عبدالسلام الدباء - منذ نشأة إسرائيل كدولة في عام 1948م، تنصَّلت دائماً عن الاتفاقيات والمواثيق وقرارات الشرعية الدولية، وأظهرت عدم إيمانها بحل الدولتين، وبدلاً من ذلك تسعى إلى تحقيق طموحاتها المزعومة في إقامة دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل !!
ومن خلال هذا الموقف، لا شك أن الصراع لن ينتهي بل سيظل مستمراً، ولن يكون هناك استقرار أو سلام في الشرق الأوسط، حتى وإنْ تم العمل بما يسمى حل الدولتين والذي يطالب به المجتمع الدولي ويراه أساساً يمكن أن تُبْنَى عليه عملية السلام في الشرق الأوسط، غير أن إسرائيل لا تؤمن به، وترى أنه ليس الحل الذي يُرْضِي طموحاتها وأطماعها في المنطقة..
ومع ذلك، يجب أن نتساءل عما إذا كان حل الدولتين فعلاً هو الحل الذي يضمن السلام والعدالة في المنطقة.. والإجابة بلا شك تقول: لا ! .. لأن حل الدولتين فيه مكافأة للمحتل على حساب أصحاب الأرض الحقيقيين، كما أنه لن يُنْهِي الصراع في المنطقة أو يجلب لها السلام، بل إن الصراع سوف يستمر ما دام هناك احتلال غير شرعي، ومقاومة مشروعة ترفضه..
إذاً ما هو الحل؟.. بلا أدنى شك إن الحل العادل والشامل الذي يجلب الأمن والسلام إلى منطقة الشرق الأوسط هو حل العودتين، والذي يقتضي أولاً عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه المحتلة، وثانياً عودة المستوطنين اليهود والصهاينة إلى بلدانهم الأصلية التي قَدِمُوا منها، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بشكل كامل..
وبهذا فقط يمكن أن يتحقق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، لأنه الحل الذي يحقق العدالة للشعب الفلسطيني ويرفع عنه الظلم الذي تَعَرَّض له بسبب الطرد والتهجير القسري وأعمال الإبادة الجماعية التي تجري عليه إلى الوقت الراهن، كما أن هذا الحل سوف يُنْهِي معظم أسباب الصراع ويحقق الاستقرار بالمنطقة، ويجلب السلام الذي يتطلع إليه الجميع..
وفي الواقع فإن هذا الحل لن يكون أمراً سهلاً وأنه سوف يواجه تحديات كبيرة وصعوبات في التنفيذ، لكن ما دامت إسرائيل لا تقبل بحل الدولتين، بكل ما فيه من ظلم وإجحاف بحق أصحاب الأرض، فإن المنطق يقتضي أن يرفع الفلسطينيون سقف المَطالِب إلى حل العودتين..
وقديماً قِيل: خَوّفه بالموت يِرْضى بالحُمَّى.. |