|
|
|
استطلاع/ عبدالرحمن الشيباني - فى حياة الشعوب ثمة الكثير من التحولات الكبرى، التى تصنع واقعا جديدا مغايرا يستند على اسس وطنية خالصة ،تلبي الطموحات وتتوافق مع التطلعات المشروعة من اجل الحرية والسيادة والاستقلال ، صحيح ان الثورات فى احيانٍ كثيرة تفرز بعض الانماط والسلوكيات المرهقة وتُشكل عبئاً، لكن الروح الوطنية الجامعة المتيقظة غالبا ما تتجاوزها، وهى نتيجة طبيعة لاجترار لحقبة من الارتهان واستلاب القرار، هدا النكوص والتراجع يبقى حالة مؤقتة تبدده رياح التغيير العاصفة، فالشعوب إذاً هى من تقوم بالثورات ومهد انطلاقها كاتبة بذلك التاريخ من جديد..
لاغرابة هنا ان يحتفل الشعب اليمنى قاطبة هذه الايام بالثورتين الخالدتين 26 سبتمبر و14أكتوبر. وهو تعبير منطقى وطبيعى لتجسيد حبهم وانتمائهم لوطنهم ، وتأتى هذه التعبيرات بطرق شتى ، حيث تعلو أصوات الأغاني الوطنيّة في الإذاعاتِ، وفى ومواقع التواصل الاجتماعي التى ما تنفك تضج وتتوهج بالاعلام ، وبالرغم من الوضع الاستثنائي الذى تمر به بلادنا الا ان اليمنيين مُصرون على تكون ثورتا سبتمبر واكتوبر حاضرتين متمسكين بالأهداف والمرامى النبيلة لكلتيهما وجعل هذا الشعور متوقد في نفوس الاجيال القادمة، ويأتي كل ذلك فى الوقت الذي يواجهه اليمنيون العدو نفسه تقريياً وبأدوات جديدة ليعيد التاريخ نفسه من جديد وتكشف الحرب والعدوان على اليمن كل يوم مدي التآمر والاستهداف ، وكيف ان اليمن مازالت وستظل فى قلب العاصفة ،طالما بقيت هناك أدوات رخيصة تتماهى مع مشاريع الخارج على حساب المشروع الوطني الجامع.
تلاحم وطني
علينا اليوم الاستجابة لنداء المستقبل وان يعي الجميع ان الاوطان لا تبنى الا بكل ابنائها فكما هب الجميع بالثورة في شمال الوطن وجنوبه وجسدوا لحمة وطنية خالدة فإن صمام أمان مفاعيلها وما أحدثته من تحولات كبرى سيبقى مرهوناً بمدى الإخلاص لثوابت واهداف سبتمبر واكتوبر التى يراها كل شرفاء الوطن خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها بأى حال من الأحوال.. يقرأ الكاتب السياسي حمود الشرفي ذلك فى معرض حديثه لـ"الميثاق" عن مستقبل ثورة سبتمبر واكتوبر وتعزيز اهدافها على ضوء مايجرى من أحداث مهمة فيقول "عندما نتحدث عن مستقبل ثورة سبتمبر وأكتوبر في ظل العدوان، نحن نتعامل مع سياق تحدٍ وصعوبات. ومع ذلك هناك عدة طرق يمكن من خلالها تعزيز أهداف الثورة اولها تعزيز الوحدة الوطنية من أجل تحقيق أهداف الثورة، يجب أن نعمل على تعزيز الوحدة الوطنية والتلاحم بين مختلف المكونات اليمنية ،هذا يشمل تجاوز الانقسامات الداخلية والتركيز على مصلحة الوطن.. لافتاً الى دعم الحل السياسي حيث يجب أن نعمل على تعزيز الجهود للوصول إلى حل سياسي للصراع الدائر حاليا .. هذا يتضمن التفاوض والحوار المستديم "بين الأطراف المعنية والعمل على إيجاد حل سلمي يلبي تطلعات الشعب اليمني.
عدالة وشراكة
ويشير الشرفى الى ما اسماه "تحقيق العدالة والشراكة ويراها انها تعزز أهداف الثورة، يجب أن نسعى جاهدين لتحقيق العدالة والشراكة والمساواة بعد بناء دولة مدنية يتشارك فيها جميع الأطياف اليمنية ويؤكد على أهمية الوعى الجمعى ونشر ثقافة الاعتزاز بالثورتين من خلال العملية التعليمية لغرسها وتأصيلها لدي النشء وايقاد الروح الوطنية وجعلها متقدة ويظيف الشرفى قائلا " لابد من إقامة وبناء نظام حكومي ديمقراطي يكفل حقوق الأفراد والمساواة في الفرص وأن تكون هناك جهود لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، وضمان سيادة القانون كما ان التنمية الاقتصادية والاجتماعية مسألتان مهمتان يجب التركيز على تعزيزهما من خلال تشجيع الاستثمار وخلق فرص العمل، وتوفير الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، وأن هذه بعض الأفكار التي يمكن أن تساعد في تعزيز أهداف الثورة وتحقيق التغيير المطلوب. .
تشويه الثورة
العميد جمال عوض الزامكي يرى " ان الحديث عن ثورتي 26سبتمتبر والـ14 من أكتوبر حديث ذو شجون مشيراً " إلى ان الثورات منذ ولادتها كانت عرضة للاستهداف والتآمر الخارجي عبر قوى عالمية وعربية معروفة واول استهداف تم للثورتين واهدافها هو الاعلان عن قيام دولة ونظام شطري في الجنوب اثناء اعلان الاستقلال وبهذا تم اسقاط اهم هدف من اهداف الثورتين وهو إعادة الوحدة التي لم تتحقق الا بعد خمسة وعشرين عاماً.. واردف الزامكى قائلا " لقد حاولت بعض قوى يمنية عميلة الانحراف بالثورة وحدثت صراعات بين ثوار تلك الثورات في صنعاء وفي الشطر الجنوبي استطاع المحتل البريطاني أن ينفذ سياسة فرق تسد واشعل صراعاً وحرباً اهلية بين جبهة التحرير والجبهة القوميه قبل الاستقلال ورحيل المحتل وحاول المندسين على الثورة تشويهها من خلال الاقصاءت والتصفيات وكان في تلك الفترة مستقبلها غير واضح واليوم في ظل العدوان والاحتلال والحصار السعو اماراتي والصهيو انجلو امريكي وفي ظل السقوط القيمي والاخلاقي للقيادات العميلة التي باعت الوطن والتي فرطت في الثوابت تلك القيادات التي كانت ومازالت مطية رخيصه للعدو المحتل الطامع "اليوم يظهر بوضوح الانقلاب على تلك الثورات في المحافظات المحتلة: والعدوان والاحتلال والعملاء هم الخطر الذي يهدد وجود وبقاء تلك الثورات وهذا اهم اسباب العدوان على اليمن، الحديث عن مستقبل ثورة 26سبتمبر و14اكتوبر في ظل واقع العدوان والاحتلال ومستقبل تلك الثورتين وبالذات في المحافظات اليمنية المحتلة الذي يسيطر عليها تحالف العدوان والعملاء غير واضح ونوايا الاعداء المحتلين وادواتهم قد ظهرت وقد تم استهداف تلك الثورات واهدافها بعدة محاولات تحت عدد من العناوين يؤكد العميد الزامكي" ان لا خوف على مستقبل ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر في المحافظات اليمنية الحرة التي هي تحت سيادة المجلس السياسي الاعلى والشعب وقواته المسلحة فأعتقد ان المستقبل واضح وقد تم تأمين مستقبل تلك الثورات من خلال ثورة التحرير الشاملة ثورة الـ21 من سبتمبر ويضيف " ان الحرية والاستقلال واستعادة السيادة اليمنية ورحيل جيوش الاحتلال العربي والاجنبي وتحرير وتطهير كل شبر من دنس المحتلين هي ما تعمله كل الثورات من مقاومة الوصاية واستقلال القرار الوطني ولعل ما نشاهده الآن من خلال صمود واستبسال الجيش والشعب طيلة ثمانية اعوام خير دليل على ذلك.
مشروع استعمارى
ويعتبر الزامكي" ان الاستقلال الذي تم في30نوفمبر برحيل المحتل البريطاني يتم الالتفاف علية من خلال عودة الاحتلال وتسهيل من عملائه" مشيراً الى ان "الهوية اليمنية التي حمتها ثورة اكتوبر التي اسقطت مشروع الاحتلال المسمى بالجنوب العربي تحاول العودة من جديد والتي وصفها بالمشروع الخياني واضاف ان رفع شعار الجنوب العربي وهو مصطلح استعمارى يعاود من جديد ولكنه لن يكتب له النجاح طال الزمن ام قصر..
بلورة الأهداف
ويستطرد العميد الزامكي بالقول: من اجل تعزيز واستمرارية وتحقيق اهداف الثورتين علينا توحيد الصف الوطني وتماسك الجبهة الداخلية لكي نستعيد حريتنا وسيادتنا وقرارنا على ارضنا وصولاً نحو الهدف الاسمى وهو بناء اليمن الكبير..
واختتم الزامكي حديثة لـ"الميثاق": اذا كان لابد لنا من التخلص من الوضع القائم ؟ فيجب ان تتحد المواقف والمفاهيم والتصورات وبلورتهما من أجل الوصول الى اهدافنا في التحرير والاستقلال ورحيل المحتل ورفض الوصاية والتبعية وان لانفرق بين محطات تاريخ نضال وانتصارات شعبنا والاصطفاف حول ثورة26سبتمبرو14اكتوبر ونعلي من شأنهما فهي جميعها ثورات شعب وكانت ومازالت وستظل جميع تلك الثورات همزة الوصل وتعزيز الانتماء للوطن والثوابت وهي تأكيد لواحدية النضال والهوية والوطن والدم والمصير..
ُُحُقبة مظلمة
الاستاذ / الصحفى يحيى العراسي يرى ان ثورة 26 سبتمبر ثورة انقاذ وحق وانصاف وضروره حتمية نعم ثورة 26 سبتمبر 1962م كانت ثورة انقاذ حقيقي وضرورة حتمية من اجل شعب كاد ان يذوب ويختفي من وجه الارض تحت وطأة نظام حكم جائر فرض الجهل والفقر والمرض ونشر الأمراض والأوبئة والآفات ماظهر منها وما بطن "وليت اقتصر على ذلك بل وفوق ذلك مجاعات وشعب حافي وعاري وبلد مغلق على مصراعيه لا يرى ولا يلمس ولا يشاهد التطورات والتفاعلات الحداثية من حوله.
وميض ثورى
ويرى العراسى فى هذا الصدد "إن ثمة ميلاداً قد انبلج واستعاد فيه اليمنيين مجدهم حيث يقول "بعد قيام ثورة الـ 26من سبتمبر مباشرة انبلج ميلاد جديد وتاريخ مجيد استعاد الشعب اليمني كله شماله وجنوبه وشرقه وغربه الحياة الجديدة التي وهبته الثورة الخالدة وهب جميع الاحرار الثوار من الجنوب والشمال للدفاع عن الثورة والنظام الجمهوري بقوه واقتدار وبطولة منقطعة النظير وصدوا وهزموا جحافل اعداء الثورة والتقدم والتحرر وذلك ماكان ينتظره ويكافح من اجله الجنوب اليمني المحتل وفي المقدمه ثوار الرابع عشر من اكتوبر المجيدة الذي كان الكثير منهم يتصدرون جبهات الدفاع عن ثورة سبتمبر في مختلف المواقع الدفاعيه المطلوبة.
وبذلك كانت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المقدمة الكبرى والممهد الاساس لانطلاق ثورة الرابع عشر من اكتوبر بعد عام واحد من قيامها " العراسى قال ان ذلك شكل أرضية.قوية للانطلاق في حرب التحرير المجيدة لدحر المستعمر البغيض حيث كانت تعز وإب والبيضاء وغيرها مراكز ومواقع للانطلاق في حرب التحرير.
أهداف عظيمة
ولفت العراسي الى ان " الثورة والنظام الجمهوري واجها اعداء كثراً من اعداء التقدم والتطور والتحرر وكان الكفاح من اجل ذلك مريرا والجهد مضنياً وعظيماً في سبيل ترسيخ الثورة والنظام الجمهوري والاهداف التحررية اليوم يجب علينا ان تكون التربيه الوطنية ومعرفة عطاء الثورة وعظمتها واهدافها العظيمة والتحرر من ربق الظلم الذي جثم على شعبنا قرونا طويله لزاماً ان تعرفة الاجيال ..
واختتم الاستاذ العراسي موكداً " ان ثورة 26 من سبتمبر.. وما حققتة يفوق الخيال على مختلف الصعد والتطورات النهضوية واختصار المسافات الفارقة قياسا على ما كان عليه الحال ابان ما قبل الثورة وامكن التغلب على صعوبات جمة في طريق القضاء على مخلفات الإمامة والاستعمار انتصار الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر واكتمال ذلك الانتصار العظيم بقيام الوحده اليمنية في 22 من مايو المجيد عام 90 واعلان الجمهورية اليمنية الجديدة..
إسناد ودعم
الكاتب السياسى فواد حسين بدورة يرى ان قيام ثورة26 سبتمبر1962م في في شمال اليمن بالاطاحة بالحكم الامامي واعلان قيام الجمهورية العربية اليمنية واعلان أهداف الثورة السبتمبرية السته مهدت الطريق لقيام ثورة 14 أكتوبر في جنوب اليمن والتي انطلقت شرارتها من اعلى قمم جبال ردفان الشماء.. مشيراًِ الى" ان ذلك جاء بدعم وإسناد الجمهورية العربية اليمنية (اَنذاك) لخلاص جزء من الوطن من الاحتلال البريطاني الذي احتل الجنوب لـ128عاماًِ واعلان الكفاح المسلح بعد استشهاد قائد انطلاقة الثورة راجح غالب لبوزة.. واكد حسين على واحدية الثورة اليمنية ومصير الشعب اليمني في وحدته بالتلاحم الشعبي للدفاع عن ثورة سبتمبر بانخراظ ابناء الجنوب في هبة شعبية للدفاع عن ثورة سبتمبر وملحمه الدفاع في حصار السبعين يوما وانتصار الثورة.
ذاكرة الأجيال
واشار حسين إلى انخراط ابناء الشمال في القتال والكفاح المسلح ضد الجنود البريطانيين في جنوب الوطن وتقديم التضحيات واستشهاد خيرة الشباب وفي مقدمتهم الشهيد عبود الشرعبي الذي سطر ملاحم بطولية ضد قوات الاحتلال البريطاني ان ثورتي أكتوبر وسبتمبر الخالدتين ستظلان في ذاكرة الأجيال جيلاً بعد جيل ولن تمحي من الذاكرة كمرجعية لكل السنوات السابقة واللاحقة في التخلص من الاستبداد وحكم الامامة والاستعباد والاستعمار والاحتلال ومنطلق باهدافه نحو آفاق المستقبل ومجسداً لوحدة الشعب اليمني على اساس الحرية والاستقلال والمواطنة المتساوية ونفض الغبار عن كاهل الثورتين نتيجة العدوان ومحاولات تقسيم الوطن وتفتيته وشراء الذمم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|