حاوره / رئيس التحرير - أكد الأخ المجاهد طارق لولو- ممثل جبهة النضال الفلسطيني في صنعاء- أن اليمن بمواقفها المنتصرة للقضية الفلسطينية باتت تمثل عمقاً استراتيجياً لقضية العرب والأمة الاستراتيجية..
مثمناً مواقف المؤتمرالشعبي العام المساندة للشعب الفلسطيني ..
ودعا في حوار اجرته معه صحيفة »الميثاق« مختلف الفصائل الفلسطينية إلى التوحد والاصطفاف ونبذ الخلافات باعتبار ذلك خياراً استراتيجياً تتطلبه مواجهة العدو الصهيوني..
مشيراً إلى أن »طوفان الأقصى« أعادت مظلومية الشعب الفلسطيني إلى واجهة الأحداث الدولية..
مثمناً التضحيات العظيمية للشعب الفلسطيني في غزة التي تعطي دروساً جديدة لكل شعوب العالم في التضحية والفداء من أجل الحرية والاستقلال..
قضايا أخرى مهمة تناولها طارق لولو في التفاصيل التالية:
حاوره/ رئيس التحرير
< يحرص المؤتمر الشعبي العام في بياناته ذات العلاقة بفلسطين على التأكيد على وحدة الفصائل الفلسطينية في مواجهة التحديات الكبرى.. في نظركم ما دلالات ذلك وأهميتها في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها القضية الفلسطينية؟
- يُعد المؤتمر الشعبي العام هو الحزب اليمني الأكثر ارتباطاً بالقضية الفلسطينية حيث شهدنا مواقف ثابتة وراسخة له في دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس والتي كان جزءاً منها إستضافة الفصائل الفلسطينية وما عُرف عام 2008م بإتفاق صنعاء للمصالحة والذي رعته قيادة المؤتمر الشعبي العام وهو ما يدل دائماً على صدق الموقف تجاه القضية الفلسطينية وفيما يتعلق بالمرحلة الراهنة فنحن ندعو الكل الفلسطيني لتوحيد الصف ونبذ الخلافات للتصدي للعدوان الصهيوني على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة في قطاع غزة والضفة الغربية والعاصمة القدس.
< حققت عملية طوفان الأقصى نجاحاً كبيراً وتاريخياً.. ما الذي ينبغي فعله للحفاظ على هذا النجاح خاصة في ظل مواقف دولية وعربية لا تلبي تطلعات ورغبات الشعب الفلسطيني؟
- أحد أهم إنجازات طوفان الأقصى هو إعادة القضية الفلسطينية ومظلومية الشعب الفلسطيني إلى واجهة الأحداث وخاصة بعد أن شهدت المنطقة والدول العربية أزمات كبيرة بعد ما عُرف بالربيع العربي وما حصل من دمار في كل من العراق وسوريا واليمن والتي دائماً نعتبرها عمقاً استراتيجياً وقومياً لقضيتنا الفلسطينية، والأهم الآن هو العمل على إظهار الصورة الحقيقية للمجازر الصهيونية في قطاع غزة لكسب الرأي العام في الشارع العربي والعالمي للحفاظ على وهج إنجازات عملية طوفان الأقصى.
< ماذا يقول المشهد الراهن في قطاع غزة عن إمكانية الصمود لمواجهة العدوان في ظل حالة الحصار الرهيبة وافتقاد الاحتياجات الضرورية من الغذاء والعلاج والطاقة، وهذا المشهد الغزاوي ما الذي يحمله من وجهة نظركم من مخاطر حقيقية على القضية الفلسطينية بل والأمن القومي العربي عموماً؟
- لا يخفى على أحد الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات عدة وإغلاق جميع المعابر هناك والذي تسبب في نقص حاد بالمواد الغذائية والماء والدواء والوقود وأدى ذلك بدوره إلى انهيار المنظومة الصحية وعجز في عمليات الإنقاذ للضحايا الذين قُصفت منازلهم، لكن وبرغم كل ذلك إلا أن شعبنا العظيم في قطاع غزة صامد في أرضه يقاوم بكل ما أتيح له ضد هذا العدوان الصهيوني ويعطون درساً جديداً لكل شعوب العالم التضحية والفداء من أجل التحرر والاستقلال.. إن ما يحصل من عدوان على قطاع غزة يحمل في طياته أبعاداً مختلفة منها محاولات صهيونية غربية بقيادة من الولايات المتحدة الأمريكية بدعم من بعض العرب لتصفية القضية الفلسطينية برمتها ولا تقتصر على تهجير سكان غزة فقط وقد تتمدد الأحداث لتشمل عدداً من الدول العربية والإقليمية وذلك لتعزيز أمن الكيان الصهيوني الغاصب وتوسعة أراضيه لإنشاء دولة إسرائيل المزعومة من الفرات إلى النيل.
< الموقف العربي الرسمي كيف تنظرون إليه بعد ثلاثة أسابيع من طوفان الأقصى وما الذي يقلق الشعب الفلسطيني إزاءه وما يتطلب من موقف عاجل لوقف العدوان؟
- الموقف العربي الرسمي مخزٍ جداً ولا يتساوق مع مواقف الشعوب العربية التي خرجت في عدد من العواصم العربية تطالب بالتحرك نصرة لأبناء فلسطين وشاهدنا جميعاً ما سُميت بقمة السلام الدولية التي عُقدت في القاهرة وكيف أنها لم تتمكن من إصدار بيان إدانة للعدوان على المدنيين الآمنين في غزة بالحد الأدنى، ونحن نرى إن الحكومات العربية (العميلة والمطبعة) يجب عليها أن تتخذ موقفاً صادقاً أمام شعوبها وتقوم بتوحيد المواقف فيما بينها للضغط على الدول الفاعلة (أمريكا وأوروبا) لإيقاف هذه المجازر اليومية والتي راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى.
< إعلان العدو عزمه على القضاء على حركة حماس هل يعكس درايته ومعرفته بهذه الحركة وتأثيرها الكبير على صعيد حراك الشعب الفلسطيني، كذلك ما الذي يعنيه القضاء على حركة حماس بالنسبة للفصائل الفلسطينية الأخرى؟
- حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي إحدى حركات التحرر الوطني الفلسطينية وهي الآن من تقود المقاومة المسلحة بعد تراجع العمل العسكري لغالبية فصائل العمل الوطني الفلسطيني، وفيما يتعلق بتصريحات قيادات العدو الصهيوني بتدمير حماس والقضاء عليها ما هو إلا محاولة إعلامية لطمأنة جماهير الكيان الغاضبة من نتائج طوفان الأقصى.. وبصدق فإن القضاء على حركة حماس سيمثل صفعة قوية وكبيرة في طريق التحرير الذي ينشده الشعب الفلسطيني.
< المواقف الشعبية والجماهيرية في العالمين العربي والإسلامي الداعمة للشعب الفلسطيني إلى أي مدى ستترك تأثيرات إيجابية على الواقع الفلسطيني الراهن؟
- إن الوقفات الشعبية والجماهيرية التي خرجت في العالمين العربي والإسلامي هي دليل على صحوة هذه الجماهير الغفيرة والتي مازالت تمتلك الكثير من الحس الوطني والقومي والديني في وجدانها ونؤكد على أن هذه المظاهرات التي انطلقت في صنعاء وبغداد ودمشق وغيرها من الدول العربية والإسلامية ستترك أثراً إيجابياً في نفوس الأجيال القادمة والتي ستكون أكثر حرصاً وقوة وثقافة في تعاملها مع القضية الفلسطينية.
< كيف تقيمون أداء الإعلام العربي المواكب للأحداث في غزة وهل بات يعرّي الأكاذيب الإسرائيلية، وما المطلوب من هذا الإعلام في الوقت الراهن؟
- بعيداً عن بعض القناوات التي بالإمكان القول إنها قنوات ناطقة بلسان حال الشارع العربي وكانت خير من ينقل الحقيقة وتمثل صوت الشعب الفلسطيني فإن الغالبية من القنوات العربية والغربية كانت ومازالت تتماشى مع الرواية الصهيونية الكاذبة وخير مثال تغطية بعض وسائل الإعلام للقصف الذي تعرضت له مستشفى المعمداني في قطاع غزة وراح ضحيته مئات الشهداء وهي نفسها وسائل الإعلام التي مازالت تضع المبررات لهذا العدو المجرم لارتكاب المزيد من المجازر بحق الأطفال والنساء وكبار السن، والمطلوب من الإعلام الحر والشريف الاستمرار في فضح جرائم العدو ونقل الصورة رغم بشاعتها لكي يشاهد العالم وخاصة الشعوب الغربية من تدعم حكومتهم في هذا العدوان.
< كيف تقيمون أداء المنظمات المدنية العربية وهل باتت قادرة على مد جسور التواصل بالشعب الفلسطيني.. وما المطلوب من هذه المنظمات على وجه السرعة؟
- قطاع غزة لا يمتلك منفذاً برياً سوى معبر رفح مع جمهورية مصر العربية وهو يعتبر شريان الحياة الوحيد للقطاع وبرغم عمل المنظمات العربية والتي تحاول توفير المساعدات الدوائية والغذائية إلا أنها لا يمكن إدخالها سوى عبر معبر رفح البري وبموافقة العدو، لكن هناك مطلبين الأول أن تتحرك هذه المنظمات للتواصل مع قريناتها في الدول الغربية خاصة لتغيير موقفها من العدوان على غزة، والمطلب الآخر هو أن تضع هذه المنظمات الخطط لما بعد العدوان فنحن قادمون على موسم الشتاء وهناك حاجة ماسة للتحرك بشكل عاجل من أجل تقديم المساعدات وخاصة بعد مشاهد الدمار التي نراها وعدد المواطنين الذين فقدوا منازلهم.
< كيف تقيمون العلاقة بين المؤتمر الشعبي العام وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني؟
- المؤتمر الشعبي العام ومنذ انطلاقته في عام 1982م كان من الأحزاب اليمنية التي تقدمت الصفوف في دعمها للفصائل الفلسطينية والوقوف معها في كافة الميادين والساحات، ومازالت قيادة المؤتمر رغم الظروف التي يعاني منها الشعب اليمني الشقيق إلا أن موقفهم لم يتغير من فلسطين وشعبها، ونحن في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني نعتز بعلاقاتنا المميزة مع هذا الحزب اليمني العريق ونؤكد على وقوفنا مع أخوتنا في المؤتمر الشعبي العام والعمل المشترك من أجل فلسطين واليمن.
< كلمة أخيرة..
- نتقدم من خلالكم بتحية إجلال وإكبار لأبناء الشعب اليمني الشقيق لما عبروا عنه من تضامن ومساندة لشعبنا الفلسطيني حيث يمثل هذا الموقف اليمني موقفاً أصيلاً يعبر عن عمق العلاقات بين الشعبين الشقيقين، وكما نأمل للشعب اليمني أن ينعم بالسلام والوحدة الوطنية واستعادة وحدته التي ناضل من أجل تحقيقها أمداً طويلاً ضد كل أشكال التفرقة والتمزق والهيمنة وضحى من أجل هذا الهدف بخيرة أبنائه البررة.
|