موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 06-فبراير-2024
حسن‮ ‬عبدالوارث -
ما‮ ‬يزال‮ ‬العرب‮ ‬يُثرثرون‮ ‬عن‮ ‬ماضيهم‮ ‬التليد‮.. ‬وأظنهم‮ ‬سيظلون‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬النحو‮ ‬إلى‮ ‬يوم‮ ‬النشور،‮ ‬فليس‮ ‬لدى‮ ‬بني‮ ‬يعرب‮ ‬غير‮ ‬التغنِّي‮ ‬بأمجاد‮ ‬الأجداد،‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬عجزوا‮ ‬عن‮ ‬تحقيق‮ ‬ما‮ ‬يستدعي‮ ‬الفخر،‮ ‬ويستوجب‮ ‬الاعتزاز‮..‬
ففي مضمار الإنتاج والإبداع العربي تكاد تكون النتيجة صفراً -عدا إنتاج الكلام وإبداع الشعر- قياساً بشعوب ودول كانت تتغوَّط في العراء يوم كان العرب يُراكمون الاختراعات والاكتشافات والمؤلفات على رفوف الإنسانية حتى تبلغ سقف العالم..
أما‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬الاستهلاك‮ ‬فليس‮ ‬لغير‮ ‬العرب‮ ‬إنجاز‮ ‬أضخم‮ ‬مما‮ ‬للعرب‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬المجال‮.‬
انظر إلى اللائحة الاستهلاكية العربية -وكلها من منتوجات الغرب بالطبع- بدءاً من الماكنة بمختلف أغراضها وأحجامها، مروراً بتخريجات التقنية الرقمية في عديد الميادين، وصولاً إلى آخر صرعات الأزياء والكماليات والمكيجة!
وماذا‮ ‬بشأن‮ ‬الصراع‮ ‬العربي‮ - ‬الإسرائيلي‮ ‬التليد؟
لا أنصحك بالحديث في هذا الشأن. ويكفي أن نعرف أن حرب أكتوبر 1973م هي أول وآخر حدث يرفع رأس العربي في وجه عدوه الصهيوني.. أما بعد هذا التأريخ فقد راحت كل الرؤوس -إلاَّ من رحم ربي- تُطأطئ حتى غاصت في الرمال الباردة، بل إن بعضها تنكَّس في دهاليز اللقاءات السرية،‮ ‬التي‮ ‬مازالت‮ ‬تُعقد‮ ‬حتى‮ ‬هذه‮ ‬اللحظة‮ ‬في‮ ‬تل‮ ‬أبيب‮!‬
لن‮ ‬أنبس‮ ‬بكلمة‮ ‬واحدة‮ ‬عما‮ ‬يحدث‮ ‬لفلسطين‮ ‬حتى‮ ‬الساعة‮ ‬من‮ ‬العرب‮!‬
قال‮ ‬الشاعر‮ ‬العربي‮ ‬معروف‮ ‬الرصافي‮ ‬ساخراً‮:‬
‮"‬يا‮ ‬قوم‮ ‬لا‮ ‬تتكلموا‮.. ‬إن‮ ‬الكلام‮ ‬مُحرَّمُ
ناموا‮ ‬ولا‮ ‬تستيقظوا‮.. ‬ما‮ ‬فاز‮ ‬الاَّ‮ ‬النُوَّمُ
ودعوا‮ ‬السعادة،‮ ‬إنما‮ ‬هي‮ ‬في‮ ‬الحياة‮ ‬توهُّمُ
من‮ ‬شاء‮ ‬منكم‮ ‬أن‮ ‬يعيش‮ ‬اليوم‮ ‬وهو‮ ‬مُكرَّمُ
فليُمْسِ‮ ‬لا‮ ‬سمعٌ‮ ‬ولا‮ ‬بصرٌ‮ ‬لديه‮ ‬ولا‮ ‬فمُ‮".‬
والحق أننا لم نعد في حاجة إلى من ينصحنا أو يأمرنا أو يشير علينا بالصمت والغفلة، بل والغيبوبة.. فنحن خير من يثرثر، ويهرف بما لا يعرف، ثم يصمت صمت القبور حين يكون للقول قيمة وللكلام ثمن.. ونحن خير من ينام ملء جفونه عن شواردها، فيما يضطرب العالم ويصطرع من حولنا‮.. ‬يستوي‮ ‬النوم‮ ‬لدينا‮ ‬على‮ ‬فراش‮ ‬وثير‮ ‬أو‮ ‬على‮ ‬شوك‮ ‬نثير،‮ ‬بل‮ ‬نحن‮ ‬من‮ ‬اكتشف‮ ‬ذبابة‮ "‬التسي‮ ‬تسي‮" ‬واستخدمها‮ ‬على‮ ‬نفسه‮ ‬وأهله‮.. ‬فالأقربون‮ ‬أولى‮ ‬بالتنويم‮!‬
الأم العربية أفضل مَنْ تجيد تنويم طفلها: "نام نام واذبح لك جوزين حمام".. ما ذنب الحمام، رمز الحرية والمحبة والسلام؟.. ألم يكن أجدى -وأجدر- لو قالت له: "نام نام واذبح لك جوزين حُكَّام".. أو جوزين صهاينة؟.. أو هكذا توهمه على الأقل!
والأب‮ ‬العربي‮ ‬يُغري‮ ‬أولاده‮ ‬بالنوم‮ ‬باكراً‮ ‬في‮ ‬مقابل‮ ‬منح‮ ‬جائزة‮ ‬لمن‮ ‬ينام‮ ‬منهم‮ ‬قبل‮ ‬الآخرين‮.. ‬فيعتاد‮ ‬الجميع‮ ‬على‮ ‬النوم،‮ ‬طمعاً‮ ‬في‮ ‬الجائزة‮.. ‬وغالباً‮ ‬ما‮ ‬ينام‮ ‬الأب‮ ‬قبل‮ ‬الأولاد‮!‬
قال‮ ‬الشاعر‮ ‬العربي‮ ‬محمد‮ ‬مهدي‮ ‬الجواهري‮:‬
‮"‬نامي‮ ‬جياع‮ ‬الشعب‮ ‬نامي‮.. ‬حرستْك‮ ‬آلهة‮ ‬الطعامِ
نامي‮ ‬فانْ‮ ‬لم‮ ‬تشبعي‮ ‬من‮ ‬يقظةٍ،‮ ‬فمن‮ ‬المنـــــــــــامِ
نامي‮ ‬تصحِّي،‮ ‬نِعمَ‮ ‬نوم‮ ‬المرء‮ ‬في‮ ‬الكُرَب‮ ‬الجِسامِ
نامي‮ ‬إلى‮ ‬يوم‮ ‬النشور‮ ‬ويوم‮ ‬يُؤذن‮ ‬بالقيـــــــــــــامِ
نامي‮ ‬على‮ ‬نغم‮ ‬البعوض‮ ‬كأنَّه‮ ‬سجع‮ ‬الحمــــــــــامِ
نامي‮ ‬على‮ ‬الخُطَب‮ ‬الطوال‮ ‬من‮ ‬الغطارفة‮ ‬العظامِ
نامي‮ ‬تُريحي‮ ‬الحاكمين‮ ‬من‮ ‬اشتباكٍ‮ ‬والتحـــــــامِ
نامي،‮ ‬اليكِ‮ ‬تحيَّتي‮.. ‬وعليك‮ ‬نائمةً‮ ‬ســـــــــلامي‮".‬
‮..‬وتصبحون‮ ‬على‮ ‬نوووووووووووم‮!‬

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)