موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الميثاق نت -

الخميس, 07-ديسمبر-2023
حسن‮ ‬عبد‮ ‬الوارث -
حياتنا‮ ‬نصفها‮ ‬سياسة‮ ‬ومشكلاتها،‮ ‬ونصفها‮ ‬الآخر‮ ‬دين‮ ‬وتلاوينه‮. ‬ما‮ ‬دون‮ ‬ذلك‮ "‬شغمة‮" ‬من‮ ‬التوافه‮ ‬والتوابل‮ ‬والتوابع،‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تُسمن‮ ‬ولا‮ ‬تغني‮ ‬من‮ ‬جوع‮. ‬
وفي السياسة لا يتكلم الدين، ولا تتحدث الثقافة ولا الحضارة.. في السياسة المنبر للمصالح فقط دون سواها، فيه تتخاطب وعليه تعتلي. والمصالح خليط شتى، يختلط فيها المال بالسياسة والتجارة بالثقافة، ويتقدم فيها التكتيك على الاستراتيجيا في غير حالة. فلا دين للسياسة، ولا‮ ‬قاعدة‮ ‬ثابتة‮ ‬لتعريفها‮ ‬أو‮ ‬تصريفها‮ ‬أو‮ ‬للتعاطي‮ ‬الأمثل‮ ‬معها‮.‬
قد يقف مسلم مع مسيحي - أو يهودي - في صراعه مع مسلم.. أو يستند كاثوليكي على أرثوذكسي (أو شيعي على سُنّي) ضد أخيه في الدين أو المذهب.. أو يؤازر فرانكفوني إنجلوسكسوني في مواجهة فرانكفوني. أو يحظى مسلم وتحظى مظلوميته بتأييد مسيحي أو يهودي أو بوذي أو هندوسي، فيما‮ ‬شقيقه‮ ‬المسلم‮ ‬يبيعه‮ ‬بالتجزئة‮ ‬وبالجُملة،‮ ‬في‮ ‬الغرفة‮ ‬المجاورة،‮ ‬كما‮ ‬حدث‮ ‬دائماً‮ ‬ومؤخراً‮. ‬
أو‮ ‬يحارب‮ ‬يمني‮ ‬إلى‮ ‬جوار‮ ‬من‮ ‬يكره‮ ‬اليمن‮ ‬وأهلها‮.. ‬مثلما‮ ‬يحدث‮ ‬حتى‮ ‬هذه‮ ‬اللحظة‮!‬
وفي‮ ‬مجال‮ ‬بعيد‮ ‬عن‮ ‬السياسة،‮ ‬لا‮ ‬يغدر‮ ‬حيوان‮ ‬بحيوان‮ ‬لصالح‮ ‬الإنسان‮!. ‬أما‮ ‬العرب‮......!‬
تأسيساً على هذا المثال - مثالاً - ما حدث ذات يوم ليس ببعيد، في ساحة الحرب الأذريّة - الأرمنيّة، وأثار التساؤل الاستنكاري في هذا الإطار، أو لفت إلى المشهد الشاذ في هذا المضمار.. وما حدث ثمة لم يكن سابقة في التاريخ، ولن يكون بالضرورة خاتمة للموضوع.. ففي الحروب‮ - ‬كما‮ ‬في‮ ‬السياسة‮ - ‬تستوي‮ ‬الجمرة‮ ‬والتمرة،‮ ‬وتغدو‮ ‬المُسلّمات‮ ‬أوهاماً،‮ ‬وتتزحزح‮ ‬الثوابت‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬أمكنتها‮.‬
إذا ما لقيت الابن يقتل أباه، والأخ أخاه، في لعبة السياسة، ومعتركها الخرائبي الدامي، فكيف لك لحظتئذٍ أن تتفكّر في دين أو مذهب، أو تتأمل في فكر ثقافي أو بُعد حضاري. ومازالت عبارة نابوليون بونابرت تتردد في الأرجاء - متجاوزةً تخوم التاريخ وحدود الجغرافيا - حين‮ ‬أشار‮ ‬بعقيدة‮ ‬راسخة‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ "‬الله‮ ‬يقف‮ ‬مع‮ ‬المدفعية‮ ‬الثقيلة‮" ‬وحدها‮.. ‬فلا‮ ‬هلال‮ ‬ولا‮ ‬صليب‮ ‬ثمة‮ ‬في‮ ‬السياسة،‮ ‬ولا‮ ‬في‮ ‬الحرب‮.‬
لك أن تدرس القِيَم وتقرأ في المُثُل وتتحدث عن المبادئ كما تشاء، ولكن خارج حدود نهج السياسة ومنهج الحرب.. ففي السياسة، كما في الحرب، تنعدم الأخلاق أولاً وتالياً، مثلما تنعدم تماماً من القاموس والناموس - مفردةً ومعنى - ملفوظ مبدأ.. ولا عجب في حالة امرئٍ تأتي به إلى بيئة غير سياسية، وفي مشهد السلم، فترصد سلوكه مع الذات والآخر ومجريات الواقع. ثم تحيد به إلى بيئة تنضح سياسةً، أو في مشهد الحرب، فتجد الفرق الشاسع والبون الواسع بين سلوكه السابق والجديد، إذْ يتبدل هذا السلوك من الضدّ إلى الضدّ - شكلاً وموضوعاً - بمجرد‮ ‬هذه‮ ‬النقلة‮ ‬من‮ ‬تلك‮ ‬البيئة‮ ‬إلى‮ ‬الأخرى‮.‬
إن اللعبة السياسية تكشف كثيراً من الحقائق كانت غائبة عنك حين كنت بعيداً عن أجواء تلك اللعبة. إنها تكشف معادن الناس على أصولها، وأخلاقهم الحقيقية من دون قشور ولا رتوش أو أقنعة.. وفي أتون الانغماس في هذه اللعبة، يستوي المنتمي إلى عرق آريّ أو دم أزرق مع ذي العرق‮ ‬الأخضر،‮ ‬والدم‮ ‬الأحمر‮ ‬أو‮ ‬حتى‮ ‬الأسود‮. ‬كلهم‮ - ‬بدون‮ ‬استثناء‮ - ‬يغدون‮ ‬كلاباً‮ ‬مسعورة،‮ ‬ويجيدون‮ ‬النباح‮ ‬بدلاً‮ ‬عن‮ ‬الغناء‮.‬
الأمور ذاتها والصفات نفسها، التي تنطبق على اللعبة السياسية وأهلها، تنطبق تماماً على لعبة الحرب وأطرافها.. انظر حواليك ترَ النماذج شتى، والحالات تترى في هذه وتلك.. ففي السياسة والحرب يستوي سليل الأنبياء وربيب الشياطين.. لا فرق البتة!
ومنذ 7 أكتوبر المنصرم، تواترت حقائق مُخزية شتى على بساط الأحداث وبلاط السياسة.. جميعها أكد أن الزمان للسفهاء لا الأنبياء، وأن المكان للخونة والحُكَّام الأنذال، وأن العرب قاب قوسين أو أدنى من القيامة.


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)