الميثاق نت: - يعد محمد محمود الزبيري من الثائرين ضد الحكم الامامي والذي كان له دور في رفع معنويات الأحرار اليمنيين شعراً وتنظيماً في إطار احزاب وتكتلات سياسية مهدت لنجاح ثورة 26 سبتمبر 1962م والتي قضت على عصور الظلم والانحطاط للنظام الإمامي الكهنوتي .
وسنحاول في المشهد اليمني اعطاء الثائر البطل الشهيد الزبيري حقة كرموز من رموز ثورة سبتمبر والتي نتناول فيها عظمته وشجاعته كغيره من الثوار الأحرار خلال شهر سبتمبر والذي يحتفل فيه اليمنيون بالذكرى الـ(61) لثورة 26 سبتمبر 1962م .
خاض الزبيري، والمكنى بـ"أبو الأحرار" ، النضال ضد الإمامة، وعُرف عنه بأنه من أكبر مناهضي الإمامة، خلال مراحل حياته، رافضاً الحكم المغلق على الشعب اليمني من قبل الإمام يحيى ، ونجله الأمام أحمد .
أولاً: بطاقة تعريفية
وُلد الشاعر المجاهد محمد محمود الزبيري سنة 1910م بحارة بستان السلطان بمدينة صنعاء باليمن حيث تعيش أسرة الزبيري وهي من الأسر الصنعانية والتي نبغ فيها قضاة وعلماء وشعراء، فقد كان جدّه شاعراً؛ وكان محمد الزبيري من حفظة القرآن ومن شعراء اليمن المعروفين، كما اشتغل والده بالقضاء، فأسرة الزبيري أسرة قضـاة، وحفظ الزبيري القـرآن الكريم صغيـراً، وبدأ دراسته في الكتّاب ثم بالمدرسة العلمية ثم بالجامع الكبير بصنعاء ؛ وكان يكتب الشعر وهو دون العشرين من عمره أيضاً.
ثانياً: بداية العمل السياسي
سافر الزبيري عام 1937م إلى السعودية وأدى فريضة الحج والتقى الملك عبدالعزيز آل سعود وألقى قصيدة في الحفل السنوي الذي يقيمـه الملك لكبار الحجاج نشـرت بجريدة "أم القرى" ثم سـافر إلى مصر سنة 1939م حـيث التحق بكلية دار العلوم وعاد إلى اليمن عام 1941م وقدّم مذكرة للإمام يحيى تتضمن مشروعاً لإنشاء جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في صنعاء، مما أغضب الإمام يحيى، كما ألقى خطبة بالجامع الكبير بصنعاء فكان جزاؤه السجن مع عدد من شباب اليمن في سجن (الأهنوم) حيث انصرف للصلاة وتلاوة القرآن والذكر والتأمل وبعد خروجه من السجن بمساعدة إخوانه ومحبيه لم يطق البقاء في اليمن فذهب إلى عدن حيث بدأ مرحلة الكفاح المنظم فألف "حزب الأحرار " ثم أصدر صحيفة "صوت اليمن " سنة 1946م واستمر في كفاحه حتى قامت ثورة اليمن سنة 1948م حيث قُتل الإمام يحيى وعيّن عبدالله الوزير إماماً جديداً فعاد الزبيري من عدن إلى صنعاء ، وتولى وزارة المعارف وحين فشلت الثورة غادر اليمن ولم يجد بلداً عربياً يستقبله فذهب إلى باكستان وأقام فيها حتى سنة 1952م ثم غادرها إلى مصر وبدأ نشاطه في صفوف اليمنيين وامتد نشاطه إلى اليمنيين في السودان وفي سنة 1955م حدثت محاولة الضابط أحمد الثلايا ضد الإِمام أحمد بن يحيى بن حميد الدين ولكنها فشلت وأُعدم الثلايا .
وحين اندلعت الثورة اليمنية سنة 1962م التي أطاحت بالحكم الامامي عاد الزبيري إلى اليمن وعُين وزيراً للمعارف بحكومة الثورة وأعلن تأسيس "حزب الله " وأخذ يزور القبائل والمدن اليمنية .
ثالثاً: اغتيال الزبيري
تمت عملية اغتيال الزبيري في مديرية أرحب شمال العاصمة صنعاء وهو خارج من المسجد في الواحد والثلاثين من شهر مارس سنة 1965م وكان وحيداً، بينما في روايات أخرى ان الشيخ عبد المجيد الزنداني كان برفقته في جريمة مازال يكتنفها الغموض.
|