د. عبدالوهاب الروحاني - جنوب أفريقيا لا تزال ترابط على أعتاب محكمة لاهاي.. تترافع بحثاً عن حريتها التي يجب أن تكتمل تبعاً لزعيمها الخالد، الذي قال " إن حرية جنوب أفريقيا لن تكتمل حتى تتحرر فلسطين"..
منديلا قال عبارته الشهيرة بعد أن حرر بلاده، وبعد أن رفعت أمريكا مُرغمةً اسمه من قائمة الإرهاب، أي بعد أن أصبح رمزاً لنضال وحرية الشعوب في العالم.. أبعد من ذلك قال للأمريكان
من نيويورك "أعداؤكم ليسوا بالضرورة أعداءنا... وياسر عرفات والقذافي وكاسترو دعموا نضالنا بالقول والفعل، ونحن ندعم نضال الفلسطينيين"..
العلم الفلسطيني يرفرف جنباً إلى جنب مع علم جنوب أفريقيا على مباني جوهانسبرج، وبريتوريا وبيوت المواطنين الأفارقة.. بمعنى أن المعاناة المشتركة خلقت كيمياء النضال المشترَك بين جنوب أفريقيا وفلسطين..
شيف زوليفوليل حفيد مانديلا، قال "إن المقاومة الفلسطينية تمثّلني"، ثم الرئيس "رامفوزا" قالها بلغة "الزولو" فصيحة ومسموعة "ذهب محامونا يدافعون عن قضيتنا في لاهاي" .. بمعنى أن القضية الفلسطينية بـ"الزولو" وليس بالعربي هي قضية رئيس وشعب جنوب أفريقيا، ولكنها عند حكامنا العرب قضية حماس، والجهاد، وكتائب أبو مصطفى.. مفارقة مؤسفة.. أليس كذلك ؟! نعم هي كذلك..
تعرية وتصفيق
غَنَّتْ جنوب أفريقيا ورقصت للسلام في "لاهاي"، ومِن ورائها غَنَّى العالم ورقص على مرافعات قُضاتها ضد جرائم الاحتلال في غزة.. حيث كانت تدوي في قاعة المحكمة كلمات (جون دوغارد، وعديله، ونجكوكايتوبي، وسارة جونز، وزيكالالا، وراموغالي، وماكس دو بليسيس).. وكان أحرار العالم مِن ورائهم يصفّقون لتعرية وفَضْح دموية ونازية قَتَلَة أطفال ونساء فلسطين، في مشهد إنساني فريد انتصر للسلام وانتصر لفلسطين الأرض والإنسان سواءً صدر قرار المحكمة أم لم يصدر ..
وها هو قرار المحكمة قد صدر وأقرّ "قبول الدعوى ضد إسرائيل بحرب الإبادة"، وأياً كان شكل ومضمون القرار، لكن جنوب أفريقيا انتصرت، ولا تزال تنافح عن القضية الفلسطينية، وترفض الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الإنسانية في فلسطين.
القدس بيتي
جنوب أفريقيا تحمل اليوم مشعل الحرية في العالم، وتفتح عينه على الكرامة الإنسانية، وتقوده ليس فقط إلى مقاومة الموت، وإنما إلى تحقيق السلام ونشر المحبة أيضاً..
Jerusalema
القدس بيتي
أنقذيني،
سِيري معي
لا تتركيني هنا
مكاني ليس هنا
مملكتي ليست هنا
أنقذيني
سِيري معي
احميني، لا تتركيني هنا
_ Jerusalema، هي أغنية كُتبت بلغة "الزولو".. اللغة الأكثر انتشاراً في جنوب أفريقيا، ألَّفتها وغنَّتها المطربة الشهيرة "نومسيبو زيكودي" وأنتجها ماستر كي جي (Kgaogelo Moagi)، غنَّتها جنوب أفريقيا وغناها العالم ورقص على أنغامها من بعدها، تماماً كما يغني اليوم ويرقص على موقف وإنسانية ومرافعات جنوب أفريقيا في لاهاي..
شعب جنوب أفريقيا عانى في أرضه من ويلات الاحتلال، وتجرع ظلم الأقلية البيضاء، وحروب الإبادة والتمييز، ولذلك هو يقاوم، وهو يبادر.. وهو اليوم يجر العالم للسلام.. أتعرفون لماذا ؟!
لأنه شعب قضى على العبودية وصار حراً..
ألف تحية وسلام لشعب الزولو، وألف تحية وسلام لشعب المقاومة والرباط في غزة.
|