د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* - تأتي ذكرى تولّي الشيخ المناضل صادق بن أمين أبو راس رئاسة المؤتمر الشعبي العام خلفاً للزعيم الشهيد علي عبدالله صالح عقب استشهاده في أحداث 2 ديسمبر 2017م في ظل ظروف استثنائية صعبة جدا، وفي غاية التعقيد والتي كانت تستهدف تفكيك وتمزيق واجتثاث المؤتمر..
حيث تمكن رئيس المؤتمر الشيخ المناضل صادق أبو راس بحنكته وقدرته القيادية الفذة من مواجهة كافة المخططات والمؤامرات التي تستهدف تمزيق المؤتمر وتقسيمه، وذلك من خلال العمل بنصوص النظام الداخلي للمؤتمر ولوائحه المتفرعة والحفاظ على تماسك المؤتمر على مدى 6 سنوات منذ توليه رئاسته وحتى اليوم..
كما استطاع الشيخ المناضل صادق أبو راس منذ تولّيه رئاسة المؤتمر بقيادته الحكيمة ذات الحنكة والخبرة والتجربة أن يكون جديراً بالموقف الوطني الشجاع الذي ما كان للمؤتمر إلا أن يقفه انتصاراً لمبادئه ودفاعاً عن الوطن ومكتسباته وثوابته الوطنية وإلى جانبه قيادات وأعضاء المؤتمر المخلصون وجميع أنصاره جنباً إلى جنب مع مختلف القوى الوطنية الفاعلة في معركة الدفاع عن الوطن واستقلاله والتصدي للعدوان..
عمل الشيخ المناضل صادق بن أمين أبو راس على تعزيز وتلاحم وتماسك المؤتمريين، وتمتع بقوة جأش وصبر وحكمة لتجاوز كل الضغوطات التي واجهها من الداخل والخارج حتى تجاوز هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ اليمن والتنظيم بحكمة واقتدار..
لقد أكد حرصه وتأكيده الدائم والمستمر على مواقف المؤتمر الشعبي العام المتمثلة بالتمسك والدفاع عن الثوابت الوطنية العليا ممثلة بأهداف ومبادئ الثورة اليمنية "26 سبتمبر، و14 أكتوبر، و30 نوفمبر، و22 مايو"، والتمسك بالنظام الجمهوري والوحدة اليمنية والنهج الديمقراطي التعددي..
وقد أثبت المؤتمر الشعبي العام -رغم تغييبه- أنه حزب الشعب وسفينة النجاة ومرسى السلام على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، حزب يؤمن بالوسطية والتعددية والديمقراطية والحرية وقِيَم التسامح والتعايش ومبدأ التداول السلمي للسلطة..
المؤتمر الشعبي العام بقيادة المناضل الشيخ صادق بن أمين أبو راس يضمّد جراحه ويلملم صفوفه ويوحد مواقفه وينظر إلى المستقبل، لذلك المؤتمر رقم صعب لا يمكن تذويبه أو تغييبه رغم الظروف الاستثنائية، فكلما حاول البعض تهميشه خوفاً من حب الناس وتصدر المشهد اليمني زاده ذلك تماسكاً واصطفافاً ووحده وشعبية..
والحقيقة التي لا يمكن أن يغفلها العقلاء هي أن المؤتمر ساكن في وجدان وقلوب وعقول وفكر كل يمني حر يؤمن بالأمن والاستقرار والسلام والبناء والتعمير والغد المشرق، كونه نابعاً من التربة اليمنية والهوية الوطنية ولديه مشروع دولة ويملك إرادة حرة ومبادئ سامية لاسيما بعد أن سقطت الكثير من الأحزاب والحركات والتيارات والقيادات والنخب..
كان ولا يزال المؤتمر الشعبي العام بقيادة المناضل الشيخ صادق أبو راس يؤكد على ضرورة أن يجنح اليمنيون للسلام، مكرراً دعواته من أجل إيجاد أرضية مشتركة ينطلق منها فرقاء العمل السياسي لإيقاف نزيف الدم، وأن يكون الحوار وفق ثوابت وطنية خالصة بعيداً عن التفرد للوصول لصيغة مشتركة تضمن السلام المستديم ليتفرغ الجميع بعدها لإصلاح وإعمار ما دمرته الحرب خلال السنوات التسع العِجاف التي مضت..
بعيداً عن الكلمات المستهلكة والقراءات السطحية وتكرار ما قد كُرر، وبعيداً عن مصطلحات التبجيل ومفردات المديح الحزبية دعونا نتكلم عن حزب المؤتمر الشعبي العام بلغة منطقية صادقة ومحايدة (إلى حد بعيد) يفهمها الأعداء قبل الأصدقاء ، وبنظرة ثاقبة لطبيعة الشعب اليمني سنكتشف أن تركيبة وفكر المؤتمر الشعبي تنطبق تماماً وتتناغم مع تركيبة وفكر السواد الأعظم من اليمنيين فهو مسلم بالفطرة يقدّس ربه ومعتقداته لكنه لم يتخذ من الدين وسيلة للوصول إلى السلطة، وهو عربي بالأصل لكنه لم يجعل من القومية والعروبة غاية وشعاراً براقاً، وهو تقدمي منفتح لكنه لم يكن ولن يدعو إلى الليبرالية أو العلمانية مثلما تتمنى بعض الأحزاب ان يكون نظام حكم اليمن كذلك..
لا غرابة إذاً، إذا تجذَّر حب المؤتمر في قلوب أبناء الشعب اليمني وتمتع بهذه الشعبية الكبيرة فالشعب أصدق إنباء من الكتب، لذلك سيبقى المؤتمر الشعبي العام رقماً صعباً لا يمكن تجاوزة وصمام أمان اليمن ووحدته وعزه وفخره مهما حاول المتربصون بالمؤتمر شراً.. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين..
ختاماً.. نرجو لشيخنا القدير والمناضل صادق بن أمين أبو راس -رئيس المؤتمر الشعبي العام- الصحة والعافية والقوة والقدرة على مواجهة كل العواصف والحفاظ على المؤتمر موحداً متماسكاً مصطفاً حول قيادته الحكيمة مؤدياً دوره الوطني بالمحافظة على ثوابته الوطنية وسيادة واستقلال ووحدة اليمن أرضاً وشعباً.
* عضو اللجنة الدائمة الرئيسية
رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالدائرة الخامسة |