أحمد الزبيري - الجرائم التي يرتكبها الغزاة والمحتلون ومرتزقتهم لا تُحصى، وما يطفو على السطح أقل القليل منها وهذا كافٍ لإدراك أن من يشنون علينا العدوان يريدون اخضاع هذا الشعب وسلبه ليس فقط أرضه وثرواته بل شرفه وكرامته وضمير أبنائه.
قتل واغتيالات اغتصابات واختطافات للنساء ونشر المخدرات والرذيلة متى ما تمكنوا من ذلك، بطبيعة الحال الحديث يدور بشكل أساسي عن المحافظات الواقعة تحت الاحتلال ولا فرق بينها إلا في بعض التفاصيل، وربما إذا استثنينا محافظة المهرة لأن أبناءها وصفوا منذ البداية ما يتعرض له اليمن بأنه عدوان وأن ما تتعرض له المحافظات الجنوبية والشرقية احتلال وواجهوه بمجرد أن تجسدت نوايا الغزاة على أرض هذه المحافظة، ومع ذلك لا نستطيع الجزم أنه ليس هناك جرائم في هذه المحافظة.
ما حصل في المكلا ليلة الثلاثاء الماضي من اقتحام للمنازل وبشكل همجي وإرهابي لم يكن ليحظى بردة الفعل تجاهه لولا نشر مشاهد موثقة لذلك الاقتحام في أحد المنازل حيث إن المقتحمين التابعين لدويلة الإمارات من المرتزقة لم يتركوا لأهل ذلك المنزل فرصة حتى لارتداء ملابسهم كما وضحت المشاهد، كما أن صراخ الأطفال والنساء بذلك الشكل لم يثر حتى بعضاً من التعاطف من قبل أولئك الوحوش البشرية الذين ليس لهم أي صلة بالآدمية وحتى إذا شبهناهم بالحيوانات المتوحشة نكون قد استنقصنا من سلوك هذه الحيوانات التي لا تعتدي إلا وفقاً لحالتها الغريزية وهو الشعور بالجوع أو الخوف.. إنهم حقاً كائنات شيطانية، وجد الغزاة المحتلين فيهم أداةً رخيصة وطيعة لتحقيق مآربهم التي لن تتحقق حتى وإن استكان الناس في هذه المحافظات لما يتعرضون له لبعض الوقت، هؤلاء المرتزقة ممكن أن يكونوا قتلة ومغتصبين وإرهابيين لتحقيق مآرب الأمريكي والبريطاني والسعودي والإماراتي.
منذُ بداية العدوان شهدت المحافظات المحتلة الكثير من الجرائم وفي البداية تعاقدت الإمارات والسعودية مع مرتزقة لكنها عدلت عن هذه الفكرة بعد أن وجدت ممن يُحسبون على اليمن جنوبه وشماله أكثر استعداداً لإخضاع أبناء جلدتهم للغزاة والمحتلين، ولا نعتقد أن أحداً يشك في الجرائم التي اُرتكبت في السجون التي استحدثتها الإمارات والسعودية من أعمال التعذيب والانتهاكات التي تمس الشرف ولا فرق بين النساء والرجال وخاصةً في عدن.
الإجرام والشرور والسقوط القيمي والأخلاقي يتجسد في كل مكان تحل فيه أمريكا وحلفاؤها الغربيون وأدواتها الإقليمية، وما تعرض له العراق وأفغانستان ليس ببعيد، لكن على الاقل في أبو غريب شاهدنا من يقوم بتلك الأعمال المنحطة وبفضل ويكيليكس جوليان أسانج ظهرت تلك المشاهد للعالم وجنود ومجندات أمريكيات يسومون العراقيين شتى أنواع العذاب والإذلال والمهانة، أما في اليمن من قام بهذه الأعمال هم يمنيون وهنا تكمن الكارثة.
المطلوب بعد تسع سنوات من هذا العدوان أن يكون لأبناء اليمن وخاصةً في المحافظات المحتلة والتي تجري فيها كل هذه الجرائم والانتهاكات موقف ديني وقيمي وأخلاقي مما يجري ولا يمكن تبرير سلبيتهم وقبولهم بهذا الاذلال والمهانة، كما أن من واجهوا الغزاة والمحتلين منذُ البداية تقع عليهم مسؤولية أكبر في هذا الاتجاه، والمشاورات والمفاوضات بحثاً عن سلام مع أولئك المجرمين وَهْمٌ لأنهم لا يفهمون إلا لغة القوة ولم يتركوا لنا خياراً غير ذلك، والأهون أن نكون تحت الأرض بهامات مرفوعة خيراً من حياة ذليلة في ظل أولئك البغاة الطغاة المنحطين مسلوبي الشرف والكرامة. |