أحمد الزبيري - الغرب في كُليتهِ ممثلاً بقيادة أمريكا ومعها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبقية الأوروبيين في إطار حلف الناتو يشاركون في إبادة الشعب الفلسطيني، وتركيزهم الأساسي على قطاع غزة، وكل الشعارات التي يرفعونها فيما يخص حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها والديمقراطية حتى الإنسانية في معناها البسيط انتهت.
الرئيس الأمريكي بايدن ووزراؤه ومن قبلهم وبعدهم المسئولون الأوروبيون يتقاطرون على الكيان الغاصب ليؤكدوا دعمهم العسكري والسياسي والإعلامي بل وشراكتهم في غرف العمليات، والمسألة هنا تتجاوز ما يروجون له حول حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في حين أنهم يدافعون عن وجودهم وهيمنتهم في المنطقة، ودولة الكيان الصهيوني عندما أنشأوها لم تكن إلا قاعدة متقدمة لهم أوشكت على الانهيار بفعل ما قامت به المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس يوم السابع من أكتوبر الجاري رداً على ما ترتكبه من جرائم ومجازر بحق الشعب الفلسطيني والتي لم تتوقف منذ أن وضع هذا الكيان على أرض فلسطين المباركة.
يوم السابع من أكتوبر 2023م وما تبعه من عدوان وحشي على أكثر من مليوني فلسطيني في مساحة من الأرض تزيد قليلاً عن 300 متر مربع سيكون إحدى المعارك الفاصلة لبقاء هذا الكيان وشركائه بقيادة أمريكا أو استعادة الهيمنة والسيطرة الغربية على الوطن العربي، وعلى الشعوب العربية أن تستعد لمزيد من الصراعات والحروب والفتن والتقسيم والتفتيت وربما التلاشي، وحتى أتباع أمريكا لن يسلموا من هذا التوجه لأن جعل هذه الهيمنة للكيان الصهيوني ستنهي الحاجة الوظيفية لهذه الدول وستصبح الثروات والموقع الجيوسياسي يصب في صالح انتصار النظام الرأسمالي الليبرالي الغربي وهذا سينسحب بكل تأكيد على روسيا والصين باعتبارهما يتصدران مشهد تغيير هذا النظام الاحادي الأمريكي بنظام بديل متعدد الاقطاب أكثر توازناً وعدالة، كما يتحدث الرئيسان بوتين وشي.
بغض النظر عن التداعيات الدولية لهذه المعركة، على العرب أنظمة وشعوباً ونخباً أن يدركوا أنها تضعهم على مفترق طرق فإما أن يكونوا أو لا يكونوا، وبالنسبة لنا في اليمن نقول من الآخر إن انتصار المقاومة الفلسطينية ودخولنا هذه المعركة مع محور المقاومة إذا ما تحولت إلى حرب إقليمية هو دفاع ليس فقط عن فلسطين واستعادتها بل أيضاً دفاع عن سيادة وكرامة وحرية واستقلال اليمن وشعوب أمتنا العربية والإسلامية، وبكل تأكيد القيادة التي تصدت لذات التحالف الذي هو اليوم ضد غزة تعي هذه الحقيقة وتتصرف وفقاً لرؤية أشمل نجسدها ويجسدها محور المقاومة، مستوعبين أن الآتي بالنسبة لنا ولبقية الأشقاء لن يكن أسوأ مما مضى وينتظرنا نصرٌ كامل ونهائي يعطينا المكانة في التأثير على مستقبل شعبنا وشعوب هذه الأمة.
موقع اليمن الاستراتيجي المهيمن على مضيق باب المندب والممر المائي الرابط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا يعطينا دوراً محورياً في هذه المعركة وقد بدأناه وحسب التطورات، ومن يخوفنا بأمريكا والغرب وحلف الناتو عليه أن يدرك أن هذه الدولة الإجرامية وأتباعها ليس قدراً ويمكن أن يكون لنا السبق في هزيمتها وإخراجها من منطقتنا.
الشرق الأوسط الجديد في سيناريوهات تخريجاته المتعددة لن ينتصر، وصفقة القرن لن تتحقق بقتل وتدمير وتهجير الشعب الفلسطيني الصامد المجاهد المضحي، وأي نظام عربي متورط سيدفع الثمن أمام شعبه والأمة، والصهاينة هم من سيعودون إلى البلدان والدول التي جُلبوا منها، ونتائج الظلم والبغي والطغيان الذي عاشه الشعب الفلسطيني وكل الشعوب العربية سيدفع الغرب بقيادة أمريكا الثمن بعد أن أظهر كل شره وتوحشه وإجرامه وستكون البداية سقوطه السياسي والأخلاقي الذي لم يعد ممكناً إخفاء بشاعته.. والسابع من أكتوبر 2023م بداية نهاية استئصال الغدة السرطانية التي زُرعت عنوةً لأهداف استعمارية في قلب أمتنا العربية والإسلامية فلسطين.
|