موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الخميس, 26-أكتوبر-2023
إبراهيم‮ ‬ناصر‮ ‬الجرفي‮ ‬‬‬‬ -
من الطبيعي جداًِ مشاهدة تفاعل وتعاطف وغليان الجماهير العربية والإسلامية الكبير جداً ضد ما تقوم به إسرائيل من هجوم عسكري عنيف وشرس وغير مسبوق ضد أبناء غزة ، كرد فعل انتقامي على الهجوم العسكري الذي قامت به حماس داخل المستوطنات الاسرائيلية في غلاف غزة ، والذي بموجبه حصلت إسرائيل على ضوء أخضر امريكي غربي للقضاء على حركة حماس السلطة الحاكمة في قطاع غزة ، وما حدث الأبوع الماضي من جريمة مروعة بقصف مستشفى المعمداني في غزة والذي ذهب ضحيته مئات الشهداء والجرحى من المدنيين والأطفال والنساء ، قد رفع حالة التفاعل والتعاطف والغليان الجماهيري العربي والإسلامي لمستوى الغضب العارم ، دفعها للخروج إلى الشوارع للمشاركة في مسيرات ومظاهرات كبيرة عنوانها الغضب والدعوة إلى التدخل العسكري المباشر لحماية أبناء غزة والانتقام من اسرائيل بسبب قصفها لساحة المستشفى ، وهو ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى نفي علاقته بذلك القصف وتوجيه الاتهام لحركة الجهاد الإسلامي ، مدعياً أن لديه الأدلة التكنولوجية التي تثبت ذلك ، لأن إسرائيل قد شعرت بحساسية الموقف وهول الجريمة التي حدثت ، ولا يزال المراقبون في انتظار تلك الأدلة والاثباتات حسب زعم الجيش الاسرائيلي‮ ..! ‬‬
وبالعودة لحالة التفاعل والتعاطف الجماهيري العربي والاسلامي الكبير مع الشعب الفلسطيني ، فالأمر ليس بالجديد فهذا هو حال هذه الجماهير منذ احتلال اسرائيل لفلسطين في عام 1948م ، فهي لا تنفك تعبّر عن تفاعلها وتضامنها مع الشعب الفلسطيني بكل الطرق والوسائل المتاحة ، سواء بالمسيرات التضامنية أو المظاهرات الاحتجاجية المنددة بالاحتلال الاسرائيلي ، أو بالتبرعات المالية والعينية ، أو بإعلان استعدادها للمشاركة في القتال إلى جانب الشعب الفلسطيني إذا ما أُتيحت لها الفرصة ، ولن أبالغ إذا قلت بأن هذه الجماهير تتحرك بصدق في هذا الاتجاه بداعي الدين والأخوة والنخوة والعاطفة والألم والغضب ، كل ذلك التفاعل رغم ما يعانيه الكثير من هذه الجماهير من ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية قاسية داخل أوطانها وتحت سلطاتها الحاكمة ، ولن أبالغ إذا قلت بأن الكثير من هذه الجماهير في بعض الدول العربية‮ ‬والاسلامية‮ ‬يعيشون‮ ‬ظروفاً‮ ‬أقسى‮ ‬وأصعب‮ ‬من‮ ‬ظروف‮ ‬الشعب‮ ‬الفلسطيني‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬المستويات‮ .. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
طبعاً هناك تعارض بين موقف الجماهير العربية والاسلامية وبين مواقف الأنظمة السياسية العربية والاسلامية ، فالجماهير تتحرك بدافع العاطفة والغضب والموقف ، بينما الأنظمة تتحرك وفق حسابات سياسية يفرضها عليها الواقع السياسي الدولي ، فقد تفرضها عليها نوعية النظام الدولي القائم الداعم بكل قوة لإسرائيل ، وقد يفرضها عليها ميزان القوى الدولية المؤثرة والمسيطرة على الساحة الدولية ، وقد يفرضها عليها وضعها الاقتصادي والمعيشي والتنموي الصعب ، وقد تفرضها عليها قدراتها العسكرية والتسليحية المحدودة مقارنة بالتفوق العسكري والتكنولوجي الكبير لمصلحة إسرائيل وحلفائها الغربيين ، وقد يفرضها عليها قلقها من قوى المعارضة الداخلية التي تتربص بها وتنتظر الفرصة المناسبة للاتقضاض عليها ، وقد تفرضها تلك الضغوط الدولية من القوى العظمى المهيمنة على العالم ، والكثير الكثير من الحسابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والتكنولوجية ، التي تفرض نفسها على الأنظمة السياسية كأمر واقع ، والتي تجعلها تتخذ مواقف لا تتوافق مع قناعاتها ومبادئها وثوابتها ولا تتوافق مع مواقف جماهير شعوبها ، فمن هو في موقع السلطة والمسئولية تختلف مواقفه عمن هو خارجها ، فكم شاهدنا من أحزاب وجماعات سياسية عربية معارضة كانت خلال معارضتها ترفع سقف اهدافها ومواقفها وشعاراتها ، وبمجرد وصولها إلى موقع السلطة والمسئولية سرعان ما خفضت ذلك السقف ، ليتماهى مع سقف مواقف السلطات الحاكمة السابقة ، التي كانت تنتقدها سابقاً وتصفها بمواقف‮ ‬الذل‮ ‬والهوان‮ ‬والضعف‮ ‬والخزي‮ ‬والعار‮ ‬،‮ ‬نعم‮ ‬الوضع‮ ‬يختلف‮ ‬بين‮ ‬من‮ ‬هو‮ ‬في‮ ‬موقع‮ ‬السلطة‮ ‬والمسئولية‮ ‬وبين‮ ‬من‮ ‬هو‮ ‬خارج‮ ‬السلطة‮ ‬والمسئولية‮.. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وأنا هنا لا أبرر مواقف الأنظمة السياسية العربية والاسلامية التي لا تتجاوب مع طموحات وتطلعات شعوبها تجاه القضية الفلسطينية ، لكنني أتحدث عن الموضوع بواقعية سياسية بعيداً عن العواطف والانفعالات الشعبية ، ناهيك عن حالة التعارض والخلاف السائدة بين الانظمة السياسية العربية والاسلامية ، نتيجة انقسامها ضد بعضها ، وهو ما يساهم في إضعاف مواقفها تجاه كل القضايا ، بل إن حالة الإنقسام قد وصلت ذروتها في الفترة الأخيرة ، خصوصاً بعد ظهور محور المقاومة بقيادة النظام الايراني ، والذي يجعل من تحرير فلسطين والموت لليهود شعاراً له ، والذي مكنه من التدخل في شئون العديد من الدول العربية ، وصولاً إلى دعمه لحركات المقاومة داخل فلسطين كالجهاد الاسلامي وحماس ، والتي باتت جميعها تتلقى التوجيهات المباشرة من طهران ، وهو ما دفع العديد من السياسيين العرب والغربيين والدوليين إلى القول بأن ما قامت به حماس من هجوم عسكري على مستوطنات غلاف غزة هو بإيعاز وتخطيط من طهران ، وعلى طهران بصفتها قائدة محور المقاومة أن تقوم بواجبها الاخلاقي تجاه حركة حماس وقطاع غزة ، عن طريق إيقاف الهجوم الاسرائيلي بأي طريقة كانت ، ما يجعل الكرة اليوم في ملعب محور المقاومة بقيادة النظام الايراني ، والذي يتعرض اليوم لضغوط سياسية وجماهيرية كبيرة ، تطالب منه موقفاً قوياً وحازماً تجاه اسرائيل ، فهل ستفي قيادات محور المقاومة بالتزاماتها وشعاراتها تجاه فلسطين ، أم أن حسابات السياسة سوف تحول دون ذلك ، وتتوقف مواقفها عند الدعوات‮ ‬للمظاهرات‮ ‬والمسيرات‮ ‬المنددة‮ ‬بإسرائيل‮ ‬وفي‮ ‬أحسن‮ ‬الأحوال‮ ‬التبرع‮ ‬المادي للشعب‮ ‬الفلسطيني‮.. ‬الساعات‮ ‬القادمة‮ ‬كفيلة‮ ‬بتوضيح‮ ‬المشهد‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬المستويات‮ ..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)