د. أبو بكر القربي - تحية مباركةً طيبة لشعبنا اليمني العظيم بالذكرى الـ ٦١ لثورة ٢٦ سبتمبر مع الاعتزاز بشهدائها الذين ضحوا من أجل قيام نظام حكم يحقق العدالة واهداف الثورة اليمنية السامية فوضعوا اللبنات الاولى لبناء يمن جديد يواكب متغيرات العصر وليسهم كما فعل اسلافه في الحضارة الانسانية . كان انتصار ثورتي ٢٦ سبتمبر و ١٤ أكتوبر تحقيق حلم حمله اليمنيون جيلاً بعد جيل وأصبح انجازاً وطنياً لايمكن التفريط به بعد التضحيات التي قدمها الشعب اليمني من اجل مواكبة اليمن لحضارة العصر وتطوره وقيم حقوق الانسان والمواطنة المتساوية وحرية العقيدة والفكر .
رغم أن اهداف الثورة اليمنية اسست لدولة هدفها الاصلاح وبناء دولة المواطنة المتساوية ومد يد الصداقة إلا أن مسار الثورة اليمنية لم يكن سهلاً منذ بدايته نتيجة مخاوف دول الإقليم من أثر الثورة اليمنية على شعوبهم ومطالبهم بحقوقهم وحرياتهم فتصدوا لها بكل السبل إلا أن إرادة وصمود الشعب اليمني هزمت تلك المحاولات كما أسهمت طموحات الثوار الشخصية في إعاقة مسيرة الثورة سواء كان الخلاف من أجل السلطة بين قادة كل شطر أو بين قادة الشطرين نتيجة توجهاتهم الايديولوجية..
وكما واجهت الثورة التآمر تعرضت الوحدة اليمنية لمحاولات الاجهاض عند قيامها ولازالت تتعرض لها حتى اليوم من أجل العودة باليمن إلى عهد التشطير من جديد، ولكن كل محاولات اجهاض الثورة والوحدة فشلت أمام تماسك الجبهة الداخلية وامتلاكها للقرار الوطني في مواجهة تلك المحاولات .
تواجه ثورة سبتمبر في الذكرى الـ ٦١ لقيامها تحديات عديدة نتيجة الصراع على السلطة والتخلي عن الدستور ومن تدخل الكثير من الدول فيه لتحول الخلاف ببن اليمنيين إلى حروب بالوكالة دمرت اليمن ونسيجه الاجتماعي وأعادته إلى حقبة الصراعات الايديولوجية والانقلابات العسكرية بدلاً من تثبيت مبادئ الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة .
انقاذ اليمن من دوامة الصراع على السلطة والتجاذب الايديولوجي لايمكن ان يتحقق إلا من خلال حل يمني تتوافق عليه الاطراف اليمنية بعيداً عن الإملاء أو تأثير الايديولوجيات والاجندات الخارجية ويوفر للاطراف حقها في الشراكة في الثروة والسلطة والضمانات لحمايتها وذلك من خلال مؤتمر دولي تشارك فيه كافة القوى السياسية والمجتمعية برعاية دولية نزيهة ترعاها وتدعم بعدها الحل ببناء السلام وضمان استدامته وتمويل إعادة الاعمار .
على اليمنيين اليوم من أجل مستقبل اليمن وأجياله وضع الاسس لوقف مسلسل الصراعات من أجل السلطة بقبول بعضنا لبعض دون تمييز او تميز لننعم بمواطنة متساوية وعدالة اجتماعية، الامر الذي لن يتحقق إلا إذا احترمت الاطراف حقوق بعضها البعض وقدمت التنازلات التي تحقق التوافق والسلام واستلهام الحكمة و التخلي عن الانانية وتقديم مصلحة اليمن فوق كل المصالح الحزبية والشخصية. |