يحيى نوري - الحديدة مدينة جاذبة هذه الأيام، وكثيرون يحرصون على زيارتها والاستمتاع بمناخها الدافئ..
لكن جاذبيتها هذه تجعل من زيارتها عملية سهلة ممتنعة في الوقت ذاته نظراً للارتفاع الكبير في أسعار الفندقة والتي قد تجعل كثيرين يفترشون ساحلها ويسارعون في الوقت ذاته إلى مغادرتها..
جاذبية سياحية ما زالت بحاجة إلى وسائل سياحية متنوعة تتفق مع نسب الدخل للزائرين وتشبع رغباتهم وفئاتهم العمرية، خاصة مع تزايد قروبات الشباب الذين يقومون برحلات سياحية جماعية ولا يجدون ما يُشْبِع حاجياتهم من الخدمات السياحية المختلفة، مثل غياب الوكالات السياحية الداخلية والتي تقوم بعملية تفويج سياحية برسوم محددة ومعقولة يتمكن المشاركون خلالها من الحصول على خدمات كالوجبات والتنقل.. الخ...
ولكون السياحة في عروس البحر الأحمر مناسباتية تتم مع دخول فصل الشتاء قد جعل من تنميتها السياحية تتم ببطء شديد ودون وجود أي خطط أو برامج سياحية تتبناها السلطة المحلية وكذا القطاع الخاص، فإن حجم الإقبال عليها يمثل مؤشراً مهماً للتطوير السياحي، والذي حتى اليوم لم يتم رصده علمياً وجعله محوراً مهماً للعملية التسويقية السياحية بالحديدة والتي للأسف الشديد ما زالت أسيرة لعقلية رفع أسعار الفندقة وبصورة مبالغة أثرت كثيراً في إضعاف الزخم السياحي والمتمثل في سرعة المغادرة والتي تترك جوانب سلبية تكمن في عدم الاستفادة من هذا الزخم السياحي وعلى مستوى الدخل المأمول من السياحة..
إذاً.. نحن أمام سياحة جاذبة وطاردة في الوقت نفسه، ليس بالحديدة فحسب ولكن في معظم المناطق الجاذبة في بلادنا، الأمر الذي يستدعي تحويل النشاط السياحي إلى نشاط جماهيري تشارك فيه السلطة المحلية والقطاع الخاص بخيال خصب، يجعل من السياحة في كل مناطقنا عملية مستمرة تتجاوز المناسباتية..
خلاصةً.. ما سبق أعلاه انطباعات عابرة عن السياحة بالحديدة تم رصدها من خلال انطباعات القادمين منها، والتي تشخّص الحال السياحي وتحدّد متطلبات نهوضه..
وسيكون لنا انطباعات أشمل إذا ما تمكنا من زيارتها في القريب.
|