حسني شيلو* - هذا ما قاله ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن "طفلاً واحداً يُقتل ??كل 10 دقائق بمعدل وسطي في قطاع غزة" الذي يتعرض لهجمات مكثفة من قبل إسرائيل منذ 7 تشرين الأول.. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده بيبركورن، امس، في مكتب الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية، ما قاله مر مرور الكرام، أمام أعين المؤسسات الدولية الخاصة بالطفولة وأمام مؤسسات المجتمع الدولي التي باتت تنظر إلى الضحايا الأبرياء من الفلسطينيين بعين أصابها العمى .
إن هذا التصريح حول الطفولة المسلوبة في فلسطين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص هو نقطة في بحر العذاب والألم والمعاناة التي يمر بها أطفال قطاع غزة، الذين سوف يستقبلون العام الجديد ويحتفلون بتلقي قنابل الفوسفور الأبيض فوق رؤوسهم، بلا طعام او مأوى او شراب .
تنهار القيم الإنسانية والحقوقية أمام هذا الدمار الذي يطال اطفال غزة ، وسط هذا العدوان المتواصل الذي يشكل اطفال غزة بنك اهدافه باسلحة محرمة دوليا، بدعم من تدعي انها تزرع قيم الديمقراطية في العالم التي دمرت العراق وسوريا وليبيا واليمن أمريكا وبعض دول الاتحاد الأوروبي التي تمد إسرائيل النازية بالمال والسلاح والحماية الدولية .
يا سادة هذه النازية الجديدة التي تجعل من الأطفال بنك أهدافها، يجب أن تقدم للمحاكمة الدولية وأن تفرض عليها العقوبات الدولية، أن ازدواجية المعايير والتعامل مع الفلسطيني طفلا وامرأة وشيخا كرقم فقط ، بلا حلم وأمل وحياة كريمة ليؤكد انهيار منظومة الأخلاق العالمية .
أطفال فلسطين ليسوا ارقاما بل آمالاً وأحلاماً، لكل منهم حكاية ولكل منهم حلم، منهم من كان يحلم أن يصبح مخلصا لهذا العالم من ظلمه، ومن يريد تخليص العالم من قبح أخلاقه.
أعيدوا الطفولة لأطفال فلسطين وحاكموا النازيين الجدد حتى تضمنوا مستقبلا أفضل لأطفالكم.
* عضو المجلس الوطني الفلسطيني
عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين
|