بقلم/ صادق بن أمين أبوراس- رئيس المؤتمر الشعبي العام: - سيظل الراحل وفقيد الوطن اللواء/ يحيى محمد المتوكل واحداً من القيادات الوطنية التي استطاعت أن تترك بصماتها في تاريخ النضال الوطني بمختلف مستوياته السياسية والعسكرية والدبلوماسية..
لقد كان الفقيد اللواء/ يحيى محمد المتوكل أحد أبرز القيادات الوطنية التي لعبت دوراً حاسماً في صُنْع الأحداث والتحولات التي مرَّ بها الوطن من خلال تواجده ومشاركته الفاعلة فيها بشكل مباشر، حيث كان أحد أعضاء تنظيم الضباط الأحرار الذين استطاعوا تفجير ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي أنهت الحكم الإمامي وأخرجت اليمن إلى عهد جديد من الحرية والدولة..
ومنذ فجر الثورة اليمنية -والتي أسهم في الدفاع عنها ثم شارك في تثبيت دعائم نظامها الجمهوري- وحتى توفاه الله سطَّر الراحل تاريخاً زاخراً بالبذل والعطاء والإسهام في بناء الدولة اليمنية في مختلف المحطات، وعمل مع مختلف الرؤساء الذين حكموا اليمن منذ ٢٦ سبتمبر فكان نموذجاً لرجل الدولة الذي يخدم بلده ووطنه وشعبه بغير مِنَّة، سوى قناعاته بأن التضحية والعمل من أجل الناس وخدمتهم هو أفضل ما يمكن أن يقدمه الإنسان لكي يرحل وهو تارك وراءه إرثاً يخلّده في قلوب الناس قبل أن يسجل اسمه في كتب التاريخ..
ولذلك فإن مَنْ عرف فقيد الوطن المتوكل وعمل معه في مختلف المناصب التي تقلَّدها سواء أكانت عسكرية أو مدنية أو سياسية أو دبلوماسية لاشك أنه يعرف كم كان المتوكل مثالاً يُحتذى به في البذل والإخلاص والمهنية والكفاءة واستطاع أن يحقق نجاحات ستظل تُذكر في سِجله الوطني ورحلته الكفاحية..
وبالإضافة إلى ما سطَّره الراحل في مجالات عمله التي تقلَّدها فلقد كان له حضور سياسي واضح في إطار إسهامه في تأسيس المؤتمر الشعبي العام والعمل من خلاله في بناء وتطوير العمل التنظيمي والسياسي والجماهيري من خلال شَغْلِه مناصب تنظيمية مهمة كان آخرها منصب الأمين العام المساعد للشئون السياسية والعلاقات الخارجية وهو أمر يُضاف إلى رصيده الوطني وإسهاماته على الصعيد التنفيذي..
ولقد كنت أحد الذين عملوا إلى جانب فقيد الوطن يحيى المتوكل في فترات مختلفة سواءً على الصعيد التنفيذي أو على صعيد العمل التنظيمي داخل المؤتمر الشعبي العام؛ وخلال ذلك عرفتُ الفقيد يحيى المتوكل الإنسان الذي يمتاز بكونه اليمني الشهم والرجل الحكيم والإنسان المتواضع وصاحب الرؤية الثاقبة والقريب من الناس والذي لا تغيّره المناصب مهما عَلَتْ..
ختاماً.. ونحن نستذكر فقيدنا يحيى المتوكل -رحمه الله- فإننا نستذكر دروساً من الوطنية والبذل والعطاء التي ستظل نبراساً يُحتذى بها من قِبل الآخرين سواءً أكان ذلك على الصعيد الوطني أو على صعيد المؤتمر الشعبي العام. |