هشام شرف عبدالله* - الحديث عن المؤتمر الشعبي العام، هو حديثٌ عن فكرٍ عريق وراقي قل نظيره في الوطن والمنطقة وهو حديثٌ عن تنظيم سياسي وسطي نابع من الداخل اليمني ولم يتبع أي جهة أو منظمة خارجية، ولم يكن عبارة عن فرع لتنظيمات دولية كما هو حال الكثير من الأحزاب على الساحة اليمنية، ولأنه كذلك ظل صامداً وسيظل رغم محاولات التفريخ والتفريق في الداخل والخارج، ونعول على كل الشرفاء في هذا التنظيم العريق مواصلة الصمود خلف القيادة المؤتمرية الوطنية وتجاوز كل العقبات والمنغصات المصطنعة والممولة من أعداء النجاح والبناء والتنمية.
ونحن نحتفل بالذكرى الـ 41 لتأسيس هذا التنظيم العملاق نتذكر كل النجاحات التي حققها هذا الحزب طوال أربعة عقود من الزمن، وفي المقابل نحتفل بهذه المناسبة السعيدة، ولكن في ظروف سيئة جداً وبالغة التعقيد، لأن احتفالنا سيظل منقوص وفرحتنا غير مكتملة في ظل العدوان والحصار الجائر على شعبنا اليمني الصامد الذي سيدخل عامه التاسع، حيث تعمد تحالف العدوان تدمير الكثير من المنجزات ومشاريع البُنى التحتية التي تحققت في ظل المؤتمر الشعبي العام ومظلته الوطنية التي كانت وراء الكثير من النجاحات في وطننا الحبيب.
لقد كان الوطن بالنسبة لقيادة المؤتمر الشعبي العام ومصالحه تنظيمهم الأول ووطنهم الأوحد وليس لهم هم إلا بناء الوطن، حيث كان التنظيم وسيلة لتحقيق هذه الأهداف السامية والنبيلة وليس غاية يسعى المنتمين إلى تحقيق هدفهم الشخصي على حساب الوطن وثرواته كما هو الحال في بعض التكوينات السياسية الأخرى سواءً في اليمن أو في المنطقة، وستظل هذه الثمار اليانعة تؤتي اُكلها طالما وثمة قيادة وطنية لا يهمها سوى مصلحة الوطن العليا وأمنه واستقراره.
وبدون تعصب أو مجاملة فالمؤتمر الشعبي العام كان ولا يزال هو طوق النجاة الذي يراهن عليه غالبية ابناء الشعب اليمني حتى الذين لا ينتمون إليه، لأنه تنظيم الشعب الذي تأسس على مبادئ وأهداف سامية نابعة من حب الوطن ومصلحته العليا، بل أن الشعب نفسه هو من صاغ وأسس اللبنات الأولى وأختار الطريق الصحيح الذي يُراعي كل أبناء اليمن وليس فئة معينة، ليس من أجل شيء أو مصالح شخصية بقدر ما هو انتماء وحب ووفاء لتنظيم ينتمي لكل الوطن ووطن يعشق هذا التنظيم، كونه يلبي طموحات كل أبناء الوطن بدون النظر لعرقهم أو منطقتهم او انتماءهم القبلي أو معتقدهم السياسي والديني، وهذه حقائق راسخة وثابتة لا يمكن تجاهلها أو نكرانها فالعدو- والحمد الله- يشيد بها قبل الصديق.،
فالمؤتمر الشعبي العام بالرغم من الظروف اللتي مر ويمر بها هو قصة نجاح يحتاج الحديث عنها إلى مجلدات كبيرة، غير أن المقام لا يكفي لاستعراض والخوض في هذه التفاصيل الملهمة، الأمر الذي جعلنا نكتفي بالإشارة ورؤوس أقلام عن قلعتنا الحصينة والحضن الدافئ والملاذ الآمن الذي حمل ويحمل هم كل أبناء الوطن ومصالحهم دون تمييز، وتنظيم بهذه المواصفات وهذه السمات وهذه المبادئ والأهداف سيبقى بوصلة البناء والتنمية وقصة نجاح ترويها الأجيال.
*عضو اللجنة العامة- وزير الخارجية
|