استطلاع/ صفوان القرشي: - اختلاف الاسعار وتفاوتها من محل إلى آخر ومن مديرية إلى أخرى هو العنوان السائد في ظل غياب الرقابة، الامر الذي ترك المواطن عرضة للاستغلال من قبل التجار، قد تكون الفوارق قليلة لكنها تنبئ عن مزاجية البائع بعيداً عن امور أخرى .
وفي تعز المدينة الامور أكثر مأساوية بالنسبة للمواطن البسيط الذي يتلمس بصيص أمل للعيش في مدينة لا مكان فيها للبسطاء في ظل غلاء مضطرد وجشع تجار لا يعرفون غير الكسب السريع وزيادة الدخل بغض النظر عن مشروعية ما يقومون به من استغلال لحاجة الناس .
والملفت أن الاسعار تتغير بشكل يومي فمثلاً حليب الأطفال الرضع كانت العلبة حتى نهاية يوليو تباع في بعض الصيدليات بسعر 7500 ريال وفي صيدليات أخرى 8500 ريال وغيرها 9000 ريال وهكذا بينما وصل سعرها مع نهاية اغسطس ما بين 10500 ريال و13000 ريال وهذا ينسحب على بقية السلع.. الملفت أن نفس الصنف يباع في مدينة التربة بنفس السعر السابق .
فما هو المبرر وراء هذا التفاوت وكيف يبرر التجار ذلك ؟
وما الذي يقوله المواطن الضحية حول هذا الامر ؟
تفاوت الاسعار سببه عدم استقرار سعر الصرف
* زياد عبدالرحمن - هيئة المواصفات والمقاييس - تحدث قائلاً: تفاوت الاسعار سببه عدم استقرار صرف السعر اضافة إلى تكاليف نقل السلع والجمارك والضرائب المفروضة والجبايات التي يدفعها التاجر للنقاط المنتشرة من عدن حتى تعز ، كلها يتم اضافتها فوق السعر ولذلك نرى فرقاً بين السعر في مدينة التربة مثلاً وبين سعرها في تعز .
دورنا هو سلامة المنتج وصلاحيته فقط أما بالنسبة للسعر فهذا من اختصاص مكتب الصناعة والتجارة وكما قلت لا يمكن تحديد السعر بسبب عدم ثبات صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية على عكس الوضع في المحافظات الواقعة تحت حكم حكومة الوفاق في صنعاء فسعر الصرف ثابت منذ سنوات ولذلك سعر السلع يكاد يكون ثابتاً وإن وجد فرق أو تفاوت من محل لآخر فيكون بسيطاً ولا يتجاوز الـ100 ريال .
وكما نلاحظ أن اسعار الخضار والفواكه مرتفعة وهذا يؤثر على حياة المواطنين بشكل كبير مع انعدام المرتبات واستمرار الحرب لأكثر من ثمان سنوات وللتوضيح أكثر فقد وصل سعر الحبة الدجاج حجم صغير الى 5500 ريال، بينما تباع الدجاج المجمد وزن 1500كجم , بسعر7000ريال.. كجم بطاط 1600 ريال.. طماطم 1400 ريال، اما الكيس الدقيق 45 ألف ريال.. باختصار راتب الموظف بالكاد يكفي اسبوع مصاريف اسرة من ثلاثة افراد .
* الوضع المعيشي للموظف صعب للغاية
* وائل عبدالله، قال: الوضع المعيشي للموظف البسيط صعب للغاية حتى إذا تم تسليمه راتبه كل شهر وليس كما هو بالنسبة لنا كموظفين حكوميين بدون عمل الذين يتم تسليمنا 30 الف كل شهرين أو ثلاثة , وهذا المبلغ البسيط لا يفي بحاجة الموظف واسرته لعدة أيام فقط لأن هذا المبلغ لا يكفي لإطعام ثلاثة أفراد لمدة شهر.. وحدهم السرق وكبار المسؤولين والبلاطجة هم المستفيدون من هذا الوضع اما الموظف فهو في حالة يُرثى لها ولا يستطيع تلبية ابسط متطلبات اسرته من مأكل وملبس ناهيك عن مصاريف المدرسة والكهرباء وغيرها فإذا كان لديك طفلان في المدرسة انت بحاجة لمبلغ 100الف ريال لشراء شنط وملابس المدرسة وراتبك 30 الف كل شهرين كجم موز 8 حبات 1400 ريال العنب درجة ثانية 1800 ريال.. كل السلع ترتفع الا راتب الموظف .
مسؤولو الحكومة حقنا أو قُلْ حق السعودية والامارات عايشين الدور بصحيح تصريحات واجتماعات وخطب بالتلفزيون وبالأخير هم مرتاحون ولا هم لديهم يموت الشعب أو يعيش .
قدمنا طلباً للمحافظ لتحسين وضعنا وصرف الراتب كاملاً كل شهر حتى نستطيع العيش بكرامة إلى الآن ومنذ سنة ولا حصلنا نتيجة، والقهر عندما يقول لك مسؤول دبر حالك كيف دبر حالك يعني نسرق او نتبلطج على الناس ؟
اذا اردت أن تعيش بتعز مثل ما كنت قبل الحرب انت بحاجة راتب شهري 500 ألف ريال والمضحك عندما تسمع قناة يمن شباب وبلقيس وهي تتحدث عن المدن المحررة كل شيء تمام والناس عايشين والدنيا رخيص كذب من خارج الحدود.. الله يعين هذا الشعب المسكين .
* في تعز لا حكومة ولا رقابة ولا ضمير
* هائل محمد أحمد، تحدث قائلاً: لا تستغرب انت في تعز لا حكومة ولا رقابة ولا رحمة ولا ضمير وعادهم يحرجوا بالميكرفون 2 خيار بـ500 رخص طبعاً اذا تشتي مجموع سلطة اقل شيء الف ريال..
تفاوت الاسعار ليس فقط بالسلع الاستهلاكية وانما ايضاً السلع الكمالية وهذا يعود لمزاج التاجر يبيع بسعر اليوم وليس بسعر الشراء , طبعاً موظفو الواجبات والضرائب وتحسين المدينة يتم تنفيذهم على اصحاب المحلات الصغار واللي ما يدفع الحبس وغرامة اما التجار الكبار يتم التعامل معهم عبر المدراء ولا من شاف ولا من دري ادفع وبيع بالسعر اللي يناسبك كيس الدقيق بالتربة بسعر 45 الف ريال في تعز المدينة بسعر 48 ألف ريال قلك فارق سعر نقل يعني التاجر يضيف ثلاثة الف على كل كيس فارق سعر , ونفس الماركة تباع في بعض المحلات بسعر 45 الف، قطمة ارز مزة 10 كجم بسعر 20 الف وبعض التجار يبيعها بسعر 18 الف مزاج واللي يفطر القلب عندما يقول لك ايش هي حقك الـ20 ألف انا ادفعها قيمة فاتورة الكهرباء كل اسبوع مدري ايش علاقة قطم الارز بالكهرباء .
نحن بحاجة دولة للشعب مش دولة على الشعب، وهذا لا يمكن الا بخروج السعودية والامارات وعملائهم من اليمن وعودة اليمن دولة واحدة لشعب واحد .
* الغلاء طحن الشعب طحن
* هيام عبدالرحمن، قالت: الغلاء طحن الشعب طحن ولا أحد يهتم به كل المسؤولين وعائلاتهم بالسعودية والامارات وتركيا والقاهرة ونحن داخل تعز لو تشتي تسافر للتربة الراكب 7 آلاف ريال »جزمة« اشتريتها من صنعاء بسعر 2000 ريال سعرها في تعز اليوم 17 ألف ريال وفستان لطفلة عمرها سنة بسعر 10 ألف ريال نفس الفستان بمعرض ثاني 8 ألف ريال .
قبل اسبوع فكرنا أنا وزميلاتي نخرج نتغدى ونغير جو مثل أيام زمان طلبنا سمك وسحاوق مع الخبز وثلاثة ليم المفاجأة الفاتورة 25 ألف غداء لثلاث بنات فقط .
توبة عاد واحدة تفكر تأكل في مطعم , حكيت لبنت عمي في عدن قالت يا بختكم وجبة مثلها في عدن تكلف فوق الـ30 ألف ريال , كله بفضل حكومة الاحتلال وعملائها الذين عبثوا بالبلاد ونهبوا ثرواتها وخلوا الشعب يموت جوع .
سكر 5 كيلو بسعر 8 آلاف ريال بالمركزي بالباب الكبير 7500 ريال بالتحرير الأسفل 7 آلاف ريال , من المسؤول عن تحديد السعر وضبط المتلاعبين وحماية المستهلك التاجر قصده يكسب بغض النظر عن طريقته .
في كل الدول عقلية التاجر هي نفسها شراء السلع من الاماكن التي تكون قيمتها رخيصة وبيعها بأسعار مرتفعة وهكذا الربح هو الأساس للتاجر اينما وجد وتبقى اجهزة الرقابة والحكومة هي المسؤولة عن ضبط الاسعار وحماية المواطن من جشع التجار وهذا ما نفتقده في اليمن التي تحكم من خارج حدودها .
المواطن هو الضحية وهو من يدفع ثمن فساد الحكومة وعبثها وخيانتها وعمالتها من قوته وقوت أولاده.
* بيع النقد بسعر والدين بسعر أعلى:
* انسام خالد، تحدثت قائلة: الراتب هو حياة للموظف واسرته لكن حين يصبح وجود الراتب مثل عدمه يتحول إلى هم يضاف إلى هموم الموظف مع اقتراب كل نهاية شهر , الراتب هو بمثابة تهمة للموظف لأنه لا يفي بأبسط التزاماته تجاه أسرته ولك أن تتخيل راتب مدرس 48 ألف ريال بالعملة الجديدة كيف سيعيش منه طوال شهر , معظم المدرسين يشترون حاجاتهم بالآجل دين من اصحاب البقالات طبعاً صاحب البقالة يبيع النقد بسعر والدين بسعر والمدرس مضطر لأنه لا يستطيع الشراء نقداً، مثلاً حبة تونة صغير بالنقد سعرها 600 ريال بينما سعرها الآجل 800 ريال , استغلال لحاجة الموظف الغلبان المسكين .
صحيح بالقرى لا يوجد ايجار ولا كهرباء ولا حتى ماء ومع ذلك هذا الراتب الضئيل والاسعار المتصاعدة تزيد من معاناته اكثر واكثر . تفاوت كبير بالسعر الذي يتغير باستمرار وطبعاً للارتفاع وليس للانخفاض والذي يملك المال يستطيع أن يستفيد ويبحث عن السعر الاقل أما ان كان يشتري بالدين فهو ضحية التاجر الذي يتعامل معه .
الله سبحانه وتعالى هو وحده القادر على خلاص هذا الشعب من معاناته أما الرهان على حكومة باعت البلاد فهذا هو الغباء بحد ذاته ولا عزاء للمراهنين على عدوهم .
* سعر كجم ثلج وصل في عدن إلى 7 آلاف ريال
* جمال الحداد، وقال: الأسعار كل يوم بالطالع وتفاوت أسعار السلع من تاجر إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى يحددها التاجر الكبير الذي يضيف كل خسارته من جمارك وضرائب وواجبات وغيرها فوق سعر البيع الذي يضاف فوق سعر السلعة وهذا يتحمله المواطن المستهلك المجبر على الشراء بالسعر الذي يحدده التاجر ، اما التسعيرة التي تحددها الحكومة فلا يعمل بها ولا تستطيع الزام التجار لأن سعر الصرف غير ثابت والتاجر يبيع بسعر اليوم حتى السلع التي اشتراها قبل سنتين .
وضع صعب لأصحاب الدخل المحدود والموظفين ولا ابالغ اذا قلت لك ان سعر الكيلو الثلج في مدينة عدن وصل إلى 7 آلاف ريال في الشهر الماضي في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي، وهذا ابسط مثال، في ظل غياب كامل للرقابة الحكومية.. تفاوت الاسعار أمر طبيعي مع هذا الوضع غير المستقر لسعر الصرف وارتفاع اجور النقل وغيرها من المصاريف التي تضاف إلى سعر التكلفة والمواطن يتحمل الفارق دائماً الوضع الصعب الذي نعيشه هو بسبب الحرب والحصار الذي تفرضه السعودية والامارات على اليمن .
|