د. عبدالخالق طواف - لو تتبعت منذ الستينيات لن تجد قضية اهتم بها العرب كما فلسطين ولن تجد سبباً واضحاً لسياساتهم وعلاقاتهم الدولية ومناهجهم التعليمية كما فلسطين.
لقد شكلت وعياً وايماناً وممارسة وكان حتى الرؤساء الذين ينتقدون بشكل دائم لهم مواقف بيضاء
تذكروا معي جمال عبدالناصر وصدام حسين والقذافي وعلي عبدالله صالح والحمدي والملك فيصل وبومدين وحتى أنور السادات ستجدون انهم كانوا يؤمنون بالقضية ويقدمونها في المحافل العربية والدولية وإنْ تفاوتت اسهاماتهم ولكنهم لم يجدوا شيئاً يمكن تقديمه لفلسطين إلا وقدموه..
تتبعوا مواقف وتصريحات الرئيس حسني مبارك ثم قارنه بأي رئيس عربي في الوقت الحالي ستجده قومياً من العيار الثقيل فقد كان يساير الوضع ولكنه في قضية فلسطين لم يتوان وان ظهر في بعض المواقف مناوئاً لفصيل فلسطيني يرى انه يتصرف بشكل غير مناسب آنذاك ولكنه لم يخن فلسطين كما هي الخيانة في هذه الايام تسري في العروق..
انظر الى عاهات الامارات وتصريحات مسؤوليهم والى السعودية ومحاولتها تجاهل القضية بعد ان شعرت بأنها خسرت كثيراً بسببها وستصل الى قناعة بأن الرؤساء اليساريين والقوميين كانوا في طليعة الامة لقيادة المعركة العسكرية والثقافية والاجتماعية ضد الاحتلال الصهيوني..
بعدهم اصبحت القيادات العربية تتصف بالانفتاح والصفاقة واحياناً التضليل للجماهير بأنهم مع القضية ولكنهم ليسوا كذلك..
العبرة مما قيل ان القيادات العلمانية لم تكن سيئة ولكن القيادات التي تبدأ خطاباتها بآية وتختمها بحديث او رواية لم يحسنوا صنيعهم حتى الآن فما زالوا ظواهر صوتية تجعلنا نعلم يقيناً ان الحكومات المتدينة هي التي ستحظى بدعم الولايات المتحدة واسرائيل لتفكيك الوعي العربي والقومي وتحويله الى قضايا جانبية تتعلق بالطهارة والجنابة والقرابة و.. وهلم جرا!!
القيادات العربية القومية واليسارية حُوربت من الغرب ولم نعلم بذلك الا بعد فوات الاوان فقد ظهر من برَّأهم بتصرفاته من كل اتهام وعيب.. صدق القائل لا يأتي الزمان بأحسن.
|