حاوره/نجيب شجاع الدين - حمَّل نائب رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف الأستاذ عبدالله محمد ثابت ،حكومة المرتزقة مسئوليّة جرائم تهريب الآثار اليمنية.. لافتاً الى انها تخرج عبر المنافذ الحدودية التي تقع تحت سيطرتها.
وأوضح ثابت ان الهيئة تتلقى في الآونة الأخيرة بلاغات من مختلف المحافظات عن قيام البعض بالنبش العشوائي في المناطق الأثرية بحثاً عن الكنوز..
وقال إن الهيئة تقوم بدور فعال وكبير بالتنسيق مع الجهات المعنية مثل الداخلية والسلطات المحلية في المتابعة والحماية لموروثنا وتاريخنا وحضارتنا الى جانب التنسيق مع الأجهزة الأمنية لضبط مافيا الآثار .
واضاف: ان هناك فريقاً متخصصاً لعملية التتبع والرصد للقطع الأثرية التي يتم عرضها وبيعها في المزادات العالمية..
واشار الى ان الهيئة أنشأت قوائم وطنية بالقطع المسروقة وتم إبلاغ الجهات الدولية للمساعدة.
مؤكدا انه تم الى الآن استعادة 85 قطعة أثرية كانت مهربة في أمريكا وبريطانيا..
إلى الحصيلة..
حوار/ نجيب شجاع الدين
* هناك قطع أثرية يمنية نادرة تعرض في المزادات العالمية.. كيف خرجت من اليمن ومن يتحمل المسئوليّة؟
- خرجت عبر مافيا تجار الآثار من المواقع الأثرية وبسبب ما تعانيه البلاد من حرب استغلها المخربون عبر المنافذ غير الرسمية في الشريط الحدودي البري أو البحري والذي يسلكه عادة مهربو الممنوعات منها الآثار ..والبعض من منافذ رسمية تحت سيطرة المرتزقة وتقع المسئولية على الجهات التي تشرف على هذه المنافذ وخاصة المنافذ التي تقع تحت سيطرة مرتزقة دول العدوان..
* برأيك كيف يمكن استعادة القطع الأثرية المسروقة وهل من جهود للهيئة متعلقة بهذا الجانب؟
- تتم استعادة القطع عبر المواثيق والمعاهدات الدولية وخاصة اتفاقية يونيدروا 1995م الخاصة بتهريب القطع الأثرية من المواقع وكذا اتفاقيات اليونيسكو في هذا الجانب..
لابد أن يكون التراث الثقافي محمياً في كل الأحوال سواء أكان في الشمال أو في الجنوب، وما هو تحت ادارة حكومة الإنقاذ الوطني فلا خوف عليه، وماتحت سيطرة حكومة المرتزقة فهو أكثر تهديداً لخروج الآثار من المنافذ التي تسيطر عليها.
* هل نجحت جهودكم في هذا الجانب؟
- تمت استعادة البعض منها وخاصة التي كانت مهربة في الولايات المتحدة الأمريكية على ثلاث دفعات الدفعة الأولى 70 قطعة وأُودعت في أحد المخازن التابعة لأحد المتاحف، والثانية قرابة 5 قطع تم إيداعها في متحف سنوثيان، وأخرى في بريطانيا لقرابة 10 قطع تم إيداعها في أحد المخازن المتحفية في بريطانيا، وكان الأجدر ان تعود تلك القطع إلى حاضنتها المتاحف اليمنية ولن تؤثر عليها أي فجوة سياسية كون التراث الثقافي اليمني مِلكاً لكل اليمنيين.
* ما تفسيرك لاستهداف العدوان الممنهج لقطاع الآثار والمعالم التاريخية طوال ثمان سنوات.. وحدثنا عن حجم الأضرار والخسائر ؟
- اليمن معروف بحضارته الضاربة جذورها في أعماق التاريخ وهم يدركون ذلك والآثار اليمنية بمواقعها وتاريخها وليس لديهم ما تملكه اليمن من مقومات تاريخية وحضارية وثقافية وطنية تزخر بها اليمن فعمد العدوان إلى استهدافه بشكل كبير..
هناك عدد كبير من مواقع التراث في اليمن استهدفت بطرق مباشرة وغير مباشرة ما يقارب 68 معلماً أثرياً تم استهدافه وفق احصائية أولية وأكثر من 28 معلما تم استهدافه عبر الجماعات الإرهابية القاعدة وداعش أحد أدوات العدوان في اليمن.
* هل هناك تنسيق بين الهيئة والجهات الدولية المهتمة بالآثار؟
- نعم هناك تنسيق بشأن الآثار اليمنية بشكل كامل في ظل الأزمة التي يعانيها التراث الثقافي اليمني مع كافة المؤسسات المعنية.
* أبرز المعوقات والصعوبات التي تواجه عمل الهيئة بشكل عام ؟
- من أبرز المعوقات والصعوبات التي تواجه الهيئة عدم توافر الإمكانيات والاعتمادات المالية الكافية لمواجهة الاعمال الطارئة في مواجهة البلاغات التي تصل الى الهيئة ففي الآونة الأخيرة تصلنا بلاغات من مختلف المحافظات حيت يقوم ضعفاء الأنفس بالنبش العشوائي في المناطق الأثرية بحثاً عن الكنوز، والهيئة تقوم بدور فعال وكبير بالتنسيق مع الجهات المعنية مثل الداخلية والسلطات المحلية ونقوم بإنزال فرق متخصصة من كادر الهيئة للتحري والتوثيق في هذه المواقع ونبذل جهداً كبيراً ليس بطموحنا ولكنا نبذل جهداً كبيراً في المتابعة والحماية لموروثنا وتاريخنا وحضارتنا..
* كيف تقيّم تفاعل الإعلام مع قضية التوعية بالحفاظ على الآثار ؟
- هناك اتصالات مع وسائل الإعلام ولكن ليس بالطموح الذي نصبو إليه.. لا نقول عدم تفاعل من وسائل الإعلام بقضايا الآثار ولكن ليست أولويات لهم ونحن نطمح للتواصل المستمر والتفاعل مع قضايا تراث اليمن بشكل عام ونأمل من صحيفتكم أن تكون السبَّاقة في الاهتمام وتخصيص صفحة شهرية للآثار وسوف نزودكم بكافة المعلومات والوثائق المطلوبة..
* ما الدور الذي تقوم به الهيئة لحماية الآثار خاصة من عصابات الاتجار بها؟
- تعمل الهيئة مع كافة الأجهزة ذات العلاقة وخاصة الذين يقومون بإغواء المواطن البسيط بالمال لأجل نبش المواقع الأثرية واستخراج القطع وبيعها لهم وفور تلقّي أي بلاغ عن تدمير مواقع أثرية يتم التواصل مع المناطق الأمنية والسلطة المحلية بسرعة التدخل وإحباط تلك الأعمال والتحري عمن يقوم بهذه الأعمال وإحالتهم إلى الجهات المختصة واتخاذ الإجراءات القانونية وينطبق ذلك على من يقومون بتهريب القطع الأثرية عبر المنافذ بالتفتيش الدقيق عن كل ما يخرج من اليمن وقد تم إحباط العديد من جرائم تهريب الآثار من تلك المنافذ وإحالة مرتكبيها إلى الجهات المختصة للتحقيق .
وهناك فريق من المختصين في الهيئة يقومون بعملية التتبع والرصد للقطع الأثرية التي يتم عرضها وبيعها في المزادات العالمية وعمل قوائم وطنية بها وإبلاغ المنظمات الدولية المعنية بحماية الآثار للمساعدة في استعادتها.
|