موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 06-فبراير-2024
د‮. ‬كمال‮ ‬البعداني‮ ‬ -
سألني البعض لماذا لم تحتفل بيوم الهوية اليمنية يا دكتور؟ فقلت لهم : بلادي وُلدت قبل التأريخ، ثم جاء التاريخ بعدها ليدون أمجادها.. هويتي هي ما أنفرد به دون الآخرين، وليست محصورة في صورة (الوعل) أو هذه الصورة أو تلك وإنْ كان رمزاً لفترة معينة من التاريخ اليمني، فهويتي كانت حاضرة عند بناء أول بيت وُضع للناس في الأرض، فما اختار الله لمؤانسة زوجة نبيه إبراهيم ورضيعها في الوادي المجدب الغير ذي زرع إلا قومي (قبيلة جرهم اليمانية)، فكان اليمانيون أول من شرب من ماء زمزم بعد السيدة هاجر وابنها الرضيع.. أصبح الرضيع طفلاً ثم فتى يافعاً نبياً يقال له إسماعيل، نشأ وشبَّ بينهم وتعلَّم منهم فزوَّجوه بالأولى والثانية، وكانوا أول من جاور البيت العتيق من البشر، ولا شك أنهم قد شاركوا في بنائه إلى جانب نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل..
نعم هويتي كانت حاضرة هناك عند البناء ، هويتي كانت حاضرة كذلك عندما أمر الله تعالى نبيه إبراهيم بدعوة الناس للحج بعد أن فرغ من بناء البيت، فكان أول من أجابه هم أهل اليمن كما قال ابن عباس.. هويتي كانت حاضرة مع أول كسوة للكعبة المشرفة عن طريق الملك (تُبّع الحميري)، هويتي تجدونها في سهيل اليماني، ومن ذا الذي يرتقي إليه؟ وفي الركن اليماني ومن ذا الذي لا يهوى إليه؟.. هويتي تجدونها في مكاربة وأقيال سبأ وتبابعة وأذواء حمير ، هويتي تم تدوينها بالخط المسماري على الصخور والأعمدة قبل ابتكار القلم ، فتجدونها في مداميك‮ ‬سد‮ ‬مأرب‮ ‬وقوائم‮ ‬عرش‮ ‬بلقيس‮ ‬ونحوت‮ ‬صهاريج‮ ‬عدن‮ ‬،‮ ‬تجدونها‮ ‬في‮ ‬صخور‮ ‬أرض‮ ‬الحبشة‮ ‬وسواد‮ ‬العراق‮ ‬وتخوم‮ ‬أرض‮ ‬الشام‮ ‬،‮ ‬تجدونها‮ ‬في‮ ‬مراسلة‮ ‬النبي‮ ‬سليمان‮ ‬مع‮ ‬الملكة‮ ‬بلقيس‮.. ‬
هويتي يا سادة حاضرة في شريعة موسى وبشارة عيسى وفي قرآن محمد عليهم جميعاً أفضل الصلاة والتسليم.. تجدونها في إرم ذات العماد التي لم يُخلق مثلها في البلاد ، تجدونها في غزة التي سكنها المعينيون اليمانيون ، وفي بيت لحم التي بناها الكنعانيون اليمانيون ، تجدونها في جنات سبأ وآيات مساكن سبأ ونزلت فيها آيات تُتلى حتى قيام الساعة.. وكما كانت هويتي حاضرة مع أبي الانبياء إبراهيم وابنه الذبيح إسماعيل ، فقد كانت حاضرة كذلك مع خاتم الانبياء ابن الذبيحين محمد عليه الصلاة والتسليم ، كانت حاضرة معه في بيعة العقبة الأولى والثانية ، ويوم أخرجه قومه من مكة استقبله اليمانيون في المدينة فأكرمهم الله وشرّفهم به ونالوا هذا الشرف دون غيرهم ، وأخرجهم الله به من الظلمات إلى النور ، فهويتي كانت حاضرة معه طوال حياته ، فتجدونها في رايات الأنصار يوم بدر وفي تضحيات يوم اُحد ، وثبات يوم حُنين ، تجدونها في إشارته بيده تجاه أبي موسى الأشعري (هذا هو وقومه) ، هويتي موجودة في الوسام الذي منحنا إياه من لا ينطق عن الهوى والمرصع بالإيمان والحكمة (الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية).. وكما كانت هويتي حاضرة معه في حياته فقد رافقته عند مماته بل ونزلت مع جسده الشريف إلى قبره ،فقد كُفّن بثوب سحولي يماني.. هويتي تجدونها في زُهد يوم السقيفة وثبات يوم اليمامة ، تجدونها في صمصامة معد بن يكرب الزبيدي وفي الصفيحة اليمانية التي ثبتت في يد خالد يوم معركة مُؤتة ، تجدونها في تضحيات معركة الجسر وفي نواصي خيل يوم القادسية.. هويتي كانت حاضرة يوم إخماد نار فارس وتحطيم إيوان كسرى وفرار هرقل من أرض الشام.. هويتي تجدونها في صحارى المغرب العربي وفي كل شبر من أرض الأندلس ، ابتداء بطريف بن مالك المعافري اليماني أول من وطأت قدماه أرض الأندلس من المسلمين ، مروراً ببطولات السمح بن مالك الخولاني وتضحيات عبدالرحمن الغافقي ورايات الحاجب المنصور ، وفي عقود جامع قرطبة الشهير ، وفي كل قِبلة مسجد حدد اتجاهها التابعي (حنش بن عبدالله الصنعاني) والذي أُطلق عليه مهندس المساجد في أرض الأندلس ،، وانتهاء بالأمير الفارس الشجاع موسى الغساني‮ ‬اليماني‮ ‬وهو‮ ‬آخر‮ ‬من‮ ‬استشهد‮ ‬دفاعاً‮ ‬عن‮ ‬غرناطة‮ ‬قبل‮ ‬سقوطها‮ ‬بسويعات‮.. ‬هويتي‮ ‬موجودة‮ ‬في‮ ‬شعر‮ ‬عبد‮ ‬يغوث‮ ‬الحارثي‮: ‬
أَبا‮ ‬كَرِبٍ‮ ‬وَالأَيهَمَينِ‮ ‬كِلَيهِما‮. ‬
وَقَيساً‮ ‬بِأَعلى‮ ‬حَضرَمَوتَ‮ ‬اليَمانِيا‮. ‬
وفي‮ ‬شعر‮ ‬حسان‮ ‬بن‮ ‬ثابت‮ : ‬
إني‮ ‬من‮ ‬القوم‮ ‬الذين‮ ‬جيادهم‮ ‬
طلعت‮ ‬على‮ ‬كسرى‮ ‬بريحٍ‮ ‬صرصر‮ ‬
وفي‮ ‬شعر‮ ‬الشاعر‮ ‬الأموي‮ ‬عمرو‮ ‬بن‮ ‬ربيعة‮ ‬
تقول‮ ‬عِيْسِـي‮ ‬وقد‮ ‬وافيْــتُ‮ ‬مبتهـلاً
‭_‬‮"‬لَحْجاً‮"‬وبانت‮ ‬ذُرَى‮ ‬الأعلام‮ ‬من‮ "‬عدنِ
‭_‬أَمُنْتَهى‮ ‬الأَرْض‮ ‬يا‮ ‬هـذا‮ ‬تريــد‮ ‬بِنَـا؟
‭_‬فَقُلتُ‮ ‬كَـلَّا‮ ‬،ولكـنْ‮ ‬مُنْتَهَـى‮ "‬اليَمَــنِ‮ ‬
هويتي يا سادة يا كرام لن تنتهي حتى مع قيام الساعة ! بل ستستمر حتى يوم المحشر حيث يزدحم الناس حول حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فيذودهم ويضربهم بعصاه حتى يشرب أهل اليمن ، هذه هي هويتي .. فيا من تحتفلون بيوم الهوية : لا تضيّقوا واسعاً ، ولا تقزّموا‮ ‬هويتنا‮ ‬رعاكم‮ ‬الله‮..‬


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)