|
|
|
حاوره / رئيس التحرير - أكد الأخ إحسان عطايا -عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، رئيس دائرة العلاقات العربية والدولية- أن صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري، والتصدي بشجاعة منقطعة النظير للعدوان الإجرامي، أفشل مؤامرات الأعداء ومخططاتهم، وأسقط أهدافهم المعلنة..
وأشار -في حوار أجرته معه "الميثاق"- إلى أن المخرج المناسب لهذا العدوان هو ضربة كبيرة أو مفاجأة تستهدف الأعداء وتكسر غطرستهم، موضحاً أن المطلوب اليوم إيجاد رافعة وطنية فلسطينية جامعة مبنية على مشروع المقاومة والتحرير..
وأكد أن دعوة المؤتمر الشعبي العام لإنهاء حالة الانقسام تنطلق من حرصه الشديد على القضية الفلسطينية، وكونه يدرك أن الوحدة الفلسطينية أولوية مهمة وضرورية للوصول إلى إزالة الاحتلال..
واشاد إحسان عطايا بالموقف اليمني من العدوان الصهيوني على غزة ووصفه بالمتميز والشجاع وله تأثير على صانِعِي القرار في العالم..
فيما يلي تفاصيل الحوار:
- كيف تنظرون للمشهد الفلسطيني الراهن على ضوء الموقف العربي والإسلامي؟
* الهجمة العدوانية الشرسة على المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية تؤكد إصرار الصهيونية العالمية على السير قُدُماً لتصفية القضية الفلسطينية، وإبادة الشعب الفلسطيني، وتهجير من تبقَّى منه، تحت عناوين مختلفة..
صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري، والتصدي بشجاعة منقطعة النظير للعدوان الإجرامي، أفشل مؤامرات الأعداء ومخططاتهم، وأسقط أهدافهم المعلنة، وهي: سحق المقاومة الفلسطينية، وإعادة أسْراهم بالقوة، واستعادة غزة إلى الاحتلال العسكري الصهيوني.. وأوقع قادتهم في مأزق وإرباك كبير، وكبَّد جيشهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد..
أمام هذا المشهد الفلسطيني، نجد أن الموقف العربي والإسلامي الرسمي بغالبيته منحاز لمشروع الأعداء، وعاجز عن الوقوف إلى جانب الأطفال والنساء والمدنيين الذين يستهدفهم العدو الصهيوني والأميركي بصواريخه وأسلحته الحديثة، ويُمْعِن في قتلهم وإبادتهم الجماعية.. ناهيك عن محاولاته منع شعوبه من التعبير عن رأيها وغضبها، وخروجها للتظاهر، احتجاجاً على ما يجري من سفك للدم الفلسطيني، وقصف للمستشفيات والمراكز الصحية، والمدارس ومراكز الإيواء، والكنائس والمساجد، والمباني السكنية على رؤوس قاطنيها...
- ما المخرج المناسب والموضوعي من العدوان الراهن؟ وهل هناك رؤية فلسطينية جامعة تحدد حاضر ومستقبل القضية؟
* المخرج المناسب لهذا العدوان هو ضربة كبيرة أو مفاجئة تستهدف الأعداء وتكسر غطرستهم، فتضطر أميركا التي تقود هذا العدوان الإجرامي بمختلف جوانبه إلى الانكفاء، والسعي لإنقاذ الكيان الصهيوني من الانهيار الكامل..
أما حول الرؤية السياسية الفلسطينية، والتصورات التي تُطرح هنا وهناك، فإنها لا تقدم ولا تؤخر في مسار ما يجري على الأرض، لأن التأثير الأساس على أية قضية مطروحة للنقاش يكمن في نتائج المعركة الميدانية التي ستحدد مستقبل القضية الفلسطينية.
- من المعروف أن هذا المخرج يتطلب حواراً فلسطينيّاً في إطار حالة اصطفاف يتجاوز الأجندة الضيقة، ويفتح آفاقاً أرحب للقضية.. ماتعليقكم؟
* من الناحية النظرية صحيح، ولكن من المؤكد أن الحوار الفلسطيني الوطني لم يرتقِ بعد إلى حالة إجماع للفصائل الفلسطينية حول خيار المقاومة، وموقف موحد من المشروع الصهيوني، ورؤية مكتملة لتحرير فلسطين، وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأرضهم التي اقتُلعوا منها منذ العام 1948م حتى يومنا هذا.
- هل الحوار الفلسطيني - الفلسطيني ممكن في الوقت الراهن خاصة في ظل التدخلات الإقليمية والدولية التي تحاول توجيه بوصلة القضية باتجاه تحقيق مصالحها؟
* من العقبات التي تواجه الحوار الفلسطيني - الفلسطيني الجاد والمثمر، هو التدخلات الإقليمية والدولية المعروفة، والتي تمنع وصول الفلسطينيين إلى تفاهمات جامعة، لأسباب عدة، أبرزها أن أعداءنا يدركون أن وحدة الشعب الفلسطيني ومقاومته تشكل ركيزة متينة لتحقيق الانتصار، وعاملاً رئيساً لهزيمة الأعداء، وخطوة استراتيجية على طريق تحرير فلسطين والمنطقة من المشروع الأميركي الصهيوني.
- دعوة المؤتمر الشعبي العام باليمن مختلف الفصائل الفلسطينية إلى تجاوز حالة الانقسام.. كيف تنظرون لها؟ وما إذا كانت تستحق أن تكون أحد العناوين البارزة لخطة التحرك السياسي لكل الفصائل؟
* دعوة المؤتمر الشعبي العام في اليمن لإنهاء حالة الانقسام بين الفصائل الفلسطينية تنطلق من حرصه الشديد على القضية الفلسطينية، وإدراكه أن الوحدة الفلسطينية أولوية مهمة وضرورية للوصول إلى إزالة الاحتلال، وتحقيق النصر على الأعداء، وهي قضية جوهرية لنجاح أية خطة تضعها الفصائل الفلسطينية لتحركها السياسي، وعملها المقاوم.
- بالمناسبة، كيف تنظرون للموقف اليمني عموماً الداعم للشعب الفلسطيني، وما تقوم به القوات اليمنية من دور داعم، بهدف إجبار الكيان الصهيوني على إيقاف عدوانه وحصاره الظالم على شعبنا الفلسطيني؟
* تميّز اليمن العزيز بموقفه الجريىء والشجاع، واتخاذه خطوة متقدمة جدّاً تجاه الأعداء، حيث أعلنت قيادته موقفها الواضح من العدوان الصهيوني الأميركي، وأعطت تعليماتها للقوات اليمنية بمنع السفن الصهيونية أو السفن المتجهة نحو الموانئ الصهيونية من استخدام البحر الأحمر وعبور باب المندب، طالما أن غزة محاصرة، وتتعرض لعدوان وحشي، وتُشنّ ضد شعبها الفلسطيني حرب إبادة جماعية وحرب تجويع..
وقد تحدى القائد السيد عبدالملك الحوثي أميركا وحلفها المعادي، بشكل جدي وصريح، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أصالة الشعب اليمني الذي يقف خلف قيادته بثبات وقوة، ويتحدى العالم، رغم أنه ما زال يعيش تحت وطأة الحصار، ويعاني من تداعيات الحرب الظالمة ضده..
وهذا الدعم والإسناد اليمني لفلسطين، كان له تأثير مهم جدّاً على صانعي القرار في العالم، وعلى مجريات العدوان الغاشم على شعبنا.
- هناك مناقشات سياسية وإعلامية، تدار بالعلن حول مستقبل غزة وإدارتها.. ماذا يعبّر موقف حركة الجهاد من كل ما يعتمل حول هذا الجانب؟
* معظم ما يُطرح في الإعلام من قضايا للنقاش حول مستقبل غزة وإدارتها، في ظل استمرار العدوان الهمجي على شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، هو محاولة أميركية خبيثة لإشغال الرأي العام من جهة، وإعطاء المزيد من الوقت للعدو الصهيوني لارتكاب المزيد من المجازر والقتل والتدمير من جهة أخرى..
لقد قُدّمت لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مؤخرًِاً، خلال زيارة الأمين العام ونائبه للقاهرة بدعوة مصرية، ورقة تتضمن أفكاراً ومبادئ عامة للنقاش، سوف تتم مناقشتها وبلورة موقف فلسطيني موحد منها خلال الأيام القادمة..
ولكن قيادة الحركة أكدت على موقفها الحاسم بضرورة وقف العدوان الشامل على شعبنا، وليس الذهاب إلى هدنة مؤقتة، ورحبت بكافة الجهود التي تُبذل لوقف العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني.
- هناك أيضاً من يطالب بضرورة الإسراع نحو إجراء انتخابات رئاسية فلسطينية كواحدة من المخارج.. ما تعليقكم؟
* موقفنا من اتفاقية أوسلو ومخرجاتها واضح، وكل ما جُرّب في السابق وفشل، لا يمكن أن يصلح ليكون مخرجاً مناسباً يصب في مصلحة شعبنا ومقاومتنا وقضيتنا..
المطلوب اليوم إيجاد رافعة وطنية فلسطينية جامعة، مبنية على مشروع المقاومة والتحرير، عمادها إطار وطني قائم على وحدة الموقف الفلسطيني، لمواجهة التحديات الراهنة، والمؤامرات الخطيرة التي تستهدف تصفية قضيتنا.
- هل حان الوقت أن يتجه العرب اليوم نحو التحالف مع قوى جديدة، كالصين وروسيا في مواجهة الصلف الأمريكي الداعم بلا حدود للكيان الصهيوني؟
* لقد حان الوقت لعودة العرب والمسلمين إلى أصالتهم وجذورهم، والانعتاق من الاستعمار الصهيوني الغربي العالمي، وتوحيد صفوفهم، وفضّ العلاقة مع أعدائهم، ولمّ شملهم، عندها سيصبحون هم قطب الرحى، وتسعى للتحالف معهم دول عظمى في هذا العالم، لما يملكونه من قدرات وثروات وإمكانات هائلة، وسيكونون الطرف الأقوى الذي يفرض احترامه على الجميع، وليس الطرف الأضعف الذي يتكالب عليه القاصي والداني، وتنهشه الأعداء من كل جانب، كما هو حاله الآن.
- تقييمكم لأداء الإعلام العربي في تعامله الراهن مع ما يعتمل من عدوان على شعبنا.. هل يقدم الصورة الكاملة ويناقش أسباب الفشل العربي بموضوعية؟
* للأسف الشديد، الإعلام العربي التابع للنظام الرسمي يعبّر عن موقف الدول العربية بشكل عام، ويتعامل مع العدوان من منظور هذه الدول وتوجهاتها، وبالتالي يتم تظهير الصورة أو المشهد بما يتناسب مع رؤيتها وعلاقتها بدول العدوان على غزة.
أما الإعلام الحر، والإعلام المقاوم، فقد أدى دوراً مهمّاً في المعركة الإعلامية، وفضح أكاذيب العدو وجرائمه، ونقل الحقائق الصادمة إلى الرأي العام، واستطاع أن يغيّر مجرى هذه المعركة لمصلحة المقاومة، ويدحض تلفيقات العدو وخدعه، ويكشف خسائره الميدانية التي يتكتم عن معظمها.
- أيضاً حراك الإطارات المدنية العربية هل يتفق مع فظاعة ما يواجهه شعبنا الفلسطيني من عدوان، أم أنه ما زال حراكاً شعاريّاً لا يتجاوز الخطوط الحمراء للأنظمة العربية؟
* من المؤكد أن تحركات المجتمع المدني العربي التضامنية مع غزة تتأثر بتوجه الأنظمة العربية عموماً، لذلك نراها متفاوتة بين دولة وأخرى، وربما لا ترتقي إلى مستوى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر بشعة، وإجرام صهيوني نازي.
- بالمناسبة، هناك من يشير إلى أن أداء الإطارات المدنية في أوروبا أكثر فاعلية من الإطارات العربية.. ما تعليقكم؟
* ربما يكون أداء المجتمع المدني في بعض الدول الأوروبية أكثر فاعلية، وليس في جميعها، والجميع شاهَد استدارة بعض الدول الشريكة في العدوان، بعد شعورها بالتورط في جرائم الحرب الموصوفة، وذلك بهدف امتصاص ردود أفعال الجماهير الغاضبة استنكاراً للعدوان الهمجي على غزة، علماً بأن معظم دول العالم غطت جرائم العدو ومجازره، وشاركت في هذا العدوان بشكل أو بآخر.
- كلمة أخيرة تود توجيهها عبر صحيفة الميثاق لسان حال تنظيم المؤتمر الشعبي العام؟
* أولاً: نتوجه إلى الشعب اليمني العزيز بتحية إكبار واحترام، لجهوده الجبارة في إسناد مقاومتنا، ودعم مظلومية شعبنا.
ثانيًا: التحية موصولة إلى المبادرات الوزارية اليمنية التي تَواصَل مسئولوها مع ممثلي قوى المقاومة الفلسطينية في اليمن، وعلى رأسهم وزارة الصحة التي زار وفدها ممثل حركة الجهاد الإسلامي في مكتبه في صنعاء، منذ الأيام الأولى للعدوان، وعرض عليه إرسال أطباء مختصين إلى غزة، للتخفيف من معاناة الجرحى والمرضى وبلسمة آلامهم، ومساندة الأطباء الفلسطينيين في ظل الأعداد الهائلة من الإصابات المتنوعة جرَّاء القصف الصهيوني الهيستيري.
ثالثًا: التقدير الكبير لدور الإعلام المقاوم في اليمن الحبيب، من قنوات فضائية، وإذاعية، وصحافة مكتوبة، وإعلام رقمي، ووسائل تواصل اجتماعي.. وهنا أخص صحيفة الميثاق اليمنية الناطقة باسم المؤتمر الشعبي العام، لدورها الإعلامي الرائد والمعبر والمؤثر، على مستوى الرأي العام الهادف والفكر المقاوم.
رابعاً: مسك الختام التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء ليحفظ القيادة اليمنية الشجاعة، وعلى رأسها السيد القائد عبدالملك الحوثي، ويحفظ محور المقاومة وقُواها في المنطقة، ويحفظ مقاومتنا في فلسطين، وشعبنا الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان غاشم في غزة والضفة الغربية، وينصرنا على أعدائنا، لنصلي جميعاً في المسجد الأقصى بإذن الله تعالى.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|