محمد علي اللوزي - العسكرية الأمريكية اليوم غيرها بالأمس، بفعل امتلاك المقاومة القدرات العسكرية القادرة على أن تطال الجيش الأمريكي أينما وُجِد في منطقة الشرق الأوسط، لكونها قوة اتحدت في معنى المقاومة والمواجهة، وشكلت تحالفاً غير مسبوق في تاريخ الصراع مع الأوروأمريكي الصهيوني..
لعل الفضل في ذلك يرجع إلى المقاومة كفصائل لاعلاقة لها بالأنظمة، أو لنقل لاعلاقة لها بالدولة المستلَبة في قرارها السياسي والسيادي، وإلى امتلاكها قدرات تصنيع عسكرية فاعلة بل ومدمرة وذات قدرة عالية على المواجهة والتصويب، وبفعل الإيمان بعدالة القضية وبالاستقلالية وقوة الإرادة في اتخاذ القرار، كما هو حال اليمن وحماس في غزة، وحزب الله في جنوب لبنان..
والواضح من خلال مجريات الصراع وقدرة المقاومة على الانتصار لقضايا الأمة المصيرية، أن ثمة قوة عسكرية وترسانة أسلحة لايُستهان بها، استطاعت أن تبرهن على فعل المقاومة وتحقيق انتصارات عملاقة، كشفت تبلُّد المحتل الصهيوأمريكي وغباءه في إدارة الصراع، ونزقه الذي أوصله إلى هزيمة عسكرية وسياسية واقتصادية، والأهم من ذلك أخلاقية..
هكذا راهنت المقاومة على الفعل والإيمان بعدالة القضية، وحوَّلت التواجد الأوروأمريكي في البحار من خلال حاملات الطائرات والمدمرات والسفن إلى أهداف واضحة وقوية، لتتحول من قوة رهيبة إلى ماقبل طوفان الأقصى إلى عبء حقيقي ونقطة ضعف على أمريكا وحلفائها..
لعل اليمن أنجزت هذا بنجاح تام وكشفت أن التواجد الأمريكي على البحار مجرد وهم أمام تصميم وإرادة الدول في مواجهتها للغزاة المحتلين..
في المقابل تكشف الأحداث الأخيرة في (الأردن) وسقوط ضحايا من الجنود الأمريكيين بحوالي ثلاثين جندياً وضابطاً، أن القواعد العسكرية في المنطقة تحولت من تمركز قوة وهيمنة واستعلاء إلى نقطة ضعف حقيقية كماهو حال البوارج في مياه البحر الأحمر ودول المنطقة..
لقد اتضح للأمريكي أن ماكان يلوّح به من قوة للرعب سواء من خلال التواجد في المياه أو على الأرض من خلال القواعد العسكرية، لم يعد بذات الاستراتيجية الأوروأمريكية.. إن هذه القوة تحولت الآن في حضورها إلى أقل من (تكتيك)، كونها غير فاعلة بل وقابلة للهزيمة والخسائر الفادحة، علاوةً على أنها تشكل عبئاً اقتصادياً كبيراً كتواجد في دول المنطقة يحتاج إلى صرفيات مهولة، وإمداد وتموين كبيرين،
في المقابل تكشف لها أنها أعجز من أن تحافظ على مصالح أمريكا..
لقد أكدت المقاومة في تصدّيها لآلة الدمار الأمريكية أن دول الخليج عليها أن تستفيق من سُباتها، و تقر بأن أمريكا أعجز من أن تحميها بتواجدها في البحار أو كقواعد عسكرية على أراضي دول الخليج.. ولعلها قد فطنت إلى ذلك وعليها أن تبحث عن خَلْق علاقات ثقة مع دول المنطقة كبديل عن الحماية الأمريكية التي عجزت أن تحمي قواعدها وأساطيلها والكيان الصهيوني..
دول الخليج أمامها فرصة لتراجع حساباتها مع جيرانها.. فأمريكا اليوم أضعف من أي وقت مضى، لقد هُزمت سياسياً وعسكرياً وإعلامياً وأخلاقياً وعلى كافة الصُعُد، وليس سوى تحول مهم تجريه دول الخليج لتحالفات حقيقية ودفاع مشترك، فهو وحده القادر على خلق منطقة آمنة تنعم بالأمن والاستقرار والعيش الكريم..
فهل نجد بعد سنوات طوال من العدوان على اليمن نقلة إلى الأمام من قِبَل الجارة السعودية لإيجاد تسوية سلام عادلة تصل بالبلدين إلى اتفاقية دفاع مشترك.؟!.. قادم الأيام يكشف ذلك.. والزمن أب لكل حقيقة..
|