إكرام المحاقري - 75 عاماً وفلسطين تعاني من الوحدة في مواجهة العدو الصهيوني نتيجة السبات العربي والذي لم يستيقظوا منه بعد، ولم يحرّكوا ساكناً لتحرير فلسطين من الهيمنة الصهيونية، في ظل توحد لقوى الشر في محاربة المسلمين تحت لواء الشيطان الأكبر (أمريكا)..
بدأت المتغيرات ولم تعد الأيام الخوالي التي عهدها العدو الصهيوني، وفُرضت التغييرات الجذرية في مواجهته ونصرة الشعب الفلسطيني، وما نشهده اليوم يعتبر لحظة البداية لأُفُول إمبراطورية الشيطان وهيمنته، وبزوغ شمس الحرية للمسلمين من جديد، وتحققت الطموحات العربية التي كادت أن تندثر من صفحات التاريخ على يد الأحرار، وها هي اليمن -قيادةً وشعباً- تتصدر المواجهة في إعلان حرب عارمة ضد العدو الصهيوني، وبعودة توجيه بوصلة العِداء نحو العدو الحقيقي للأمة المستضعَفة، لتكون البداية في مواجهة العملاء والمرتزقة اللئام، إلى إن دقت ساعة الصفر لمواجهة العدو رأساً بالباليستيات والمُسيَّرات اليمنية، والتي استهدفت ميناء إيلات (أم الرشراش) والذي يمثل عموداً اقتصادياً للعدو الصهيوني، ومن ثَمَّ جاءت المفاجأة الكبرى بإغلاق باب المندب بوجه السفن الصهيونية وغيرها من السفن الداعمة للكيان الغاصب، والتي لم يَحْسُب العدو الصهيوني حسابها على مر التاريخ المعاصر، بتمريره مشروع التطبيع والخيانة مع تلك الأنظمة التي لا تقل حقارةً عنه..
لم تعد تلك الأنظمة العميلة تشكل أي داعم حقيقي للعدو الصهيوني بوجود القوة اليمنية الرادعة لتلك المشاريع المشئومة، فالوجود في قوانينهم لا يكون إلا للأقوى، وقد أصبحت القوة اليمنية هي من تشكل أكبر عائق أمام الصهاينة في المنطقة، حيث يشكل باب المندب ممراً رئيسياً واستراتيجياً للسفن التجارية، خاصةً تلك المتوجهة للعدو الصهيوني أو الخاصة به، فالقرار اليمني اليوم هو من يُحْكِمُ قبضته في مواجهة العدو وحصاره وإخضاعه للقوانين البشرية التي لم يحترمها العدو في تعامله مع الشعب الفلسطيني على مر القرون الماضية، ليشهد مخاضاً لولادة الحرية في المعركة الأخيرة والفاصلة: (طوفان الأقصى)..
اليمن من جديد إلى واجهة الأحداث، والعالم المتبلّد أصبح يراقب ما يصدر من اليمن أولاً بأول، وكيف لا يفعل واليمن فعل ما كان يتمناه أي إنسان في مواجهة الجرائم الإسرائيلية المتوحشة.. ولأول مرة في تاريخ هذا الكيان البغيض نراه يقف عاجزاً عن الرد من هَوْل ما يراه من تصعيد يمني متواصل باستهداف السفن والسيطرة على مِلاحة البحرين الأحمر والعربي يوماً بعد آخر، وبإصرار وعزيمة لا تلين..
الجميع بات ينتظر ويترقب، فالصديق يتلهف منتظراً المزيد من الدروس التي يلقّنها اليمنيون للعدو المتغطرس، والعدو قلق من أي تحرُّك يمني لن يؤدي إلا للمزيد من المعاناة التي يتكبدها مع كل عملية جديدة للجيش اليمني، والممر اليمني (باب المندب) والذي طالما كان باباً مفتوحاً لمن هبَّ ودبَّ، يتحول في أيام قلائل إلى أضيق ممر في وجه الطُغاة، وقريباً سيتحول إلى رمز عالمي لانكسار الاستكبار والظلم، وكما قال قائد سلاح البحرية الصهيوني السابق: "ممنوع الاستخفاف باليمنيين"، فهم يعرفون جيداً خطورة المرحلة ونتيجة المعركة، ولن تأتي قادم الأيام إلا بالانكسار والهزيمة للكيان الصهيوني، حتى وإن التجأ لتحريك أدواته الرخيصة من مرتزقة الفنادق لإقامة حرب خاسرة.. وإن غداً لناظره قريب. |