثبات مع اليمن العظيم ضد تحالف العدوان.. هنيئاً لليمن الوحدوي الكبير هذا التنظيم السياسي المجرب الذي وقف في جميع مراحله وتكوينه مع حق الشعب اليمني وتضحياته وثوراته وتطلعاته نحو النصر المؤزر بإذن الله.
النصر والعزة لليمن الواحد الموحد..
❊ نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام
| 
ذكرى التأسيس.. محطة تحول نحو مزيد من التماسك والحفاظ على وحدة المؤتمر
