استطلاع/ صفوان القرشي - أثار التحرك الأمريكي الهادف إلى تشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر الكثير من التساؤلات حول الهدف الرئيسي لإنشاء هذا التحالف الدولي ضد اليمن.. معتبرين أن ظاهر هذا التحالف هو حماية الملاحة حد زعمها، لكن الحقيقة أن الهدف هو تعزيز الوجود الأمريكي في باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر من أجل حماية أمن إسرائيل في المقام الأول..
متسائلين: أليس من الأوْلَى بالأمريكي وكل الدول التي وافقت على المشاركة في هذا التحالف العمل على إيقاف العدوان الصهيوني وجرائمه ومجازره وإبادته لغزة وأبنائها والكف عن عرقلة أي قرار يسعى إلى وقف المجازر التي يرتكبها الصهاينة في غزة ؟ مؤكدين أن هذا التحالف يوفر الحماية والغطاء للكيان الصهيوني لمواصلة جرائم الإبادة في غزة وبالتالي يعمل على توسع الصراع في المنطقة وأن الحل الحقيقي يكمن في قيام تحالف يوقف الحرب ويفرض حل الدولتين ويمكّن من قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة على أراضيها وهو ما سيعيد للمنطقة أمنها واستقرارها..
التحالف الأمريكي حتى الآن وجد معارضة من عدد من الدول التي سعت أمريكا لضمها للتحالف وفي مقدمتها السعودية التي أكد وزير خارجيتها رفض المملكة أي تصعيد في البحر الأحمر ، أما اليمن وهو المقصود بهذا التحالف فقد حذر أمريكا من أي عسكرة للبحر الأحمر وأن اليمن لن يقف مكتوف الأيدي وسيرد على أي اعتداء .
التحالف لحماية إسرائيل
الدكتور نبراس طه- أوسلو- تحدث قائلاً: أمريكا المتماهية حد المشاركة الفعلية في حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة على يد جيش الاحتلال الصهيوني الذي يشن حرباً قذرة تجاوزت كل القيم والقوانين وانتهكت جميع الأعراف الدولية والإعلان الدولي لحقوق الإنسان، كل هذا كان له تداعياته على السياسة الأمريكية التي خسرت الكثير وتشوهت صورتها في العالم نتيجة موقفها مع إسرائيل وهذا سيؤثر على أمريكا ووجودها المستقبلي..
واشار نبراس إلى أن أمريكا تسعى من وراء هذا التحالف لإنقاذ إسرائيل وفك الحصار عنها والتي تعرضت لأضرار وخسائر بالغة جرَّاء الهجمات التي يشنها الجيش اليمني على السفن المتجهة إلى إسرائيل عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر مما أدى إلى شلل تام لميناء ايلات الإسرائيلي وأوقفت العديد من شركات الملاحة توجهها إلى إسرائيل ربيبة أمريكا ويدها في المنطقة..
وقال إن ظاهر هذا التحالف الذي تسعى أمريكا لتشكيله في البحر الأحمر تحت مسمى"حماية الازدهار"، لكن الخفي من ورائه هو سعي أمريكا الحثيث لاستعادة مكانتها في المنطقة من جانب، وحماية إسرائيل من الانهيار من جانب آخر، غير أن أمريكا حتى الآن لم تنجح في حشد ما كانت تأمل به من الدول للانضمام لهذا التحالف ولم يستجب لها غير تسع دول هي الدول الحليفة معها وهي بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا، وأعلنوا أنهم سيقومون بدوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.
أما بالنسبة لليمن فقد حددت موقفها وقامت بما يجب عليها القيام به وربطت ما تقوم به بما يدور في غزة وأنا أرى أن هذا التحالف سيكون له نتائج كارثية على التجارة العالمية وسيؤدي إلى تصعيد خطير في البحر الأحمر وتغيير في قواعد الاشتباك ليس إلا.
أحرج امريكا
د. نادين جبر - نيويورك- تحدثت قائلة: الحقيقة أن موقف الإدارة الامريكية مخزٍ وغير مبرر وأصاب الكثيرين بالصدمة كونه تجاهل الكثير من الحقائق التي رآها العالم وأصر على موقفه الداعم لإسرائيل رغم كل المجازر التي ارتُكبت بكل بشاعة، وهذا الموقف الأمريكي كان له تداعياته حتى على المواطن الأمريكي الرافض لهذه المجازر والمُطالِب بوقف فوري للحرب وحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة ..
واضافت : بايدن الذي تبنى منذ اللحظة الأولى موقف إسرائيل سقط في فخ الكذب ومع ذلك أصر على مجاراة إسرائيل وتبني كل ما يصدر عن نتنياهو وحكومة حربه المتطرفة، ولم يكترث لحجم المعارضة الرافضة لهذه الحرب سواء على المستوى الدولي أو في الداخل الأمريكي الذي عبر عن رفضه بتسيير مئات المسيرات والوقفات الاحتجاجية إلا أن الإدارة الأمريكية ظلت تراهن على الوقت لعل إسرائيل تستطيع أن تحقق بعض الانتصار لتمنح امريكا فرصة لفرض حلول سياسية تحافظ فيها على سمعتها التي خسرتها حتى على مستوى بعض حلفائها ..
واشارت الدكتورة نادين إلى أن ما قام به الجيش اليمني أحرج الإدارة الأمريكية المدافعة عن إسرائيل والحامية ووجدت من الصعوبة أن تخوض حرباً منفردة ضد اليمن خصوصاً وأن ما قام به الجيش اليمني حظي بتأييد شعبي عربي وإسلامي ودولي وله مبرره الإنساني والعربي، ولهذا سعت لحشد تحالف دولي تتستر خلفه لحماية إسرائيل من جانب، وفرض وجودها في المضيق الحيوي الذي تمر من خلاله 40٪ من التجارة البحرية العالمية ، ومع ذلك لم تستطع حتى الآن حشد العدد الكبير من الدول لهذا التحالف، والدول التي قبلت المشاركة لن تؤثر على هدف الجيش اليمني وعملياته وسيخلق حالة من التوتر ستكون له نتائج سلبية على التجارة العالمية وسيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع عالمياً .
أمريكا العدو الأول ورأس الإرهاب
الدكتورة سلمى الجرجاني -سبتة ..ليبيا- قالت : أولاً ألف رحمة لشهداء فلسطين وألف تحية للمقاومة الباسلة التي قهرت هذا العدو الغاشم قاتل الأطفال والنساء، والخزي والعار للأنظمة العربية والإسلامية التي عجزت عن إدخال حبة دواء أو قنينة ماء لملايين المحاصرين في القطاع الصامد.. والتحية موصولة للجيش اليمني والشعب في يمن العروبة الذين وقفوا بكل شجاعة وضربوا العدو في الصميم ..
وثانياً علينا أن نعرف أن أمريكا هي العدو الأول وهي رأس الإرهاب وهي الراعي الرسمي للكيان الصهيوني والمدافع عن كل الجرائم التي تُرتكب في غزة منذ أكثر من 73 يوماً وراح ضحيتها أكثر من 20 ألفاً معظمهم من الأطفال والنساء.. فيما تقف أمريكا في وجه كل خطوة من شأنها وقف هذه الإبادة للشعب العربي الفلسطيني..
وأقول بكل صراحة إذا لم يتم تهديد المصالح الأمريكية في كل البلاد العربية والإسلامية بما فيها سفاراتها ستمضي أمريكا في مخططها لإخلاء غزة وإعادة رسم خارطة المنطقة بما يلبي مصلحة إسرائيل حتى لو قُتل ملايين العرب في فلسطين ولبنان، لبنان التي سيأتي دورها بعد الانتهاء من غزة ..
واضفت الدكتورة سلمى : المخزي والمهين ليس فقط الصمت الرسمي العربي والإسلامي بل مسارعة دول عربية لتقديم المساعدة للصهاينة، وعمل جسر من دبي إلى ميناء حيفا بعد أن أغلقت ميناء إيلات بفعل الهجمات البطولية التي ينفذها الجيش اليمني، وهذا التحالف الذي شكلته أمريكا مع عدد من الدول التي هي حليفة لها ولإسرائيل ومشاركة البحرين المطبّعة مع العدو لن يثني الجيش اليمني عن تنفيذ هجماته ومنع وصول السفن لدولة الكيان..
أمريكا تتذرع بحماية الملاحة العالمية لكن في الحقيقة هي حماية إسرائيل وتعزيز وجودها العسكري في هذه المنطقة الحيوية من العالم.. وأي صدام مع الجيش اليمني سيؤدي إلى توسع الصراع في المنطقة ولن يخدم بأي حال الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب .
الأنظمة المتصهينة والعميلة
د. العربي بوسعيد - الرباط - تحدث قائلاً: تحية لكل أبناء الشعب اليمني وجيشه العربي البطل الذي وقف بكل شجاعة إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يواجه أبشع وأقبح حرب إبادة على يد الصهاينة في وقت تقف العديد من الانظمة العربية والإسلامية موقف المتفرج وتكتفي بإطلاق التصريحات والبيانات وحصر عدد الشهداء من الأطفال والنساء الذين يسقطون كل يوم في مجازر مروعة يرتكبها الصهاينة وبمباركة ودعم أمريكي مطلق..
الدرس المستفاد من هذا العدوان النازي الهمجي أنه كشف للعالم عظمة المقاومة الفلسطينية وهشاشة هذا العدوان وجيشه الذي سُحق تحت نِعال مجاهدي القسام والأقصى وغيرها من فصائل المقاومة الباسلة التي تسطّر أعظم ملحمة في التاريخ ، كما أن هذا العدوان فرز الأنظمة المتصهينة والعميلة لأمريكا والمشارِكة في سفك دماء الشعب الفلسطيني..
هذا التحالف الذي تسعى أمريكا لتشكيله هو دائرة من دوائر التآمر الأمريكي لدعم إسرائيل وحمايتها وتعزيز هيمنتها في المنطقة وبالذات البحر الأحمر ومضيق باب الباب.. وأشيد هنا باليمن التي مارست حقها الطبيعي في هذا المضيق، وهذه خطوة كبيرة أشعرت الأمريكي بالخطر والخوف.. وليت بقية الدول العربية نَحَتْ هذا المنحى واستغلت إمكانياتها وموقعها في مواجهة هذا العدو الغاشم والدول الداعمة له، ولكن المؤسف أن الدول العربية والإسلامية عاجزة حتى عن التلويح بإعادة النظر في التطبيع مع دولة الكيان إذا لم توقف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.. وعلى الجميع أن يعرفوا أن لا سلام لإسرائيل ولا استقرار في المنطقة قبل أن ينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة ويقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس. |