موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الخميس, 26-أكتوبر-2023
‬طه‮ ‬العامري‮ -
من‮ ‬يراهن‮ ‬على‮ ‬دور‮ ‬أمريكي‮ ‬لتحقيق‮ ‬سلام‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ ‬واهم‮ ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
رد‮ ‬الفعل‮ ‬الأمريكي‮ ‬والأوروبي‮ ‬والدولي‮ ‬عكس‮ ‬حقيقة‮ ‬الانهيار‮ ‬الأخلاقي‮ ‬والقيمي‮ ‬للمجتمع‮ ‬الدولي‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
أسطورة‮ ‬الجيش‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يُقهر‮ ‬مجرد‮ ‬كذبة‬‬‬‬‬‬

المقاومة‮ ‬تصرفت‮ ‬بمسؤولية‮ ‬مع‮ ‬سكان‮ ‬المستوطنات‮ ‬بعكس‮ ‬ما‮ ‬روَّج‮ ‬له‮ ‬الرئيس‮ ‬الأمريكي‮ ‬من‮ ‬أكاذيب‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
معركة‮ ‬طوفان‮ ‬الأقصى‮ ‬قد‮ ‬تكون‮ ‬الفاصلة‮ ‬في‮ ‬مسار‮ ‬النضال‮ ‬العربي‮ ‬الفلسطيني‮ ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
أمة بلا فلسطين حرة مستقلة، هي أمة بلا كرامة .. فلسطين هي عنوان كرامة الأمة وهويتها وأيقونة حريتها، إذ لا كرامة للأمة، ولا سيادة، ولا حرية، ولا استقلال ولا تقدم، ولا تنمية، ولا تطور، بدون حرية واستقلال فلسطين، وبدون إنهاء الاحتلال وقيام الدولة العربية الفلسطينية‮ ‬على‮ ‬كامل‮ ‬التراب‮ ‬الوطني‮ ‬الفلسطيني‮. ‬‬‬‬‬‬‬
واهم كل حاكم عربي، وكل نظام عربي، أن بإمكانه التغاضي عما يجري في فلسطين من جرائم صهيونية تُرتكب برعاية أمريكية، فأمريكا هي بالمناسبة العدو الأول لفلسطين الأرض والإنسان والحقوق والقضية، وأمريكا هي المسؤولة الأولى عن المجازر التي تُرتكب بحق الشعب العربي في فلسطين،‮ ‬وهي‮ ‬المسؤولة‮ ‬عن‮ ‬تعطيل‮ ‬كل‮ ‬المبادرات‮ ‬بما‮ ‬فيها‮ ‬تلك‮ ‬التي‮ ‬أطلقت‮ ‬بناء‮ ‬على‮ ‬رغبتها‮ ‬وبموافقتها،‮ ‬وهي‮ ‬المسؤولة‮ ‬عن‮ ‬إفشال‮ ‬كل‮ ‬مبادرات‮ ‬ومؤتمرات‮ ‬السلام‮ ‬من‮ ‬مدريد‮ ‬إلى‮ ‬أوسلو‮ ‬الى‮ ‬كامب‮ ‬ديفيد‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
إن الكيان الصهيوني ليس سوى أداة بيد أمريكا ومعسكر يحمي مصالحها، وهو لا يختلف عن أي حاملة طائرة أمريكية تجوب بحار العرب ومحيطاتهم، والفرق فقط أن هذا الكيان هو عبارة عن حاملة طائرات ثابتة..
أن‮ ‬من‮ ‬يراهن‮ ‬على‮ ‬دور‮ ‬أمريكي‮ ‬لتحقيق‮ ‬سلام‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ ‬هو‮ ‬واهم‮ ‬وغبي‮ ‬بل‮ ‬وأغبى‮ ‬من‮ ‬أولئك‮ ‬الذين‮ ‬أبرموا‮ ‬اتفاقيات‮ (‬تطبيع‮) ‬مع‮ ‬العدو‮ ‬برعاية‮ ‬أمريكية‮ ‬بذريعة‮ (‬مصلحة‮ ‬القضية‮ ‬الفلسطينية‮).‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
إننا أمام عدو جبان، عدو ذليل، عدو مهزوم، عدو يعاني أزمة وجودية، لأنه ببساطة لا هوية له، ولا قيم أو أخلاقيات تجمع مكوناته ولا ثقافة اجتماعية تزرع في مفاصله روابط الهوية، والسبب أن كل أفراده هم مجموعة لقطاء جُلبوا من مختلف أصقاع الأرض ليستوطنوا أرضاً ليست أرضهم،‮ ‬وفي‮ ‬منطقة‮ ‬لا‮ ‬تناسبهم‮ ‬ولا‮ ‬يمكنهم‮ ‬العيش‮ ‬فيها‮ ‬لأن‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬فيها‮ ‬يرفض‮ ‬وجودهم،‮ ‬بما‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬الهواء‮ ‬والتراب‮ ‬والاشجار‮ ‬والاحجار‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
عدو مجرم مجرد من كل القيم والأخلاقيات الحضارية والإنسانية، عدو بلا دين وبلا أخلاقيات دينية، وهو لا يحترم أي قانون، ولا يعترف بأي قوانين أرضية كانت أو سماوية، دولية كانت أو إقليمية ، لأن اعتراف هذا العدو بأي قانون يعني تسليمه بحقيقة عدم شرعيته..!!
عدو عاجز عن خوض حرب كلاسيكية تقليدية، لكنه يجيد استعراض القوة وارتكاب المجازر بحق النساء والاطفال والشيوخ والمدنيين العزل، ويجيد هدم المنازل والأحياء على رؤوس سكانها ولكنه يهرب كالفئران أمام أبطال المقاومة المسلحين بأسلحة بدائية، وشاهد العالم بأسره كيف استطاعت مجموعة من المقاومين الأبطال أن ترعب أفراد جيش العدو المدججين بالاسلحة الحديثة، رأينا كيف تم اخراج طواقم (الميركافا) من داخلها مذعورين علي يد المقاومين الذين سلاحهم مجرد بندقية كلاشينكوف وقاذفة بي 7، وهي أسلحة بدائية مقارنة بما لدى جنود الاحتلال ومرتزقتهم‮ ‬الوافدين‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬دول‮ ‬أوروبا‮..‬؟‮! ‬‬‬‬‬‬‬‬
إن رد الفعل الصهيوني والأمريكي والأوروبي والدولي على أحداث فلسطين فعل يعكس ويجسد حقيقة الانهيار الاخلاقي والقيمي الذي وصلت إليه المنظومة السياسية الدولية وعلى رأسها أمريكا التي ترى أن جرائم حليفتها بحق الشعب الاعزل يندرج في سياق (حق الدفاع عن النفس)..
وخلف الموقف الامريكي تأتي المواقف الغربية بتأكيد أن ما تقوم به العصابات الصهيونية يندرج في نطاق (حق الدفاع عن النفس)، وهذا الحق الذي يمارس في فلسطين لا يأتي إلا من قوى جبانة، بلا أخلاق، وبلا قيم، قوى منحطة، تجيد فن إبادة الاطفال والنساء، هذا العدو الذي يطالب‮ ‬نصف‮ ‬سكان‮ ‬القطاع‮ ‬بالهجرة‮ ‬من‮ ‬الشمال‮ ‬للجنوب‮ ‬ثم‮ ‬يقوم‮ ‬بقصف‮ ‬النازحين‮ ‬الذين‮ ‬استجابوا‮ ‬لطلبه‮..!! ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
هل هناك أحقر من هذا الموقف؟ ثم تأتي رحلات وزير خارجية أمريكا لدول المنطقة مهدداً ومتوعداً من مغبة تقديم أي دعم إنساني لأبناء الشعب العربي في فلسطين الذين وصفهم قادة العدو بأنهم مجرد (حيوانات بشرية) مع أن من وصفهم بهذا الوصف هو ذاته مجرد (خنزير بري متوحش) لا‮ ‬يستحق‮ ‬أن‮ ‬ينتمي‮ ‬للبشرية‮.. ‬‬‬‬‬‬
إن فرض الحصار علي شعب بكامله وقطع كل مقومات الحياة عنه من مياه وكهرباء، وغذاء، وأدوية، وأجهزة اسعاف، وحتى النت والهاتف، حصار أدانته كل المنظمات الحقوقية الدولية - ظاهرياً ولا نعرف حقيقة دوافعها - لكنا سنأخذ بإدانتها، ومع ذلك لم يستجب لها ولم يؤخذ بإدانتها، بل ذهبت عصابة العدو إلى المطالبة بإفراغ المستشفيات والمرافق الصحية وهذه لوحدها ظاهرة لم يسبق أن فعلها عتاولة الاجرام في التاريخ، حتى (النازية) لم تفعلها وكل ما قيل عن جرائم النازية مجرد أكاذيب افتعلتها الصهيونية الدولية لتبرر بها ابتزاز العالم..
إن العصابات الصهيونية تمارس من الجرائم التي يخجل منها ويدينها كل طغاة التاريخ إن كان هناك طغاة أسوأ من هذه العصابة المحتلة لفلسطين والمدعومة أمريكيا، وأمريكاً لا تقل طغياناً عن تلاميذها وهي التي قامت على أجساد سكان البلاد الأصليين، وهي من ألقت قنابلها النووية على شعب اليابان وهي من اخترعت كل الأمراض التي أبادت بها ملايين البشر حول العالم، أمريكا التي ارتكبت أبشع المجازر في فيتنام واليابان وفي دول آسيا وليس آخر جرائمها في أفغانستان والعراق وسورية واليمن والصومال، وبالتالي هي ترى أن ما يجري بحق شعبنا في فلسطين‮ ‬يندرج‮ ‬في‮ ‬سياق‮ (‬حق‮ ‬الدفاع‮ ‬عن‮ ‬النفس‮) .!! ‬‬‬‬‬‬‬‬‬
أمريكا التي أرعبها منظر جنود وضباط ربيبتها وهم كالفئران مذعورون مرعوبون من أبطال المقاومة الذين ساقوهم كالنعاج أمامهم في منظر دفع واشنطن لتحريك أساطيلها وحاملات طائراتها، وحركت جسراً جوياً حملت على متنه أخطر الاسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً، وسلمتها لمجرميها الصهاينة كي يبيدوا بها أطفال ونساء وشيوخ فلسطين، ومثلها فعلت بريطانيا، تزامن هذا التحرك بتحرك سياسي واتصالات وتهديدات وتحذيرات، مطلقين العنان لآلة الموت الصهيونية لهدم البيوت على رؤوس سكانها فيما حكام أنظمة الذل يبحثون عن ممرات إنسانية ويتحدثون عن قانون دولي إنساني ليس له وجود إلا في قواميس أنظمة الذل والارتهان عرباً كانوا أو مسلمين، مع أني لا ألوم الانظمة الإسلامية على مواقفها، لكن اللوم كل اللوم يقع على الأنظمة العربية المطبعة منها وغير المطبعة التي يفترض أن ترتقي لمستوى أخلاقي وإنساني في مواقفها وأن لا تبدو بهذا الذل والارتهان والعجز الذي سيرتد يوماً عليها، خاصة والعالم بأسره بما فيه الأمم المتحدة التي عجزت عن فرض قراراتها التي أصدرتها من أجل هذه القضية العادلة، ولكن للاسف وعلى مدى 75عاماً عجزت هذه المنظمة الدولية عن تنفيذ ما صدر عنها لأن أمريكا والغرب رافضون تطبيق تلك القرارات، بل إن أمريكا تنكرت عن التزاماتها الدولية وعن اتفاقيات أبرمتها ثم تنكرت لها، فيما بعض أنظمة الذل العربي يقدسون اتفاقات أبرموها مع العدو أكثر من تقديسهم للقرآن الكريم..!
بيد أن هرولة (بلينكن) وزير خارجية أمريكا للمنطقة برفقة وزير الدفاع الامريكي، وهرولة عدد من المسؤولين الأوروبيين للكيان، بعد الصدمة التي أرعبتهم وهم يشاهدون حراسهم المتقدمين وحماة مصالحهم وهم مذعورون يتخبطون كالفئران، بل أن يشاهد العالم قائد دبابة (الميركافا) وهو يبكي وأحد أبطال المقاومة يسحبه من داخل برج الدبابة، صورة تكفي ليعرف العالم حقيقة أن أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، هي مجرد كذبة والحقيقة أن هذا الجيش هو أجبن وأنذل وأحقر جيش عرفته البشرية، فالجيش الذي يقتل النساء والاطفال والمدنيين العزل ويحاصرهم، والجيش الذي يطالب بإغلاق المستشفيات والمراكز الصحية، والجيش الذي يقطع الكهرباء والمياه، والغذاء والدواء عن ملايين من البشر وإن كانوا أعداءه، جيش كهذا جريمة أن يُنسب للجيوش، بل هو مجموعة من القتلة والمرتزقة ومحترفي الاجرام بدليل رد فعله على الأرض وهو رد فعل لا يأتي من جيش كلاسيكي محترف، بل من عصابة إجرامية، مع أن المقاومة تصرفت بمسؤولية عالية مع سكان المستوطنات بعكس ما قاله الرئيس الامريكي وما سرد من أكاذيب تدل على أن الرعب الذي عاشته عصابة الاحتلال بلغ البيت الأبيض وأصاب الرجل الأول فيه الذي تحدث عن ذبح أطفال‮ ‬وتقطيع‮ ‬رؤوس‮ ‬وكان‮ ‬حديثه‮ ‬بمثابة‮ ‬إيحاء‮ ‬لعصابته‮ ‬في‮ ‬جيش‮ ‬الاحتلال‮ ‬بهدم‮ ‬قطاع‮ ‬غزة‮ ‬على‮ ‬رؤوس‮ ‬ساكنيه‮ ‬طالما‮ ‬عجز‮ ‬هذا‮ ‬الجيش‮ ‬الوصول‮ ‬للمقاومة‮.!! ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
هنا يجب إعادة النظر في آلية الصراع والمواجهة مع العدو، ويجب أن نقف ملياً أمام تداعيات معركة (طوفان الأقصى) والتعامل مع مخرجاتها ومساراتها وفق قواعد جديدة مستوحاة من السلوك الامريكي - الغربي ورد الفعل الصهيوني، بعد أن بدا واضحاً أن الكيان بدون أمريكا والغرب‮ ‬زائل‮..‬‬‬
بمعنى أن عدو فلسطين والأمة ليس الكيان بل أمريكا والغرب، ويجب مواجهة أمريكا والغرب وضرب مصالحهم في المنطقة، وهذا هو الطريق الصحيح إذا أردنا تحرير فلسطين وتحرير الامة من هيمنة أمريكا واستعمارها..
إن الأمة تعيش اليوم تحت رحمة الاستعمار الأمريكي الأكثر قبحاً وبشاعة، إنه استعمار غير مسبوق وغير معهود خاصة وهو يأتي في لحظة تاريخية نتوهم أو يتوهم بعض أبناء الأمة أنهم يعيشون في كنف الحرية والاستقلال والتنمية وأنهم مستقلون وبرعاية أنظمة يتربع عليها أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، وأن أنظمة الخليج وشيوخها تعيش في حالة تنمية وتطور واستقرار وأنهم أصبحوا يحتلون مكانة دولية مرموقة، ونرى تنافس حكام وأنظمة الخليج على خوض معترك التنافس الجيوسياسي داخل الجغرافية العربية، زاعمين أنهم شركاء موثوقون لدى المحاور الدولية، والحقيقة أن كل هذه الأنظمة ليست أكثر من مجرد (سماسرة) توظفهم أمريكا وبعض المحاور الغربية لتأدية أدوار بذاتها، أدوار تدمر كل إمكانات الأمة وقدراتها ومقوماتها وحقوقها، وإلا ماذا يعني أن توافق هذه الأنظمة على القيام بدورها في إطلاق أسرى الصهاينة لدى المقاومة‮ ‬ولم‮ ‬يسبق‮ ‬لها‮ ‬أن‮ ‬تحدثت‮ ‬عن‮ ‬آلاف‮ ‬الأسرى‮ ‬في‮ ‬سجون‮ ‬الاحتلال‮ ‬بمن‮ ‬فيهم‮ ‬النساء‮ ‬والأطفال‮..‬؟‮! ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
أعرف أن هذه الأنظمة أعجز وأجبن من تسجيل موقف عروبي تجاه ما يحدث من مجازر في فلسطين وبحق شعبها، حتى من باب التهديد وحسب، وأعرف أن هناك أنظمة عربية وإسلامية للأسف تمارس منذ انطلاق معركة (طوفان الأقصى) ضغوطات على السلطة الوطنية الفلسطينية وعلى فصائل المقاومة، وهي ضغوطات كبيرة وقاسية لصالح الكيان الصهيوني نزولاً عند رغبة واشنطن ولندن وباريس، ولكن بالمقابل فإن معركة طوفان الأقصى قد تكون هي المعركة الفاصلة في مسار النضال العربي الفلسطيني، لأن هناك محاور أخرى على هذا الكون بدأت في اطلاق مفردات الرفض لكل ما يجري وبدأت في التوجه الجاد نحو إنهاء معاناة شعب منذ 75 عاماً احتكرت مفاتيحها واشنطن التي نصَّبت نفسها خصماً وحكماً وجلاداً وهذا سلوك مرفوض وغير مقبول، وبالتالي لم يعد ممكنا الصمت عما يجري وبرعاية دولة كانت الوسيط وكانت الخصم والحكم والجلاد والراعي الرسمي لكل الجرائم‮ ‬التي‮ ‬لن‮ ‬تقف‮ ‬تبعاتها‮ ‬في‮ ‬نطاق‮ ‬الجغرافية‮ ‬الفلسطينية،‮ ‬بل‮ ‬سوف‮ ‬تمتد‮ ‬قهراً‮ ‬وقسرا‮ ‬لداخل‮ ‬جغرافية‮ ‬أولئك‮ ‬الذين‮ ‬يتوهمون‮ ‬أن‮ ‬أمنهم‮ ‬القومي‮ ‬خط‮ ‬أحمر‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
إن الجغرافية القومية ستكون في دائرة الاستباحة المطلقة إن لم يقف العالم موقفاً عادلاً من قضية فلسطين العادلة، وأن تسحب وصاية أمريكا وبريطانيا عن المنطقة، وأن يدرك الجميع من حكام الأمة الخونة منهم والعملاء والمرتهنين والشرفاء المخلصين، أن هناك في هذا العالم محاور فاعلة لن تبقى مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية أسيرة لرغبات عواصم الاستعمار القديم والحديث مثل بريطانيا وأمريكا وفرنسا، نعم إذا كانت بعض انظمة الحكم العربية تخشى على ما أنجزته من أبراج زجاجية أو شقق مفروشة فارهة، أو تخشى على فقدان ازدهارها المزيف الذي توصلت إليه بعد أن حولت مدنها إلى ملاهٍ ليلية، فإن هناك محاور دولية فاعلة لن ترضى بإبقاء العربدة الأمريكية الصهيونية البريطانية وحتى الفرنسية، هذا من ناحية، ومن الناحية الاخري فليكن الجميع علي علم أن هذه المعركة لها ما بعدها فلسطينياً وعربياً وربما إسلامياً ودولياً، وقد تأتي مرحلة قادمة تنتج جيوباً راديكالية متعددة تستهدف مصالح الدول الراعية لهذا الكيان والتي تمده بكل ممكنات القوة خاصة في مرحلة تاريخية أصبح فيها من السهل على أي مجموعة امتلاك عوامل القوة بدءاً من أسلحة فتاكة وصولاً للطائرات المسيرة التي يمكن توظيفها لضرب كل هدف في ضربه إرباك وإقلاق لحركة الاقتصاد العالمي، وإن كانت مجموعة من المقاومين قد مرغت كرامة الصهاينة والامريكان معاً، فإن تشكيل جيوب مقاومة على امتداد الجغرافية العربية فعل قابل للتحقيق على ضوء نتائج معركة طوفان الأقصى وعلى أن تكون هذه الجيوب‮ ‬المقاومة‮ ‬في‮ ‬مواجهة‮ ‬مصالح‮ ‬أمريكا‮ ‬والغرب،‮ ‬وضد‮ ‬كل‮ ‬عملائهم‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ ‬أنظمة‮ ‬كانت‮ ‬أو‮ ‬جماعات‮ ‬أو‮ ‬أفراداً‮ ‬وأحزاباً‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)