المستشار /جمال عبدالرحمن الحضرمي - لقد سرعت غزة في عودة القضية الفلسطينية إلى السطح بل وإلى أول القضايا في العالم ..وكان من نتائجها إبطال قيام خطين جديدين للتجارة الدولية كانت الدول الكبرى تريد لهما أن يتم تنفيذهما في منطقة الجزيرة العربية ..
أولهما خط قناة بن جوريون عبر مضيق تيران، والثاني الخط البري من الإمارات إلى إسرائيل.. وكان الفضل لغزة في إسقاطهما والحفاظ على عروبة الجزيرة العربية وعدم تحويلها إلى بؤر مستعمرة لاستيطان إسرائيل ..ونعتقد جازمين أن عدم استقرار البحر الأحمر ومضيق باب المندب بعد أحداث غزة وتحدي حركة أنصار الله في اليمن لأمن حركة السفن الإسرائيلية في هذا المضيق جعل من المستحيل حفر قناة بن جوريون التى كان من المتوقع الانتهاء من حفرها خلال السنوات القادمة ..والتي كان دورها خطيرا على قناة السويس ومحاولة تخفيض دخلها وربما إغلاقها ..وهذا يعكس نفسه على الدخل القومي المصري ..
إننا نعيش واقعا جديدا يشكل الجزيرة العربية خلال العقد القادم ..وقد يؤدي إلى قيام دول جديدة في الجزيرة العربية من أجل إعادة صياغة المنطقة ..إنها غزة ..وإنها اليمن ..وربما يكون لساحل تهامة نصيب من واقع سياسي جديد قد يودي إلى وجود قوات أجنبية تحت مسمى دولي ..لاسيما وأن بوادر هذا التحرك قد ظهر مؤخرا تحت مسميات مختلفة آخرها تحالف لحماية البحر الأحمر من دول عربية وإسرائيل بدعم لوجيستي غربي.. ونلاحظ سقوط كل التحالفات والاتفاقيات السابقة حول أمن البحر الأحمر.. وصعوبة تطبيق القانون الدولي الخاص بمفهوم المرور الآمن في باب المندب وهرمز بعد أن استخدمت هذه الاتفاقية ضد دول المنطقة.. وعليه نأمل من الله تحقيق الأمن والاستقرار للوطن.. والحرية لدولة فلسطين واليمن ..والسلامة لشعب غزة الصامدة ..
|