فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة* - نحتفل بذكرى ثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة الثورة التي رسمت ملامح اليمن الجديد بعد أن تجاوز عبرها العزلة والتخلف والاستبداد، لكن للأسف مازالت اليمن اليوم في ظروف هي الأصعب في تاريخ الجمهورية والوحدة فنحن ما نزال نواجه مخاطر جمة ومازال الحصار والحرب على بلدنا من نفس تلك الجهات الخارجية التي حاربت ثورة الـ 26 من سبتمبر قبل واحد وستين عاماً، وإنما الأمر هنا دليل قاطع على حجم التآمر الطويل ضد أحلام وآمال اليمن واليمنيين.
و أمام هذا الواقع المتشظي ، تؤكد الوقائع المعيشة وبعد هذا الزمن الطويل من قيام الثورة العظيمة 26سبتمبر 1962م أن المتربصين بالثورة مازالوا على نهجهم التآمري ضد هذه الثورة التي آمن بها اليمنيون وصارت بالنسبة لهم الملاذ ودرب الخلاص من خلال أهدافها العظيمة التي هي مداميك للبناء والتنمية والتطور والرافعة الاساسية للثورتين العظيمتين 26 سبتمبر و14 أكتوبر .
ولانبالغ حين نقول إن هذه الثورة مثلت تحولاً مهماً في حياة اليمنيين لالتحامهم وتحلقهم حول اهدافها شمالاً وجنوباً إذ كانت جسر العبور الى ثورة 14 اكتوبر ومن خلالهما وفي واحدية خلاقة أثبتت ان اليمن جسدا واحد لايقبل التجزئة والتشظي حتى وإن مر بكبوات لكن مارد الثورة على الطغيان والاستبداد حتماً سينهض من تحت ركام المعاناة..وهاهو اليوم يلقن الخارج الذي تآمر على ثورته ومازال دروساً في التضحية والصمود ويحصد النصر بقوة الله العزيز الجبار وسواعد رجاله الابطال.
ماينبغي ان يكون واضحاً اليوم أننا جميعاً كأبناء يمن واحد لابد أن نستفيد من التحولات المهمة في تاريخنا وتحويلها إلى واقع مجيد وحياة كريمة ودولة عزيزة، وجيش قوي من جديد وأن نغادر مربع التفكير بمفردات الفشل والتبعية وكل المعاني المحبطة التي تتبادر إلى الذهن كلما تذكرنا واقعنا الحالي.
ومن المهم أيضاً في مثل هذه الذكرى أن نعزز حالة الوعي الوطني والسياسي، وأن نلتحم أكثر وأكثر ببلدنا وأرضنا، وأن يرتقي جميعنا الى مستوى التضحيات التي يجترحها شعبنا اليمني العظيم من أجل حريته واستقلاله، وأن لا نقع مجدداً فريسة لأبواق الخيانة والغش والخداع والتضليل ممن يحاولون المزايدة والمكايدة على حساب الوطن والشعب والمبادئ ، فهم أبعد الخلق عن الوحدة والحرية والثورة والجمهورية.
وبالنسبة لنا في المؤتمر الشعبي العام نثمن في هذه المناسبة العظيمة مواقف وتضحيات المناضلين والشهداء على امتداد خارطة اليمن الكبير الموحد الذين قدموا ارواحهم رخيصة في سبيل التحرر والانعتاق من الظلم والعبودية والاستعمار، وكذلك للشعب اليمني العظيم الذي كان وسيظل يكافح ويدافع ويقاوم الغزاة والمحتلين والمعتدين والمتآمرين على ثوابته ووحدته وسيادته واستقلالية قراره الوطني، ونؤكد ان اليمنيين لن يستكينوا ولن يلينوا في مواجهة كل من يسعى لاحتلال وطنهم وتمزيق وحدة أرضهم وإنسانهم أو وأد ثورتهم وسيقاومون وينتصرون كما فعل أسلافهم مع كل الغزاة والمحتلين والمتآمرين على مر التاريخ.
كما سيظل المؤتمر يؤكد على مواقفه المتمسكة والمدافعة عن الثوابت الوطنية ممثلة بأهداف ومبادئ الثورة اليمنية "26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر و22 مايو" وتمسكه بالنظام الجمهوري والوحدة اليمنية والنهج الديمقراطي التعددي، وفي ذات الوقت ينبذ كل اشكال الغلو والتعصب والتطرف والإرهاب والنزعات المذهبية والمناطقية والانفصالية التي كانت وستظل هي المدخل والباب الرئيس الذي يدلف من خلاله أعداء اليمن ويستخدمونها لتمرير مخططاتهم ومؤامراتهم ضد اليمن وشعبه..
ونشيد في هذه المناسبة العظيمة بكل ما يسطره أبناء شعبنا اليمني في المناطق المحتلة من مقاومة كبيرة للمحتلين ومخططاتهم وسياساتهم بكل ما يستطيعون من أشكال المواجهة وخصوصاً في المحافظات المحتلة.
* نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام |